كنا مجموعة من الاعلاميين والمثقفين العرب والاجانب في جولة ليلية قصيرة في العاصمة على هامش مهرجان السينما الذي ينظم بتونس هذه الايام ..وكانت بيننا ثلة من بين الضيوف من لم تزر بلادنا منذ سنوات.. على هامش الدردشة والفرجة سمعت من الضيوف تعليقات وملاحظات مهمة.. من بينها التعبير عن الدهشة لسرعة التغيير الذي شمل البنية الاساسية في تونس ..خاصة فيما يتعلق بالغاء التقاطعات التقليدية ذات الاشارات الضوئية بمحولات وجسور وقناطر جميلة وناجعة أو بمفترقات دائرية عملية ..تسهل الحركة ..دون الحاجة الى ان تنتظر العربات القادمة من 3 اتجاهات دورها بعد عبور القادمين من الجهة الرابعة .. هذه الملاحظة قد تغيب عن كثير من التونسيين والتونسيات ..خاصة بسبب تضخم اسطول السيارات في وقت قياسي ..وانتشار سلوكات «الملوك» عند الكبار الصغار..الاغنياء والفقراء ..ومن بينها الاستعمال المفرط للسيارة الخاصة ..وتجنب السير على الاقدام لبضعة مئات الامتار.. والتخلي النسبي عن استعمال وسائل النقل الجماعي العمومية والخاصة ..بما فيها الفخمة والانيقة .. (ابعد..ابعد .. ما ثمه كان آنا).. كان في تونس قبل عشرين عاما محولان لاثالث لهما: الاول في مفترق خيرالدين باشا طريق المرسى طريق تونسبنزرت والثاني في باب عليوة.. بينما تضاعف عدد الجسور والمحولات اليوم واصبح في الامكان التنقل بين الضواحي الجنوبية للعاصمة وبنزرت دون التوقف في اي مفترق ..او اشارة ضوئية .. وكل هذه الانجازات مكسب يستحق التنويه ..فالف تحية لكل من ساهم في انجازها ..بدءا من الاف العمال الذي تحملوا حرارة الشمس ولفحات الشهيلي صيفا والرياح الباردة والامطار شتاء ..حتى تصبح تونس أجمل وأرقى .. لكن لا بديل رغم الجسور والمحولات والطرقات الجديدة عن النقل الجماعي عامة ..والنقل الحديدي خاصة ..ولا مفر من توسيع شبكتي المترو والقطار..