بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب "عين الصقر" إلى الدوري الاسباني؟    آخر ملوك مصر يعود لقصره في الإسكندرية!    قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    قيس سعيد يستقبل رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    جهّزوا مفاجآت للاحتلال: الفلسطينيون باقون في رفح    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    تعزيز الشراكة مع النرويج    بداية من الغد: الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة من وإلى فرنسا    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    منوبة: الاحتفاظ بأحد الأطراف الرئيسية الضالعة في أحداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    هذه الولاية الأمريكيّة تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة!    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    سيدي حسين: الاطاحة بمنحرف افتك دراجة نارية تحت التهديد    بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    باجة: وفاة كهل في حادث مرور    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين في البحر الأحمر..    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوضع العربي الراهن.. المصالحة العربية.. حظوظ نجاح القمة واستحقاقات المرحلة المقبلة
ملفات الصباح: سياسيون وبرلمانيون وحقوقيون تونسيون يتحدّثون عن القمة العربية بالدوحة
نشر في الصباح يوم 29 - 03 - 2009

عبد الكريم عمر - عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وعضو مجلس النواب -: الأمة العربية في حالة من التأزم والخمول.. وهي في حاجة إلى قيادة تتزعمها من أجل تحقيق أهدافها العالقة
ثامر إدريس - عضو المكتب السياسي لحركة التجديد وعضو مجلس النواب -امتحان جديد لمبادرات السلام العربية... وأمل في وضع استراتيجية جديدة للخروج من المأزق الراهن..
محسن النابلي - نائب الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرّري -: نجاح القمة العربية مرهون بالتوصل إلى مصالحة بين الفلسطينيين لغلق المنافذ أمام القوى الإقليمية
منجي الخماسي - الأمين العام لحزب الخضر للتقدم وعضو مجلس النواب -:رئاسة قمة الدوحة مدعوّة إلى رأب الصدع العربي ومحاصرة الخلافات
تونس - الصباح: كيف تنظر النخب التونسية إلى الوضع العربي الراهن؟ وما هو تقييمها لجهود المصالحة الجارية الآن بين بعض العواصم العربية؟ وكيف يرى السياسيون والخبراء في الشأن العربي حظوظ نجاح القمة العربية القادمة في الدوحة؟ وكيف ينظرون إلى الديبلوماسية القطرية التي باتت توصف ب"ديبلوماسية التوافقات العربية"؟ وإلى أي حدّ يمكن لقمة الدوحة أن تضع حدا للخلافات العربية العربية والتأسيس لمرحلة جديدة في وضع عربي ودولي شديد التعقيد؟
هذه التساؤلات وغيرها كانت محور تساؤلات سبر للآراء طرحته "الصباح" على عدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية والحقوقية والنقابية، فكانت هذه حصيلة عملية سبر الآراء..
عبد الكريم عمر - عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وعضو مجلس النواب -: الأمة العربية في حالة من التأزم والخمول.. وهي في حاجة إلى قيادة تتزعمها من أجل تحقيق أهدافها العالقة
يشهد الواقع العربي الآن، جملة من الأحداث المتداخلة والمتشابكة، من أبرزها:
++ عدوان صهيوني على غزة لا يزال قائما من خلال الحصار المفروض والانقسام الفلسطيني..
++ انعقاد قمة الدوحة لنصرة غزة التي كانت تجسيدا لإرادة عربية وطنية ذاتية، ووضعت حدّا أدنى من المطالب لا يمكن النزول تحته رغم مقاطعة مصر والسعودية بالأساس اللتان عملتا على إفشالها..
++ الساحة العربية الآن هي عبارة عن مسرح لصراعات وتجاذبات دولية وإقليمية، ومحاور قائمة أساسا بين محور أمريكا العدو الصهيوني، ومحور إيران سوريا..
++ قمة الكويت الاقتصادية ومبادرة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وما أوحت به من مصالحة بين أقطاب عربية..
++ محاولة النظام المصري استعادة الدور الإقليمي المفقود..
