لا تزال حادثة العثور على الفتاة مريم جثة هامدة يوم أمس الاول بمدينة طبرقة تثير العديد من التساؤلات وسط الشارع بالجهة ووسط أهلها الذين تفاجؤوا بها ميتة وسط حديقة مهجورة على ملك أحد الخواص في قلب المدينة بعد بحث وتفتيش دام قرابة أربعة أشهر. الصدمة كانت كبيرة على أهلها الذين تمكنوا من التعرف عليها بصعوبة نظرا للتشوهات الكبيرة التي أصيبت بها بكامل جسمها بحكم المدة الطويلة (4 أشهر) وهي جثة هامدة. ويقول جميع من تمكن من رؤيتها عندما تمكن رجال الحماية المدنية من استخراجها من وسط القصب أنها ميتة وهي جالسة القرفصاء يعني أن يديها أمامها على الركبتين ومطأطئة الرأس قليلا. أما كامل جسمها فمتفحم. أفراد العائلة الذين تحوّلنا اليهم تحدثوا الينا بالرغم من المصاب الذي حل بهم اذ يقول محمود شقيق الهالكة مريم(39 سنة) ان شقيقتي غادرت مستشفى الامراض العقلية «الرازي» يوم 21 ماي الماضي دون علمنا، فهل يعقل هذا؟؟ وأردنا التأكد من صحة الكلام الذي قاله شقيق الهالكة فسألنا نادية (28 سنة) ابنة شقيق الهالكة التي قالت في ألم نعم قمت بزيارتها بالمستشفى المذكور يوم 23 ماي 2010 بما انها أقامت به لمدة شهرين تقريبا. لكنني فوجئت حينما وقع اعلامي بأن المريضة غادرت المستشفى يوم 21 ماي 2010 في اتجاه المستشفى الجهوي بجندوبة مع بعض المرضى الآخرين ومن نفس الولاية. اتصل والدي وعمي بالمستشفى الجهوي ليقع اعلامهما بأنها سلمت الى المرشد الاجتماعي يوم 23 ماي 2010، ويتناول الكلمة شقيقها الاوسط محمود ليقول لماذا لم يتصل بنا مستشفى تونس ولا مستشفى جندوبة؟ حتى نتسلم مريم وهي حية ترزق. ويضيف محدثنا ان المرشد الاجتماعي حسب تعبيره أعطى لسائق سيارة «لواج» خمسة دنانير وقال له أوصلها الى مدينة طبرقة دون اعلامه بأنها مريضة عقليا. وبالمحطة تركت مريم الكيس الذي كانت تضع فيه الأدوية التي كانت تستعملها واختفت الى ان عثرنا عليها جثة متفحمة. ويواصل الحديث كمال (35 سنة) ابن شقيقة الهالكة: «منذ الاعلان عن ضياعها «دُرنا الدنيا الكلّ» نبحث عنها لكن دون جدوى، ويتساءل كمال من أتى بها الى ذلك المكان المهجور ثم ألا تصدر روائح كريهة بعد أيام من موتها فيتفطن لها الاجوار؟» هذه كلها أسئلة يطرحها أهل الهالكة مريم التي تم نقل جثتها ليلة أمس الاول من مدينة طبرقة الى مستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة ليحدد الطبيب الشرعي أسباب الوفاة الحقيقية.