دراسات حول مختلف أصناف الفطر وأنواع السموميات الأكثر انتشارا تونس: الصباح "أكثر من 200 خبير سيتحدثون بداية من هذا الصباح وطيلة يومين كاملين عن المواد الغذائية السامة وكيفية التصرف في الأزمات والإعلام بالمخاطر وضمان جودة الأغذية وسلامتها الصحية".. هذا ما أفادتنا به مصادرنا بوزارة الصحة العمومية مشيرة إلى أن مشكلة تسمم عدد من المواطنين مؤخرا إثر تناولهم لكميات في الفطر المعروف لدى العامة ب "الفقاع" إضافة إلى اكتشاف تسممات غذائية أخرى ناجمة عن تناول الأسماك دعت إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية إلى مزيد الاهتمام بهذه المسائل وذلك من خلال تخصيص الدورة الجديدة للأيام الوطنية الرابعة عشرة لحفظ الصحة لتتناول بالدرس موضوع "السلامة الصحية للأغذية". وقالت مصادرنا إن هذا المبحث يكتسي أهمية بالغة في هذا الوقت بالذات نظرا لما يشهده العالم من مستجدات ومتغيرات في مجال المحافظة على الأغذية وعلى سلامتها الأمر الذي يقتضي مواكبتها لضمان السلامة الصحية لمستهلكي المواد الغذائية وتحسين جودة المنتجات الغذائية وبالتالي تطوير نسق التصدير.. وأضافت المصادر نفسها أنه من المهم جدا تبادل الخبرات وتدعيم القدرات المعرفية للمختصين في تفقد المواد الغذائية للوقاية من مختلف الأمراض والمخاطر الناجمة عن الأغذية إضافة إلى تطوير المناهج المعتمدة في مجال الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية ومواكبة التطورات والمستجدات العالمية المرتبطة بالسلامة الغذائية والمساهمة في التعريف بأهمية تطبيق نظم الجودة وبالمعطيات العلمية والتجارب الميدانية على المستويين العالمي والوطني في مجال حسن التصرف في الأزمات المتعلقة بالسلامة الصحية للأغذية والإبلاغ عن المخاطر المحدقة بها. ولتحقيق الاستفادة المرجوة سيشارك في هذه التظاهرة الصحية التوعوية التي ستقام على ضفاف مدينة الحمامات رؤساء المصالح الجهوية لحفظ الصحة والأطباء والبياطرة المنتمون إليها والمسؤولون عن المخابر الجهوية لحفظ الصحة وممثلو الوزارات والهياكل والمنظمات المعنية بالموضوع على غرار وزارة الصحة العمومية ووزارة السياحة ووزارة الفلاحة والموارد المائية ووزارة التجارة والصناعات التقليدية ووزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة والمركز الفني للصناعات الغذائية ومنظمة الدفاع عن المستهلك وديوان الخدمات الجامعية للشمال والديوان الوطني للسياحة التونسية والمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية والمركز الفني للتعبئة والتغليف.. محاور الاهتمام من المسائل التي سيتم تناولها بالدرس خلال اللقاء العلمي المخصص لبحث موضوع "السلامة الصحية للأغذية" نجد التصرف في الأزمات والإعلام بالمخاطر ويساهم في أشغال هذه الورشة الدكتور محمد بلعايبة مدير عام الصحة العمومية والسادة بلقاسم الحنشي المدير العام لمخبر البحوث والتحليل الكيميائي والفيزيائي وعمر السليمي رئيس مصلحة حفظ الصحة بنابل وشكري بوخضير من إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط وسيتم بحث التأثيرات المنجرة عن الأزمات المتعلقة بالتغذية وستتحدث عن هذا الموضوع الأستاذة ليلى علوان الخبيرة بالمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة وسيتطرق الدكتور رضا حمزة رئيس مصلحة حفظ الصحة ببنزرت إلى مسألة السلامة الصحية للأغذية والصحة العامة. وسيتم تخصيص حيز زمني للحديث عن الفطر القاتل وعن مبادئ وتقنيات الإعلام عن المخاطر المتعلقة بالمواد الغذائية. وللتعمق في دراسة مسألة سموميات المواد الغذائية تمت دعوة السادة الصادق عطاء الله الخبير السابق بمنظمة الصحة العالمية والمولدي عمامو ممثل مركز الإسعاف الطبي الاستعجالي وطارق البرهومي من مصلحة حفظ الصحة بالقيروان وجمال شلوف من إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط.. وسيتحدث الدكتور محمد الخراط من معهد باستور بتونس عن سموم الفيكوتكسين (سموميات تصيب الأسماك ومنتوجات البحر ناجمة عن الأعشاب البحرية الملوثة وغيرها) ويبحث السيد بلقاسم الحنشي موضوع المخاطر الصحية الناجمة عن مادة الميلامين (سموم تصيب الألبان) ويتطرق الدكتور خالد زروق من المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية بتونس إلى مسألة المخاطر المرتبطة بالحوامض الدهنية. ولتقريب المعلومات العلمية من الأذهان سيتم تقديم دراسة حول أصناف الفقاع بالوسط الطبيعي التونسي وهي من انجاز فريق بحث من مركز الإسعاف الطبي الإستعجالي ودراسة أخرى حول أنواع الميكوتكسين الأكثر انتشارا بالمواد الغذائية (سموميات نجدها في الحبوب) وهي من إعداد فريق بحث بنفس المركز وقد أعد فريق آخر من المركز نفسه دراسة حول تلوث المواد الغذائية بمادة النيترات. وعند تناول محور ضمان الجودة والسلامة الصحية الذي ينشطه الخبراء مفتاح عمارة وتوفيق رابح وجابر دعبوب والدكتور محمد الطاهر مبوج سيتم التطرق إلى عدة مسائل هامة على غرار برامج تأهيل مؤسسات الصناعات الغذائية وبرنامج تأهيل القطاع السياحي والإطار التشريعي للسلامة الصحية للأغذية بتونس وأهمية المراقبة الذاتية في تحقيق السلامة الصحية للأغذية والمخاطر الصحية المرتبطة بالمواد والأشياء المعدة للاتصال بالمواد الغذائية. هذه إذن حصيلة المداخلات التي سيتم تقديمها خلال لقاء إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط ويأمل المختصون في حفظ الصحة في التوصل إلى توصيات عملية تساعدهم على الحد من المخاطر الصحية الناجمة عن المواد الغذائية والإعلام بها والتصرف فيها إن وجدت في الإبان وبالنجاعة المطلوبة.