++ استمرار القوات الأمريكية في العراق وتعطل مسارات التسوية مع العدو الصهيوني، والحروب الأهلية في السودان وأزمة الرئيس البشير وحرب أهلية في الصومال..
++ قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان..
من خلال هذا المشهد العربي الراهن، تبدو الأمة العربية في حالة من التأزم والخمول، لا بل الدوران في إطار شواغل طارئة وفي حاجة إلى قيادة تقودها في النضال من أجل تحقيق أهدافها العالقة في التحرير والإصلاح والتغيير والتكامل..
ضياع البوصلة العربية
كما أن الواقع العربي الرسمي والشعبي، يشقه صراع سياسي بالأساس بين مواقف واضحة بين مشروعين:
1- مشروع مقاومة للصهيو أمريكية وجميع حلفائهما الغربيين والرجعية العربية، ضمن استراتيجية تحالف بين قوى عربية وإقليمية ودولية والتي تقف مع هذا المشروع.
2 -ومشروع صهيو أمريكي يحاول فرض سيطرته وتسلطه بمساندة حلفائه الغربيين والرجعيين العرب المنضوين ضمن هذا المشروع..
وأعتقد بل أجزم أن الصور والمواقف واضحة لا لبس فيها، وإذا ما ضيّع البعض اتجاه بوصلته فما عليه إلا أن يعمل ويتصرف بشكل معاكس لأعدائه وحلفائه"، مثلما يقول الاستراتيجيون..
إن أحد أسباب ضياع البوصلة عند البعض من العرب بالإضافة إلى صدق نيتهم وصفائها كشرط أساسي هو الخلط بين "الثابت" و"المتغير" بين المبادئ وبين الاستراتيجيات والسياسات الخاصة ولا يمكن بحال من الأحوال أن يصح هذا الخلط..
وبما أنه واقع فإنه يعبر عن جمود وتحجّر في الرؤية وفي السياسة وفي الممارسة وفي الحركة..
وكالعادة في كل محطة من محطات المواجهة الساخنة بين المشروعين، ينهض الشارع العربي في كل العواصم مستصرخا الحكومات لترفع عنه قيود العجز والحصر الإقليمي وتطالبه بتوفير الدعم والحماية، فيكتشف عجز نظام الجامعة العربية..
هكذا كان أمام قمة الدوحة لنصرة فلسطين ورفع الحصار وتوفير الإسناد السياسي للمقاومة في غزة، حيث انقسمت مواقف الحكومات بين مؤيد ومعارض ومترقب، كل بحسب اعتباراته الخاصة التي تمليها مصالحه وارتباطاته الداخلية والخارجية..
المطلوب من قمة الدوحة العادية التي ستجري في نهاية الشهر الجاري، وفي ظل غياب القيادة الفاعلة، أن ترتقي إلى إنجاز الحد الأدنى الذي مهدت له قمة الدوحة لنصرة فلسطين.. وهذه دعوة إلى بعض الحكومات العربية إلى مراجعة سياساتها وأساليبها في التعامل مع قضايا الأمة العربية لتساير حركة شعوبها المعبر عنها في الشارع لكون هذه القضايا تتعلق بالأمة ككل وجودا وأمنا..
حركية عربية لافتة
إن المشهد الحالي والحركية الدؤوبة على الساحة العربية، خاصة فيما يتصل بالحوار الفلسطيني في القاهرة، واحتمال توصله إلى نتائج إيجابية قبل انعقاد قمة الدوحة، واللقاءات السورية-السعودية، والمصالحة بين أطراف النزاع في دارفور برعاية قطرية، واجتماع الدول المانحة لإعادة إعمار غزة بحضور سوريا في مصر، من شأن كل هذه المستجدات، أن تهيّء الظروف الايجابية لاستعادة حد أدنى من التضامن والتوافق العربيين، يضع حدا لتداعيات التفكك والسقوط الكارثي في مشاريع العدوان الدولي والتوسع الإقليمي، الذي تتأهب قواه لمزيد التقدم والتغلغل في غياب المشروع العربي الجامع..
ولا بد من القول أخيرا، إن من بين ما يجب أن يكون من استحقاقات يترقبها المواطن العربي من هذه القمة، وبين ما هو ممكن، لم يبق سوى رهان وحيد معقود على تطوير الممارسة الديمقراطية في شتى الأقطار العربية، أملا بأن تنجب الديمقراطية حكومات تقود الأمة إلى حيث تحقق طموحاتها القومية وقرارها الوطني المستقل..
ثامر إدريس - عضو المكتب السياسي لحركة التجديد وعضو مجلس النواب : امتحان جديد لمبادرات السلام العربية... وأمل في وضع استراتيجية جديدة للخروج من المأزق الراهن..
تستعدّ الدوحة لاستضافة قمة الدول العربية في نهاية الشهر الجاري. وهي القمة العادية رقم 21، بعد قمة دمشق التي احتضنتها سوريا السنة الماضية. وتنعقد هذه القمة في ظل ظروف عربية حرجة، من أبرز ملامحها اهتزاز التضامن العربي، وانقسام العرب بين دول اعتدال ودول ممانعة، وتراجع دور دول الاعتدال مقابل بروز أطراف جديدة في المشهد السياسي العربي، وفشل النظام العربي الرسمي في تحقيق انجازات على الصعيدين العسكري والسياسي في مواجهة إسرائيل، وتراجع نفوذ دول عربية معروفة بوزنها الديمغرافي والجغرافي والمالي وصعود دول صغيرة الحجم... هذا فضلا عن اتساع الفجوة بين الأنظمة والشعوب، وبروز دول الجوار وتزايد دورها الإقليمي كإيران وتركيا... من دون أن ننسى طبعا فوز اليمين المتطرّف في إسرائيل والذي لا يريد حلاّ سلميا للقضية الفلسطينية. ولئن تباينت مواقف الدول العربية بشأن انعقاد القمة الطارئة التي دعت إليها قطر في مفتتح السنة الجارية لبحث الوضع في غزة بعد الهجمة البربرية الإسرائيلية على القطاع، فإن الوقائع تشير إلى حدّ الآن بأن العزم واضح من طرف الأنظمة العربية على حضور مؤتمر القمة العادية رقم 21 الذي سينعقد في الدوحة في نهاية الشهر الجاري.
ومعلوم أن ميثاق الجامعة العربية قد تضمّن ملحقا خاصا يتعلّق بفلسطين، وبموجبه تعهّدت الدول العربية بمساعدة الشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على استقلاله السياسي وحقه في إقامة دولته.
ورغم الصعوبات والإخفاقات التي عرفتها الجامعة العربية في تناولها للمعضلة الفلسطينية على امتداد 60 سنة، هناك إصرار على عقد القمم العربية الدورية في آجالها حفاظا على مصداقية الأنظمة العربية في نظر العالم وفي نظر الشعوب العربية.
امتحان للمبادرات العربية
وتكتسي القمة القادمة أهمية بالغة من حيث كونها مدعوّة إلى تسفيه ما سعت إليه إسرائيل أثناء خوضها لحربها العدوانية على غزة من توريط الأنظمة العربية الرسمية أمام شعوبها، وتوسيع الفجوة بينهما؛ لا سيّما أن البعض من هذه الأنظمة أصرّ على إرجاع هذه الهجمة إلى تطرّف "حماس" وإلى صفتها الإرهابية، بينما تذهب الشعوب إلى أن كل المآزق التي تعرفها المنطقة تعود إلى الصلف الإسرائيلي، وإلى مروق هذه الدولة عن كل القرارات الدولية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى خلفيتها العنصرية والإرهابية ونواياها التوسعية في المنطقة من دون أيّ مقاومة جدية أو أيّة اجتهاد من الأنظمة العربية لتحسين شروط "السلام" الذي تدعو إليه.
وستكون القمة القادمة امتحانا جديدا للمبادرات العربية المتعلقة بالسلام مع إسرائيل. كما ستمثّل هذه القمة فرصة أخرى للأنظمة لاختبار اختياراتها التي أثبتت الوقائع أن نتائجها قد كانت في صالح إسرائيل، والتي ما انفكت تسعى قدما إلى تحقيق مخططاتها التوسعية والاستيطانية على حساب الأراضي الفلسطينية، مستغلة حالة الوهن العربي وتخلخل الصفوف العربية، ومستفيدة من الدعم الأمريكي والأوروبي، للقضاء على شروط قيام دولة فلسطينية، وضاربة عرض الحائط بالدعوات العربية إلى إقامة سلام عادل.
وإن الواحد ليتساءل اليوم، بعد الصمود الذي أبدته المقاومة الفلسطينية في غزة، وفشل آلة الحرب الإسرائيلية في كسر شوكة "حماس"، عمّا إذا ما زالت الدول العربية مصرة على الدفاع عن المبادرة العربية للسلام كبديل عن المواجهة غير النظامية التي خاضتها حركة "حماس" بصمود مشهود أمام آلة الحرب الإسرائيلية، ممّا جلب التأييد للقضية الفلسطينية وكشف تورّط إسرائيل في جرائم حرب؟ ومعلوم أن العديد من دول الممانعة تقف إلى جانب المقاومة وتدعّمها لا في فلسطين فقط بل في جنوب لبنان أيضا بقيادة «حزب الله» الذي نجح في طرد الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في سنة 2000، كما ساهم في زعزعة أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر عند صموده أمام الجيش الإسرائيلي المنظّم في صيف 2006..
كما ستكون هذه القمة أمام اختبار خطير لمقولة التضامن العربي، يتمثّل في التوصّل إلى الصيغ الكفيلة بمواجهة القرار الخطير القاضي بتسليم الرئيس السوداني عمر البشير للعدالة الدولية والذي أصدرته محكمة الجنايات الدولية في حق رئيس عربي مباشر لمسؤولياته، على خلفية الصراع العرقي القائم في دارفور. وتكمن خطورة القرار في عبثه بمقولة السيادة مجدّدا، واعتماده سياسة المكيالين في توجيه جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. كما تكمن خطورته في تهديد وحدة السودان وإضعافه للتحكّم في ثرواته.
ومواجهة كل هذا، مرتهن بمدى قدرة الأنظمة العربية الرسمية على تجاوز الخلافات القائمة بينها وتوظيفها إيجابيا في خدمة القضايا المشتركة. والمرجو أن تتحوّل التجاذبات بين محوري الاعتدال والممانعة إلى عامل دفع للأمام، وباتجاه استراتيجية جديدة في التعامل مع القضايا الكبرى التي عبثت بمقولة المصير العربي المشترك، بسبب الصراع "المعلن" مع إسرائيل الذي لا يجب أن يختزل في صراع فلسطيني-إسرائيلي..أو بالأحرى "حمساوي" إسرائيلي كما بينته الأحداث الأخيرة.
والمطلوب بإلحاح من الجانب ا الفلسطيني، تحقيق المصالحة بين مكوناته السياسية والاستفادة من الوضع الإسرائيلي في صالح القضية الفلسطينية، باعتبار ما للمصالحة الفلسطينية-الفلسطينية من تأثير على المصالحة العربية-العربية، ولما لهما من تأثير على إعادة فتح المعابر وفك الحصار، وإعادة إعمار غزة، وإعادة الحياة إليها بعد الدمار الوحشي الذي لحقها.
ولا تفوتنا ملاحظة الحركة الدؤوبة التي تشهدها بعض العواصم العربية في سياق البحث عن سبل ردم الفجوة وتجسير العلاقات في سبيل مصالحة عربية-عربية ومصالحة فلسطينية-فلسطينية. ولا نعدم التصريحات الإيجابية من هذا الطرف أومن ذاك، ممّا يستنبت الأمل ويغذّي التفاؤل.
