تونس الصباح مساندة البحث العلمي للانتاج الفلاحي ومرافقة الباحثين للفلاحيين بمواضع الانتاج وتوجيههم وتأطيرهم تشكل ابرز التوجهات والرهانات المطروحة على جهاز البحث الذي اصبح مدعوا الى لعب دور أكثر فاعلية والاقتراب اكثر من المزارعين مباشرة او عن طريق الاسهام الفاعل في مشروع المعهد الوطني للزراعات الكبرى الذي يجري الاعداد لصياغته عبر المشاركة الفاعلة في تركيبته وهيكلته. وبعد انقضاء مرحلة تفعيل الاستراتيجية الأولى التي استهدفت منظومة البحث العلمي الفلاحي وعلى ضوء النتائج التي ستفرزها عملية التقييم وتشخيص الميادين والمجالات التي تستوجب تدخلا اعمق سيتم الاستئناس بالتصورات والملاحظات الصادرة لبلورة واعداد محاور وتوجهات الاستراتيجية القادمة مع الأخذ بالاعتبار الظرف العالمي والوطني الفلاحي والمستجدات السائدة في القطاع ومتطلبات المرحلة الجديدة وتحديد أدق لتدخلات البحث العلمي. على ان الخطوة العريضة للادوار الجديدة الموكولة لهذا الجهاز لن تكون بالغريبة او البعيدة عن الاهداف المرسومة للقطاع الفلاحي ككل باعتبار الحرص القائم على ضمان تأقلم نتائج البحوث مع الواقع الميداني للضيعات الزراعية ومع خصوصيات القطاع المناخية وموارده الطبيعية وتطويع نتائج البحث للخصوصيات الجهوية لمناطق الانتاج بالتركيز اساسا على الزراعات الكبرى باعتبارها من اولويات المشاغل والاهتمامات الراهنة لتخفيف الامن الغذائي والحد من توريد الحبوب.. وفي هذا السياق سيتم دعم التركيز على استنباط الاصناف الاكثر ملاءمة لطبيعة الانتاج وبلورة الحزم التقنية القادرة على الرفع من الانتاجية والمردودية مع التخفيض في الكلفة.. الى جانب المشاركة الفاعلة صلب الفرق المشتركة المكلفة بالقيام بزيارات ميدانية لضيعات الحبوب. كما يقضي التوجه بالتركيز على البرامج الايلافية المتعلقة بالتحسين الوراثي لاصناف الحبوب والاعلاف ورصدت لهذه الغاية اعتمادات تقدر بنحو 3 مليون دينار بالنسبة لسنة 2009. توازيا مع تكوين 4 فرق بحث متخصصة في مجال الاصول الوراثية واستنباط الاصناف وتقنيات البيوتكنولوجيا باعتبارها من المجالات البحثية الواعدة. وللتذكير نشير الى ان البحوث الفلاحية المنجزة خلال فترة المخطط العاشر مكنت من استنباط 38 صنفا جديدا منها 21 للزراعات الكبرى موزعة بين بقول جافة وقمح صلب واعلاف و12 صنفا مستنبطا في الاشجار المثمرة و5 للخضروات. والمطلوب احكام استغلالها والمواظبة على تأطير مستعمليها من الفلاحين لضمان أوفر اسباب المردودية لها والعمل بالتالي على سد الثغرة التي طالما باعدت بين الباحث والمنتج وتقريب المسافة بينهما،، فعل تكون سنة 2009 سنة التكريس الفعلي للميثاق الجديد الذي يرنو الجميع الى بلورته عبر رسم صورة تعامل وتعاون مثمر بين الساهرين على مخابر البحث الفلاحي والفلاحين؟