بامكان كل الاصوات التي طالبت بعقد قمة عربية طارئة لبحث المجزرة المستمرة في غزة ان يشعروا بالارتياح وان يستبشروا فقد بات امامهم بدل القمة قمتان بل اكثر من ذلك فان ساعات قليلة فقط ستفصل بين الاولى التي من المنتظر ان تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة بعد غد وبين القمة التي ستليها في الكويت على هامش القمة القمة الاقتصادية العربية ... قمتان اذن لنصرة اهل غزة المنكوبين الذين لم يعد بامكانهم التعويل او الرهان على موقف عربي يشكو من التفكك والضعف ويقف دون دفع مجلس الامن الدولي الى تنفيذ قراره بوقف العدوان على غزة ... واذا كان وحتى كتابة هذه الاسطر لم يتضح الموقف النهائي بشان قمة الدوحة امام تضارب الانباء بين مصدريؤكد واخر ينفي اكتمال النصاب القانوني المطلوب فان الامر الوحيد الواضح ان اسرائيل لا تعير اهتماما لاي من الموعدين ولا تعير وزنا لما يمكن الخروج به من قرارات باتت معروفة سلفا بل ان الرسالة الاسرائيلية الوحيدة على كل الجهود الديبلوماسية الغربية والعربية لوقف العدوان كانت المزيد من الخراب والدمار فلا شيء يبدو ان يغير قرارات جنرالات الحرب في اسرائيل او يدفع بالمتنافسين على سباق الانتخابات هناك أكثر من استرضاء ناخب مستعد لمنح صوته للاكثر تطرفا... و في انتظار ما يمكن ان تؤول اليه نتائج القمتين العربيتين المرتقبتين في اعقاب اكثر من عشرين يوما من العدوان المستمر على غزة فان صفة القمة الطارئة قد تصبح مثيرة للسخرية مقارنة بحجم الحدث الذي بات يدخل اطار المالوف ليقتصر على احصاء قائمة الضحايا وحصيلة الجرحى والمصابين وربما تقييم حجم الخسائر الا انه قد يكون في تزامن القمتين مع تنصيب الرئيس الامريكي الجديد ما كان يمكن ان يحمل رسالة ديبلوماسية موحدة الى الادارة الامريكية ولكن يبدو واضحا انه في الحالتين تبقى النتيجة واحدة فاذا كان في الخلافات والانشقاقات الفلسطينية الفلسطينية مصيبة في حدا ذاتها فان المصيبة اكبرفي الاختلافات العربية العربية التي باتت تعطي انطباعا بان القضية الفلسطينية باتت توفر للدول العربية المتناحرة مطية للمزايدات على المصلحة الوطنية الفلسطينية واكثر من ذلك فان ابومان الذي كان المفترض انه الاكثر حاجة للدعم العربي في هذه المرحلة بات لسان الدفاع عن هذا الطرف أو ذاك في مواجهة الغضب الشعبي... و في الحالتين ايضا فان الخيارات المطروحةامام القمتين لا تبدو حتى الان متعددة فاذا كان الشارع العربي وحتى الموقف الرسمي مقتنعا بان الخيار العسكري لم يعد الخيار المطروح لمواجهة اسرائيل باعتبار ان مواجهة قدرات اسرائيل العسكرية ضرب من ضروب المستحيل والانتحار المجاني باعتبارها تعني بكل بساطة مواجهة بين الترسانة الامريكية المتطورة وبين مخازن تقليدية لصفقات عسكرية مكلفة لميزانيات الدول العربية دون ان تمنحها التفوق الذي تتمتع به اسرائيل لتبقى في المقابل الخيارات المطروحة لقطع العلاقات مع اسرائيل وهو القرار الذي يتعلق بدول معنية وهي مصر والاردن التي لديهما علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل ثم موريتانيا وقطر التي لديهما مكاتب اقتصادية متبادلة مع الكيان الاسرائيلي وفي الحالتين فان القرار يرتبط بمواقف هذه الدول التي يعود اليها اتخاذ مبادرة في هذا الاتجاه وهو الامر الذي اتخذته فينزويلا منذ اكثر من اسبوع دون ان تحتاج فيه لمراجعة احد وذلك كخطوة احتجاجية على الممارسات الاسرائيلية في غزة.. لقد اكدت الجهود الديبلوماسية في الاممالمتحدة وجود حلقة مفقودة تحتاج لاعادة التقييم والبحث عن اسباب التقصير والفشل اذ ليس من المنطقي في شيء ان تفشل الدول العربية في كسب تاييد بقية الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي كالصين وروسيا ولعل الايام القادمة تكشف المزيد عن خبايا واسباب هذا التقصير...