أسئلة أساسية
فهل يقع وضع حد لحالة الاحتقان بين دول الاعتدال ودول الممانعة؟ وهل تنجح القمة العربية القادمة في الدوحة في غلق ملف الخلافات والتوحّد لتوجيه تهمة اقتراف جرائم الحرب ضد الزعماء الإسرائيليين، والمطالبة بصوت واحد بإلزام إسرائيل بإعادة إعمار ما هدّمته في غزة؟ وهل ستنجح الديبلوماسية القطرية النشيطة في إيجاد القنوات التي من خلالها يقع ضخ الحياة في التضامن العربي-العربي والفلسطيني-الفلسطيني؟ وهل ستوفّق رئاسة القمة العربية في إيجاد القنوات لضخّ الأموال لفائدة إعمار غزة وفك الحصار عنها مستفيدة من انزواء الكيان الإسرائيلي في خانة اليمين المتطرّف؟ هذا ما ستجيب عنه قمة الدوحة. فلننتظر. بالطبع لا يفوتنا أن إلحاحية المسائل المستجدة تستهلك كامل الوقت المخصص للقمة القادمة، لكن هذا لا يمنعنا من التنبيه إلى خطورة الغفلة عن المستقبل وعن الرغبة في بنائه بأيدي أبناء الشعوب العربية. ففي الغفلة عن المستقبل خطورة على الديمقراطية وعلى الثقافة الجماعية وقضاء مبرم على مقولة المصير المشترك.
لذلك فما نتمنّاه من قمة الدوحة هو إيجاد السبل الكفيلة بمقاومة البطالة المهدّدة للشباب العربي...ومضاعفة الجهود للقضاء على الفقر.. وتعميم التعليم والارتقاء بجودته.. ومزيد من الجهد في سبيل حرية المرأة وإرساء حقوق الإنسان.. وكل هذا مع الالتزام بنهج سياسي قوامه دعم حرية التعبير وحرية الاجتماع وإزالة العراقيل أمام المشاركة بقطع النظر عن اللون الحزبي والسياسي في صياغة السياسة العامة للبلدان العربية، وفي مناقشة القضايا المصيرية... ودعم فصل السلطات وفصل المجتمع المدني عن المجتمع السياسي.....لأن إرجاء مناقشة مثل هذه المسائل في القمم العربية هو هروب إلى الأمام وترك الأبواب مفتوحة أمام إمكانيات التدخل في الشأن الوطني وتهديد لسيادة الدول كما بينته الأحداث وما زالت تبيّنه.
محسن النابلي - نائب الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرّري - : نجاح القمة العربية مرهون بالتوصل إلى مصالحة بين الفلسطينيين لغلق المنافذ أمام القوى الإقليمية
الوضع العربي الراهن يشهد انقسامات حادة، تعود أسبابها إلى حالة الريبة والحذر وانعدام الثقة أمنيا وعسكريا بين الأنظمة العربية، خصوصا بعد غزو العراق للكويت وما ترتب عنه من تدخل أجنبي وبروز سياسات المحاور العربية والإقليمية، الشيء الذي عمق التباينات السياسية ورسخ الارتباط بالقوى الإقليمية والدولية لما يعرف اليوم بمحور الممانعة وما يقابله من محور الاعتدال..
إن ذلك جعل كل قطر عربي، يفضّل التحرك إما بصورة منفردة، أو مع أطراف غير عربية بسبب كثرة التناقضات المصلحية، وشدة الارتباطات الخارجية. وفي ظل غياب موقف عربي موحد، وسعي كل طرف لفرض أجندته خدمة لمصالحه ومصالح تحالفاته، الشيء الذي عمّق الخلافات وأضرّ بالأمن القومي العربي، وهمّش قضايانا الإستراتيجية وأضعف مواقفنا.. فلا يخفى اليوم على أحد في ظل ما يجري في العراق والصومال والسودان ولبنان والمغرب العربي، أن العرب على ما أصبحوا عليه من ضعف ووهن، لم تعد إرادتهم بأيديهم، فهم يواجهون قوى إقليمية ودولية تتسابق للسيطرة عليهم..
إنّ من الشروط الأساسية لنجاح القمة العربية، هو أن تبدأ بمصالحة بين الإخوة الفرقاء في فلسطين، لغلق المنافذ أمام القوى الإقليمية المتلاعبة بتوازنات القضية، على أن تقبل السلطة بتقاسم أعباء الحكم مع حركة «حماس»، وأن تدلل هذه الأخيرة عن نواياها الجادة في الشراكة المدنية لحكم فلسطين..
