فرحة ملايين التونسيين بنزول الغيث خلال الأيام القليلة الماضية لم تتم ..لأن بعض " المغرورين " من سائقي السيارات الشعبية والفخمة أبوا كالعادة إلا أن يكرسوا سلوكات غير" متحضرة " في الطرقات في ساعات الذروة : استغلال غزارة الأمطار وعدم وجود أعوان مرور في عدد من المفترقات لتجاهل الأضواء الحمراء والصفراء ومختلف إشارات الأولوية .. ما هي النتيجة؟ + النتيجة الأولى: طوابير طويلة من السيارات المتوقفة في الطرقات ..في حالة هستيرية ..بسبب " عناق " بعض السيارات والشاحنات لبعضها في مختلف الاتجاهات في مستوى المفترقات وسدها لكل المنافذ؟ + النتيجة الثانية : استهلاك كميات هائلة من الوقود في غير محله.. وإنهاك محركات السيارات ..وإرهاق أعصاب الجميع ..وضياع الوقت.. + النتيجة الثالثة: خصومات وعنف لفظي ومادي..و"كلام أخضر".. في الطريق ثم في البيوت.. ++ ما المطلوب؟ هل ينبغي تركيز عون أمن بجانب كل سيارة؟ ألم يحن وقت نفهم فيه أن حقوق كل منا تنتهي حيث تبدأ حقوق غيرنا؟ ++ إن أعوان المرور من شرطة وحرس يتحملون مشكورين البرد القارس ومياه الأمطار شتاء ولفحات الشمس ورياح الشهيلي صيفا من أجل ضمان راحة غيرهم وسلامته وكثيرا ما تدعم جهودهم فرق أمن أخرى.. خاصة في ساعات الذروة.. لتيسير الحركة وضمان سرعة تدفقها.. رغم تضخم اسطول السيارات الخاصة وانتشار ظاهرة العزوف عن النقل العمومي.. فمتى يفهم الجميع أن الرقي والتقدم ليس في امتلاك سيارة أو الانخراط في صف " الاغنياء" ( عبر القروض البنكية ؟) ..بل في احترام المجموعة .. وبدءا من قوانين المرور وآداب الطريق.. سواء وجد في المفترق عون مرور أم لا..