حضرت مع بعض الزملاء الصحفيين الحفل الذي احياه الفنان السوري الكبير حمام خيري والفرقة الموسيقية لاعوان الحرس الوطني في قصر القبة بالمنزه بحضور الاف عشاق الفن.. بمناسبة التظاهرة الثقافية السنوية لودادية الحرس والديوانة.. رغم البرد الشديد كان الجمهور حاضرا.. وتفاعل كثيرا مع الاغاني الشعبية التونسية والشرقية التي أدتها فرقة الهواة للحرس الوطني.. لكن نسبة التفاعل مع أغاني الفنان الحلبي الكبير نقصت رغم صوته الجميل ونجاحه في تقديم أغان للمطرب المبدع والعملاق صباح فخري.. وفي أداء أغان بكلمات الشاعر المميز الراحل نزار قباني.. وأخرى لحنها وقدمها لاول مرة هدية للجمهور التونسي بكلمات شاعر الحياة أبي القاسم الشابي.. نسبة كبيرة من الجمهور غادرت القاعة مبكرا.. لكن ما شد انتباهي مرة أخرى تفاعل غالبية الجمهور أكثر فأكثر مع الاغاني الشعبية.. (مزود وطبل.. وفراقها صباح)؟؟ صفق الجمهور بحماس للمطرب الكبير ترحيبا.. وصمدت النخبة والمسؤولون وبينهم وزير الداخلية وعدد من المسؤولين حتى نهاية الحفل.. تعبيرا عن الاعجاب بالفن الراقي الذي قدم في السهرة.. من قبل الضيوف.. لكن ما يبدو واضحا أكثر فأكثر أن نسبة متزايدة من الشباب لم تعد تفهم العربية الفصحى.. واشعار الشابي ونزار قباني وغيرهما.. أي أن "أميتها" لم تعد تسمح لها بفهم أغاني صباح فخري وكاظم الساهر ولطفي بوشناق وسنية مبارك وحمام خيري وصوفية صادق (عندما تؤدي أغاني أم كلثوم).. وهذه معضلة.. والمسؤولية نتحملها جميعا.. ويتحملها خاصة القائمون على وسائل الاعلام والتثقيف وقطاع التربية والتعليم بكل مراحله.. فهل من جهد حقيقي لرفع "الامية اللغوية" في صفوف شبابنا الذي أصبحت غالبيته لا تتقن العربية ولا الفرنسية.. فضلا عن الانقليزية وغيرها من لغات العالم؟ ألم يدع الرئيس بن علي في خطاب 7 نوفمبرالماضي وسائل الاعلام إلى اعطاء اللغة العربية مكانتها مجددا؟