تونس الصباح: أكثر من 80 ألف حاسوب تؤثث قاعات الدرس بمختلف مراحل التعليم وتحقيق نسبة تغطية كلية بهذه الأجهزة بالمرحلتين الاعدادية والثانوية وبنسبة 70% بالابتدائي.. كما تشير المعطيات الرسمية الى أن الربط بنظام التدفق العالي (ADSL) في طريقه الى تغطية كامل المعاهد والاعداديات قبل موفى السنة الدراسية الحالية مع تجند 5 آلاف أستاذ لتدريس مادة الاعلامية.. هكذا تبدو الصورة على مستوى البنية التقنية والبشرية داخل النسيج المدرسي متقدمة ومواكبة للتوجهات الرامية الى تحديث المدرسة التونسية وتعميم الثقافة الرقمية.. الا أنه على صعيد التقييم العملي لانعكاسات هذا الحضور وبشهادة عديد الاطراف بما فيها وزارة التربية والتكوين ذاتها، تبقى الجهود المبذولة على أهميتها منقوصة وفي حاجة الى مزيد التفعيل والتطوير وكان وزير التربية السيد حاتم بن سالم أشار في مناسبة سابقة أثناء تناولنا معه مسألة ضرورة تفعيل التجهيزات الاعلامية في الوسط المدرسي واحكام توظيفها واستغلالها، أن توفير الحواسيب والتقنيات التكنولوجية المتطورة على أهميتها وأنه ينبغي أن ترافقه مراجعة بارزة لطرق تدريس الاعلامية، حيث لا يكفي تراكم هذه الاجهزة بل وجب تفعيل استغلالها وتوسيع استعمالها بما ينعكس على المحتوى التعليمي الرقمي وتبليغ المضامين البيداغوجية باستخدام المنظومات المعلوماتية المتقدمة. حصة يتيمة تبين لدى حديثنا الى بعض تلاميذ الاعدادي أن درجة الرضا عن استغلال الحواسيب دون الحديث عن الأنترنات التي مازالت تفتقدها بعض المؤسسات محدودة.. وباستثناء الحصة الوحيدة الاسبوعية المخصصة لمادة الاعلامية تتقطع علاقتهم بالحاسوب.. وحتى في خضم هذه الحصة تكون ظروف المتابعة التطبيقية للدرس صعبة بحكم تداول كوكبة من التلاميذ لوجود عدد من الأجهزة في حالة عطب مستمر.. وبطبيعة الحال فان الافادة والاستفادة لا يمكن أن تحصل بالجودة المطلوبة في مثل هذه الوضعية.. وبالنسبة للأنترنات ورغم الجهود المبذولة لتعميم الربط بالشبكة العنكبوتية، فإنها تظل غائبة في عدد من المؤسسات رغم انصهار هذا المحور ضمن برنامج تدريس الاعلامية.. وباستفسار احدى التلميذات عن كيفية تدربها على الأنترنات ردت أنها تكتفي داخل القسم بالدروس النظرية وتسعى عند العودة الى البيت الى تطبيق ما اكتسبه من معلومات على جهاز الكمبيوتر العائلي لتوفر الارتباط بالأنترنات... طبعا الوضع قد يكون أفضل حال في عدد آخر من المدارس لكن هذا لا يمنع من الاقرار بأهمية الانطلاق أولا بتشخيص وتقييم واقع استغلال هذه التجهيزات.. ولمَ لا احداث نواد للاعلامية موازية تحتضن التلاميذ الموهوبين والمغرمين بهذه المادة. ويشرع بداية من السنة الدراسية القادمة حسب تمش مرحلي في اعتماد تجربة تدريس مجموعة من المواد العلمية وفق مقاربة معلوماتية متقدمة وتستخدم خلال الدرس السبوات التفاعلية.. علما أن التجربة ستقتصر السنة القادمة على تلاميذ الاولى ثانوي بالمعاهد النموذجية ليتم تعميمها على مختلف الثانويات في مرحلة موالية.. استغلال أفضل على صعيد آخر تقرر تطوير نظام تعليم الاعلامية ليصبح اشهاديا وتمكين التلميذ كما المربي من شهادة في الغرض تقطع مع النهج الكلاسيكي في التكوين في الاعلامية وفق معايير دولية واستنادا الى ساعات تكوين محددة تخرج عن نطاق الدروس الرسمية.. وعلى ضوء التوجهات الجديدة التي يتوقع أن تثري المشهد التربوي ينتظر أن يشهد التعليم الرقمي بداية من السنة القادمة نقلة نوعية جريئة تثمن حضور عشرات آلاف الحواسيب وتساهم في تفعيل المحتويات الرقمية بصفة أنجع وأفضل.. منية اليوسفي