تونس الصباح: ... جميل ما بذل ويبذل من مجهودات لتجهيز المؤسسات التربوية بالحواسيب وربطها بالاعلامية والارتقاء بخدمات الربط الى مستوى اعتماد تقنية «آدي اس ال» والعمل على تعميمها التدريجي وجميل كذلك ركوب مدارسنا موجة خط الحداثة تكيفا مع عصر التكنولوجيات الحديثة حتى ان نحو 80 الف جهاز كمبيوتر اخذ مكانته داخل مكاتب المديرين وقاعات الاعلامية. لكن الاجمل من كل هذا ألا تظل هذه الاجهزة مجرد ديكور في بعض الاحيان وألا تقتصر استعمالاتها على حصص الاعلامية بطريقة بسيطة وبدائية بحكم سرعة تطور خدمات هذا العالم العجيب وتغير تقنياته وتكنولوجياته في زمن وجيز في وقت تظل برامج الاعلامية واستعمالات هذه الاجهزة تراوح مكانها فلا انفتاح يذكر على الانترنيت ولا اطلاع وشرح مستفيض وتطبيق التلاميذ في مرحلة مبكرة على موقع «Face-book» التي اصبحت ظاهرة كونية لها ميزاتها ولكن ايضا مساوئها ولا بد من ابراز ذلك للتلاميذ وارشادهم الى الاستعمالات الهادفة لتكنولوجيات الاتصال المستحدثة. ان مجرد توفير الاجهزة وتكديسها لا يكفي ولا ينبغي ان يكون غاية في حد ذاتها بل الاهم من كل ذلك احكام استغلالها وحسن توظيفها ولن يكون ذلك الا بتأمين تكوين جيد لمستخدمي الكمبيوتر وتوفير تدريب مناسب للتلميذ كما المربي واطارات التسيير داخل المدرسة حتى لا تتسب عملية ضغط بسيطة على زر خاطئ في محو برمجية اعلامية بأكملها ولخبطة الجهاز واعطابه ثم انتظار اشهر لاصلاحه وصيانته!! وتمشيا مع هذا التوجه اعلن وزير التربية والتكوين مؤخرا على ذات الموقف ومشاطرته فكرة تثمين استغلال هذه الاجهزة موردا قوله بان تراكم الحواسيب لايكفي بل لا بد من حسن استعمالها وتوظيفها وسيتم لهذه الغاية تكريس توجهين يتمثل الاول في تأمين تكوين اشهاد في الاعلامية لكافة الاساتذة والمعلمين..» وهكذا ستشرع خلال الفترة القريبة القادمة في توفير حصص تكوينية لكافة اطارات التعليم في الاعلامية تتوج بشهادة خاصة من وزارة التربية والتكوين. اما التوجه او البرنامج الثاني فيهم التلاميذ وسيشرع بداية من السنة القادمة في ارساء اشهاد للتلاميذ في مختلف المستويات الدراسية بما في ذلك الابتدائي لتدريبهم المبكر على اتقان استعمال الحواسيب. وكان الوزير حاتم بن سالم اشار في هذا السياق الى ضرورة التفكير في مراجعة صيغ ومناهج تدريس الاعلامية لما لوحظ من هنات مع منح الطفل فرصة اكبر لصقل قدراته وذكائه في التعامل مع الحواسيب وستنتظم حصص التكوين المقترحة خاج اوقات الدراسة الرسمية.. ولربما ستتيح عملية اعادة هيكلة الزمن المدرسي التي تبنتها الوزارة في اتجاه التقليص من ساعات الدراسة لفائدة الانشطة التثقيفية والرياضية فرصة مناسبة لبرمجة حصص التكوين في الاعلامية للتلاميذ خلال اوقات الفراغ.