لم يشهد عرضى مسرحي إقبالا لأهل المهنة مثل الذي شهده عرض «سفر» لسليم الصنهاجي وصباح بوزويتة. حيث غصت قاعة ابن رشيق بالوجوه المسرحية والسينمائية والإعلامية بمن في ذلك المخرج القدير شوقي الماجري القادم خصيصا من سوريا... كان هذا الحضور النوعي والغفير من أجل هدف ورغبة واحدة وهي مشاهدة نعمان حمدة من جديد على الركح بعد المرض الخطير الذي شل حركته وأبقاه في الإنعاش لفترة طويلة وفي مستشفى لمدة أشهر. وكانت البادرة الهامة في هذا العرض هو شعار «ممنوع المشهادة المجانية» أوعن طريق الدعوات وكل الذين حضروا من رجال الفن والإعلام اقتطعوا تذاكرهم وكانت كل عائدات العرض التي أمنها الصادق حلواس عن نقابة الممثلين باعتبارها طرفا في تنظيم هذا العرض المسرحي إلى صاحبها نعمان حمدة. الذي بدت معنوياته مرتفعة كثيرا بهذا الحضور وبهذه اللفتة الجميلة من زملائه وأصدقائه خاصة وهو في حاجة إلى كثير من الراحة النفسية لتحسن حالته نهائيا. ولم يكن لمسرحية «سفر» في نسختها الجديدة (ديسمبر 2008) مخرج واحد وهو سليم الصنهاجي كما شاهدناها منذ سنوات بل انضاف إلى خطة إدارة الممثل أطباء وهم الذين يشرفون على تطور صحة نعمان حمدة بصفة دورية ويشرفون على علاجه الطبيعي.وقد تابع هؤلاء الأطباء عودة نعمان الى الركح منذ التمارين وحرصوا أن تكون بطريقة طبية وعلمية مراعاة لصحته وتجنيبا للإجهاد في التنفس والحركة. وبعد تمارين عديدة حدد الأطباء الإطار المسموح به لتقمص نعمان دوره على الركح ولم يكن تقمصه كما عهدناه في النسخة الأولى من المسرحية بل في الحدود التي تسمح بها قدرته الصحية لكن الجديد والهام هو رأي الأطباء الذين قدروا أن مشاركة نعمان حمدة في هذه المسرحية تتقدم بعلاجه أشهرا كاملة حيث غادر نعمان مسرح ابن رشيق بمعنويات مرتفعة كثيرا هو في أشد الحاجة إليها..إحساس له علاقة بالتأكيد بالحضور الكبير لزملائه وأصدقائه في المهنة الذين لبوا النداء التضامني معه. وقد خير نعمان أن يكون خلال هذا اللقاء بهم معطاء كعادته بعيدا عن الشفقة والصدقة وتقمص شخصيته في المسرحية بطريقة تدل بجلاء على أنه بدأ يتدرج في الشفاء بصفة ملحوظة. وحيد عبدالله للتعليق على هذا الموضوع: