ضرورة أقلمة البذور المستنبطة وخصوصيات بمناطق الانتاج والتغيرات المناخية تونس الصباح لانه يمثل «دينامو» الامن الغذائي والمكون الاساسي لقوت التونسي يحتل قطاع الحبوب منذ عقود مكانة استراتيجية في مستوى المنظومة الفلاحية خاصة والاقتصادية عامة.. من هذا المنطلق ومن أجل مزيد تطويق تداعيات وخصوصية الظرف العالمي الراهن وتطوير الانتاج بما يضمن الاعتماد اكثر على الذات في انتاج قسط هام من الحاجيات الاستهلاكية تعددت القرارات الداعمة للقطاع والمساندة للمزارعين والمحفزة على تطوير الانتاجية.. وفي خطوة عملية اتخذتها وزارة الفلاحة والموارد المائية مجسمة للحرص على تفعيل القرارات ومتابعة سير المواسم.. انطلقت تجربة بكر هذه السنة تمثلت في تكوين اربعة فرق بحثية قامت بمتابعة سير موسم الحبوب ونشطت بالتعاون مع مختلف الاجهزة الادارية والفنية والبحثية المعتنية بالشأن الفلاحي.. ولاستعراض حصيلة اعمال هذه اللجان بعد متابعة لصيقة للمزارعين واحاطة مباشرة بهم وتأطير وارشاد ومعاينة ميدانية انتظمت أمس ندوة وطنية بولاية نابل خصصت لطرح أهم الاستنتاجات الصادرة عن تقارير هذه اللجان والمتعلقة بالظروف التي احاطت بتقدم الموسم واستخلاص العبر لمزيد احكام الاعداد للموسم المقبل. توجه جديد وزير الفلاحة والموارد المائية الحبيب الحداد شدد لدى اشرافه على افتتاح الندوة على ضرورة تكامل جهود مختلف الاطراف البحثية والمهنية والتنموية لكسب رهان تطوير تغطية الحاجيات بما يقلص من التبعية للأسواق الخارجية وبلوغ الاهداف المرسومة. وتركزت الدعوة الصادرة عن الوزير على مختلف العمل على توسيع نطاق النتائج المشجعة والمحققة على مستوى الانتاجية لدى عدد من الفلاحين والتي بلغت 82 قنطارا في بعض المناطق بمزيد تفعيل دور البحث عبر الملاءمة بين أصناف الحبوب المستنبطة وطبيعة المناخات المتقلبة وخصوصية مناطق الانتاج. وتمثل التمشي المقترح من السيد الحبيب الحداد في توخي منهج او آلية التركيز الموجه على عناصر معينة من منظومة دفع الانتاج والانتاجية من خلال استهداف مناطق محددة قادرة على الاسهام في بلوغ الاهداف ومنها اساسا المناطق السقوية وكذلك ضبط اطراف انتاج محددة من قبيل شركات الاحياء الفلاحية والاراضي الدولية والتعاضديات حتى تكون بمثابة القاطرة التي تدفع وراءها بقية الاطراف مع الاحاطة الدقيقة بمجموع 25 الف فلاح المنتظمين في تسليم محاصيلهم من الحبوب وتكثيف تأطيرهم وتعهدهم والاخذ بيدهم على طريق تطوير مردوديتهم وذلك بالمراهنة على تحرك اكثر فاعلية لاجهزة البحث الفلاحي. مردودية غالية وتعليقا على ما صرح به الوزير اقر مدير عام المعهد الوطني للبحوث الفلاحية عمر الشرميطي في تصريح ل«الصباح» بصواب التوجه الذي اعلن عنه وزير الفلاحة والموارد المائية مشاطرا الرأي في القدرة الثابتة على الرفع من الانتاجية الى معدل 60 قنطارا في الهكتار لتوفر اصناف بذور تونسية اثبتت مردوديتها العالية وهي اصناف تخرج عن القائمة المألوفة لدى الفلاحين والتي تنحصر في انواع معينة قد لا يعرف الفلاح سواها مثل كريم ورزاق من القمح الصلب وصلامبو واوتيك من القمح اللين مجددا تأكد القدرة على بلوغ انتاجية ب60 قنطارا بالمناطق السقوية وبالمناطق الملائمة للانتاج ببنزرت وباجة الشمالية وجندوبة الجنوبية. والى جانب عنصر البذور اعتبر المتحدث بان طريقة تحضير الارض والتعاطي المدروس مع عملية المداواة ومكافحة الامراض الطفيلية والتأطير الفني والارشاد الفاعل للمزارعين من شأنه ضمان مردودية معتبرة في الهكتار الواحد لا تقل عن 50 قنطارا. وسيضطلع البحث ورجالاته في خضم التوجه المعلن عنه بدور بارز من خلال تقريب المعلومة الثابتة من الفلاح وادماج وظيفة الارشاد صلب برامج البحث.. وكان اللقاء الخاطف مع الدكتور الشرميطي مناسبة للتعريج على مردودية البذور التونسية مقارنة بنظيرتها الايطالية في اطار التجربة التي اعتمدها بعض المنتجين بولاية باجة مبرزا خلالها ان التقييم العلمي اثبت ان البذور المحلية تضاهي من حيث المردودية البذور الايطالية علما وان عديد الاصناف التونسية اعطت مردودية عالية ومن ذلك صنف خيار الذي حقق 73 قنطارا في الهكتار الواحد.