انتشى المبدعون يوم الخميس الفارط حين استقبلهم «بيت الاحتفال» وقد لاحظنا وجود نور الدين الورغي، الطيب الوسلاتي، بلقاسم البريكي، إكرام عزوز، عبد المجيد الأكحل، آمال سفطة وأجمعوا كلهم على الإضافة التي سيقدمها «بيت الاحتفال» إلى المشهد الثقافي التونسي، شخصيا زرت المكان خلال شهر رمضان وكانت الأشغال على قدم وساق ولاحظت البون الشاسع بين ماضي المكان وحاضره وكل ذلك بفضل إصرار صاحبه عبد الغني بن طارة وزوجته إذ صمّما وتحديا كل الصعوبات ليستقبل -الصدار- (وسط الدار) وبقية الغرف بالنقشة الجديدة الضيوف بمختلف مشاربهم، الكل يرحّب بمسرح الحلقة وقد حدثنا عبد الغني بن طارة عن مشروعه فقال: «لم أضع في ذهني بالدرجة الأولى حين فكرت في هذا الإنجاز أن تحقق وزارة الثقافة طموحي بدعمها ومساعدتها لإقامة مسرح متكامل لكل أشكال الفرجة المسرحية وأن تحتضنه المدينة العتيقة» وعن استفهام حول مواصفات الفضاء يضيف محدثنا «هو فضاء تقليدي من فضاءات المدينة العتيقة -دار عربي- تم تحيوله إلى مسرح يستطيع الجمهور أن يحيط به من الجهات الأربع ويضيف قائلا «إن الحلقة هي مجال خصب للفعل المسرحي، إنه مسرح مغاير للمارسة المسرحية التقليدية التي يكتفي فيها المشاهد بلعب دور المستهلك بطريقة قد تكون سليبة وقد لا نسهم فيها فكريا ولا عاطفيا إنه مسرح يرتكز على إعادة ربط الصلة من جديد بالعادات والتقاليد الفنية الثقافية الموروثة من آلاف السنين والتي يزخر بها المخزون التراثي الشعبي التونسي، مما يجعل العمل ينصبّ على قدرات أخرى غير تلك المتداولة في التقليد المسرحي أي على التجريد و قوة الايحاء لمنطوق القول من جهة الراوي -الممثل- وعلى عادات الاصغاء لدى السامع -المتفرّج- وقدرته على التحيّل». وحين تجولنا في الفضاء لاحظنا أنه يحتوي على قاعة عرض يتوسّطها الركح ويتحلّق حوله الجمهور، هذا إضافة إلى غرفة خاصة بالفنانين ويستجيب بيت الاحتفال إلى كل المتطلبات التقنية الحديثة من إضاءة وصوت وسيحتضن كل التجارب في مختلف الميادين كما أنه سيحاول الانفتاح على المحيط الاجتماعي في المنطقة لاحتضان الشباب ومحاولة توظيف قدراته، إذن سيعيش الجمهور مع الكاركوز والفداوي والأهازيج الشعبية والألعاب البهلوانية إلى جانب العروض الموسيقية ومعارض الفنون التشكيلية ذات العلاقة الحميمة بالفنون الدرامية. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: