تونس/الصباح: ما يمكن استنتاجه قبل حوالي 36 ساعة عن موعد انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب ما اصطلح على تسميته ب«ازدهار المناورات الانتخابية» بين الأعضاء، حيث تعددت التصريحات والتصريحات المضادة... فهذا عضو يؤكد الانتماء لقائمة ما.. سرعان ما يأتي «النفي» والتأكيد على ان ذلك العضو هو على ذمة قائمة اخرى.. ويأتيك عبر الهاتف صوت أحد الأعضاء ليقدم لك «قائمته» الانتخابية.. وعندما تتأمل فيها تكشف انها تضم اسماء سبق ذكرها في قائمة «مضادة».. قائمة «الاصلاح والانجاز»؟ في اتصال هاتفي تحدث لنا الشاعر محمد الهادي الجزيري مقدما لنا قائمة انتخابية قال انها تحمل اسم «قائمة الاصلاح والانجاز» وهي متكونة من، محمد الهادي الجزيري شمس الدين العوني الناصر التومي محمد البدوي الموليد فروج فاطمة الشريف محمد بوحوش محمد حيزي مراد العمدوني عمر الكوز». لكن ما يلفت الانتباه ان اسماء كمحمد البدوي والمولدي فروج ومراد العمدوني سبق أن تم تحديد انتمائهم لقائمة اخرى نجد فيها ابراهيم الدرغوثي ومسعودة بوبكر.. ألا يدخل هذا في خانة «المناورات الانتخابية؟». وفي هذا المجال أيضا نشير ان أحد الاعضاء المترشحين اعلن نيته اختار الترشح بصفة «فردية» وأكد لنا ذلك اكثر من مرة لكن ثبت بعد ذلك انتماؤه لقائمة لازالت «تبحث عن نفسها»، ألا يعد ذلك «مناورة انتخابية؟». عبد الحميد بن ساعي يكتب وردت علينا رسالة مطولة من القصرين تحمل امضاء عبد الحميد بن ساعي.. وهو من الشعراء المعروفين بغزارة ابداعهم الشعري وتنوعه.. ضمّنها ارتسامات وانطباعات وانتظارات في ما يتعلق بالمؤتمر القادم لاتحاد الكتاب التونسيين وهذا ابرز ما جاء في هذه الرسالة: «أنا واحد من الشعراء المكفوفين التونسيين الا ان حظي لم يكن كحظ عبد الله الباردوني وأحمد الزين او معرّي فلسطين او غيرهم من الادباء المكفوفين الذين شغلوا الناس بابداعهم. ورغم الصعوبات والعراقيل التي كانت ولا تزال تعترضني فقد تسنّى لي نشر مجموعتين شعريتين على نفقتي الخاصة (حصاد الضياع صهيل الألم) مما أهلني الى الحصول على عضوية باتحاد الكتّاب. وللحقيقة والتاريخ اعترف انه حينما وافاني المرحوم الميداني بن صالح برسالة يعلمني فيها بقبول عضويتي، سررت كثيرا وذهب في ظني ان العضوية باتحاد الكتّاب هي مدلولها خطوة اساسية على طريق المجد والاشعاع والتألق وتحقيق الكيان». ويضيف عبد الحميد بن ساعي في رسالته «لكن.. بمرور الزمن تبين لي ان العضوية باتحاد الكتّاب هي سراب..واحسب ان هذا الانطباع اصبح ماثلا في اذهان الكثيرين من الاعضاء. أذكر هنا بعض الاعضاء من داخل البلاد الذين يفتقرون الى الرؤية والتصوّر والتجربة العميقة التي تمكنهم من الارتقاء الى مصاف الاشراف على حظوظ الشعراء والادباء وهؤلاء الأعضاء لا مكان لهم في المكتب القادم.. فالمسؤولية في اتحاد الكتّاب التونسيين تكليف وليست تشريفا...». ويختم عبد الحميد بن ساعي رسالته «أدعو كل اعضاء اتحاد الكتّاب الى انتخاب هيئة مديرة متجانسة متكاملة طموحة في افكارها وأهدافها.. هيئة مديرة من اقطاب الحركة الادبية والفكرية ومن الذين لهم اشعاعهم وتألقهم على الساحة الثقافية».