تونس الصباح هل توظف اليوم الوسائل الحديثة والتكنولوجيا والتجهيزات الاعلامية بالشكل المطلوب في مؤسساتنا التربوية؟ يبدو أن وزارة التربية والتكوين طرحت بدورها هذا التساؤل وهو ما دفعها وفقا لما اشار اليه سابقا وزير التربية والتكوين الى احداث لجنة تفكير صلب الوزارة ستعمل على صياغة برنامج للعمل على حسن توظيف واستغلال الوسائط التكنولوجية في العملية التربوية.
ذكر الوزير حينها ان الاساس في توفير الوسائل الحديثة من حواسيب وربط بالانترنات وغيرها من المعدات الاعلامية لا يجب ان يتركز على العدد والكمية بل يجب التوجه اكثر نحو البحث في كيفية استعمال هذه الوسائل والطرق البيداغوجية المثلى التي تخول للتلميذ والمربي حسن استغلال وتوظيف الوسائل التكنولوجية في العملية التربوية. تكوين المكونين تجدر الاشارة في هذا السياق ان بعض التقييمات لتوظيف الوسائل التكنولوجية في المؤسسات التربوية تبين ان الحديث عن تغطية المدارس والمعاهد بالحواسيب والاعلامية والانترنات يقتصر على تقديم نسبة ما، تكون هامة ظاهريا غير ان البحث في كيفية توظيف هذه المعدات ومدى استغلالها بالشكل المطلوب من قبل المعلمين والأساتذة والتلاميذ قد يكشف سوء توظيف او تصرف.. وقد يصل الامر الى حد وجود الحاسوب في مدرسة ما فقط «كديكور» لاسباب مختلفة لعل من بينها ان المعلم مثلا المكلف بتدريس مادة الاعلامية هو بدوره لا يتقن حتى ابجديات التعامل مع الحاسوب او الانترنات. ويدفع هذا المثال الى التأكيد على ان من بين النقاط التي يجب ان يستهدفها المخطط المستقبلي لادماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعلم والتعليم العمل على توفير التكوين الضروري للمربي ليكون قادرا على توظيف الوسائل التكنولوجية في العملية التربوية. هذا طبعا الى جانب مواصلة توفير التجهيزات الاعلامية في المؤسسات التربوية لاسيما في المناطق الريفية والداخلية مع توفير الربط بالانترنات وتحسين سرعة النفاذ وتمكين التلميذ من استعمال هذه الوسائل في المؤسسة دون شروط او بحجة الحفاظ على هذه الوسائل. يذكر هنا ان اقتناءات وزارة التربية والتكوين من التجهيزات الاعلامية بلغت خلال ميزانية السنة الجارية ما كلفته 800،40 الف دينار تتوزع بين 7100 حاسوب للمدارس الابتدائية و26700 حاسوب و900 محمول للمدارس الاعدادية والمعاهد.