تونس «الشروق» محسن عبد الرحمان عبّر عدد من المسرحيين من أصحاب الفضاءات الخاصة عن استيائهم من إقصاء فضاءاتهم من برنامج الدورة الرابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية التي ستنطلق كما هو معلوم يوم 11 نوفمبر الجاري. ولوحظ في قائمة الفضاءات المسرحية التي اختارتها إدارة المهرجان لاحتضان عروض وأنشطة الدورة الرابعة عشرة غياب الفضاءات المسرحية الواقعة في مدينة تونس العتيقة مثل مسرح الفن دارين عبد الله للمخرج المسرحي نورالدين الورغي وبيت الاحتفال للمسرحي عبد الغني بن طارة وقاعة الفتح المسرحي جمال العروي. تبرير غير مقنع وتساءل أصحاب الفضاءات المذكورة اول امس الاربعاء 04 نوفمبر 2009 بعد اطلاعهم على برنامج الدورة الرابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية في الندوة الصحافية التي عقدها مدير الدورة المسرحي محمد إدريس عن أسباب اقصاء فضاءاتهم من برنامج المهرجان مشيرين الى التبرير غير المقنع الذي قدمه محمد إدريس والمتمثل حسب ما نقله أحد أصحاب هذه الفضاءات في قلة الامكانيات وعدم موافقة بعض هذه الفضاءات للمعايير الفنية المطلوبة. وكان إدريس قد أعلن خلال الندوة الصحفية عن ميزانية المهرجان المقدّرة بمليون دينار دون ان يشير الى انها غير كافية لتسديد مصاريف التظاهرة. كما تؤكد العروض الفنية التي قدمت في الفضاءات الثلاثة المذكورة على حسن تهيئة هذه الأخيرة وقدرتها على احتضان اكثر العروض الفنية تعقيدا وخصوصا مسرح الفن دارين عبد الله الذي يضم واحدة من أجمل قاعات المسرح في تونس.. موت المدينة العتيقة ويأتي إقصاء الفضاءات الثلاثة في وقت تسعى فيه وزارة الثقافة جاهدة الى تشجيع المسرحيين على بعث فضاءات خاصة سواء بدعمهم على مستوى إدارة هذه الفضاءات او بدعمهم على مستوى تنظيم الأنشطة والعروض فيها. وبفضل دعم الدولة نجحت هذه الفضاءات في تنشيط المدينة العتيقة ثقافيا وسياحيا الى درجة تحوّلها الى قطب ثقافي يستقطب آلاف الزوار من أحباء العروض الفنية والأنشطة الثقافية والسياح الراغبين في اكتشاف معالم المدينة وبإقصاء هذه الفضاءات من برنامج أيام قرطاج المسرحية، تكون إدارة المهرجان قد حكمت عل مدينة تونس العتيقة بالموت على مستوى الأنشطة الثقافية. كما تكون قد حكمت عليها بالغلق في وجوه المئات من ضيوف المهرجان الذين قد يرغبون في اكتشافها من خلال نشاط هذه الفضاءات لو كانت في خارطة المهرجان.