يمكن القول ان النادي الصفاقسي أصبح فريق المتناقضات وفريق الانتفاضات في الوقت الحاسم الذي يجنبه المواجهات الحادة مع جمهوره الوفي والصغير اذ لم يمنحه الكثيرون فرصة الرجوع بورقة العبور من الدارالبيضاء بعد الوجه الهزيل جدا الذي ظهر به قبل اسبوع في المنستير واتار به حفيظة واستياء الأسرة الموسعة للفريق بما في ذلك المسؤولين الذين لم يهضموا هزيمة ثقيلة بتلك الكيفية وفعلا كذب كل التكهنات واكد انه فريق المناسبات الكبرى ويمكن التعويل عليه متى كان الجميع في حاجة ماسة اليه اذ استطاع في خضم النسق الماراطوني الذي خضع اليه وادى الى اصابة الكثير من اللاعبين وتطلب جهدا اضافيا للاطار الطبي للتعجيل بجاهزيتهم للمشاركات الرسمية استطاع ان يفوز على الرجاء البيضاوي احد ابرز الفرق العربية واكثرها خبرة في المسابقات القارية والاقليمية في عقر داره وامام جمهوره العريض جدا الذي حول الملعب الى اجواء صاخبة حاول من خلالها الهاب المشاعر وحفز همم فريقه لينتصر على بطل افريقيا فكان هذا العامل سلاحا ذا حدين اذ اربك الارجل وشتت العقول وولد في المقابل عزيمة فولاذية لدى النادي الصفاقسي سيما وقد كان عامل مرور الوقت يلعب لفائدته اذ ادى الى تشنج اعصاب اللاعبين وتخر جهودهم وفرحهم بطريقة عجيبة احيانا على غرار ضربة الجزاء التي اهدرها حسن الطائر وتفنن البقية في اضاعة الفرص امام المرمى. رب ضارة نافعة والأكيد ان تراجع مستوى الكرة المغربية والرجاء بصفة خاصة لعب دورا في الهزيمة اذ ان تواضع خبرة لاعبيه ادى الى اقتناعهم بان مصير المباراة حسم لفائدتهم بعد اقصاء الحكم الجزائري جمال الحيمودي لعصام المرداسي في نهاية الشوط الاول على اساس وان الضغط سيزداد حدة على دفاع النادي الصفاقسي في كامل الشوط الثاني اي في متسع من الوقت واقترن الاقصاء ببهتة ناتجة عن الفرحة ربما ادت الى الهدف القاتل والحاسم في الوقت البديل عن طريق حمزة يونس وتحقيق النادي المهم وطبعا ادخل هذا الهدف البلبلة والشك في صفوفهم وضاعف من عزيمة ابناء النادي واصرارهم على الذود عن مرماهم بكل ما اوتوا من جهد فكان لهم ما ارادوا خاصة وقد عرفوا من اين تؤكل الكتف بمجاراة المنافس واحباط ابرز محاولاته قبل وصولها الى الحارس جاسم الخلوفي الذي لم يرتكب هفوات تذكر بل ان يقظته اقنعت زملاءه بان طريق الترشح ات لا ريب فيه الى ان اعلن الحكم عن الفوز والترشح للدور الربع النهائي وسط فرحة عارمة في صفوف الجالية التونسية والاحباء الاوفياء الذين رافقوه للمغرب ولم يتمالك البعض لذرف دموع الفرح. وتبعا لهذا ورغم ان النادي الصفاقسي لم يقدم عرضا في مستوى سمعته الكبيرة فإن المهم في هذا الظرف بالذات هو الأنتصار والترشح وهو ما حصل.. وما حصل اكثر من رائع لكنه يستدعي من الاطار الفني بذل جهود اضافية لأن الحظ يقف الى جانبك مرة ويتنكر اليك اذا لم تفرض نفسك على الميدان وتنتصر على المنافس باريحية كاملة. بقي ان نشير الى ان الحكم جمال الحيمودي بالغ في توزيع الاوراق الصفراء وبدا قاسيا على النادي الصفاقسي في البعض منها ولو لم يقع تعويض هيثم المرابط في الابان لاعرف نفس مصير زميله عصام المرداسي الذي دفع ثمن اصراره واندافعه الكبير ومن حسن الحظ ان ادى الى رد فعل قوي وايجابي من زملائه لسد الشغور الكبير الذي تركه كما ان ضربة الجزاء التي اعلن عنها للمحلين وكان بالامكان ان تكون حاسمة والتي اهدرها حسن الطاير بسبب قلة التركيز وتشنج اعصابه واعصاب زملائه بدت لنا قاسية ان لم نقل مجانية والمنطق يتطلب التهيؤ لمثل هؤلاء الحكام في افريقيا وحتى في العالم العربي حتى لا تخسر المجموعة عنصرا او اكثر وتظل تقاسي من تبعات الاقصاء.