استحقاقات قمة الدوحة
كما على العرب اليوم أن يجدوا حلولا لبؤر الصّراع في الصّومال والسودان، مرورا بالعراق ولبنان، وصولا إلى قضية الصحراء الغربية بمواقف موحدة وخطط عملية وإرادة حقيقية لفضّ النزاعات دون تدخل أجنبي. كما أن العرب اليوم في حاجة ماسة إلى تكامل اقتصادي بما يفرضه من تبادل تجاري محترم، واستثمارات حقيقية في مختلف الأقطار العربية تحت سقف سوق عربية مشتركة، تضمن حرية تنقل رأس المال والأشخاص والسلع... فمن غير المعقول أن تكون المبادلات التجارية بين الأقطار العربية لا تتجاوز 8% من مجمل حجم التّجارة العربية، فيما الرأسمال العربي يتجه في مجمله إلى الأسواق الغربية للاستثمار بدلا من الاستثمار في الفضاء العربي.. فالحديث عن نظام عربي مشترك في ظل تحدّيات ومشاكل داخلية وخارجية، لا تتوقف على ما هو سياسي وأمني فحسب، وإنما يمتدّ ليشمل كذلك الاختلال الاقتصادي والاجتماعي الخطير الذي يمس الاقتصاديات العربية الهشة بطبيعتها، والتي زادتها الأزمة المالية العالمية هشاشة أكبر وأعمق، خصوصا في ضوء تراجع أسعار البترول في الأسواق العالمية والرّكود الاقتصادي الذي تشهده الأسواق العالمية المعروفة بنشاطها وحركيتها..
كما أنّ إصلاح الجامعة العربية وتطوير مؤسّساتها المختلفة، وتمكينها من الوسائل الملائمة لتفعيل دورها، يجب أن يكون من أوكد أعمال القمّة العربية المقبلة.
دور قطري مميّز
إنّ الدور السياسي الذي تلعبه الحكومة القطرية في مجال تقريب وجهات النظر العربية بغية توحيد الصف والكلمة، وما بذلته من جهود وساطة بين الإخوة الفرقاء الفلسطينيين، أو بخصوص النّزاع في دارفور، يعتبر مسعى إيجابيا من شأنه خدمة التوافق العربي في ظل سياسة اللاّمبالاة المتبعة من طرف الدول العربية الكبرى، وعدم رغبة القوى الإقليمية والدولية في إيجاد حلول جذرية لهذه الصّراعات التي تمكّنها من التدخل في الشأن العربي عبر بوّاباتها..
والحقيقة، أن ميزة الدور القطري، كونه خارج المحاور والتّحالفات الإقليمية والدولية، ممّا يكسبه دورا فعّالا ومصداقية في لعب دور الوسيط، كما أن لقطر علاقات طبيعية، وأحيانا مميزة مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة، إقليميا ودوليا، إلى جانب إمكانياتها المالية التي أكسبتها ثقلا سياسيا مهما، لذلك يمكن للدوحة أن تلعب دورا فعّالا خلال القمّة العربية المقبلة، للخروج بموقف عربي موحّد تجاه قضية العرب المصيرية، ونعني هنا القضية الفلسطينية، خصوصا في سياق المناخ السياسي الجديد الذي يعيشه العالم بعد قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، وما أبدته من نوايا حسنة تجاه العرب والمسلمين، وإمكانية فتح حوار لإيجاد حلول كفيلة بحلّ الصّراع العربي - الإسرائيلي، وتفهم مصالحنا بعيدا عن التّصادم والمواجهة..
منجي الخماسي - الأمين العام لحزب الخضر للتقدم وعضو مجلس النواب -: رئاسة قمة الدوحة مدعوّة إلى رأب الصدع العربي ومحاصرة الخلافات
تنعقد القمة العربية المقبلة وسط ظرفية سياسية واقتصادية صعبة للغاية.. فالنظام الرسمي العربي يعيش اليوم حالة من الانقسام والتفرقة متعددة الأوجه، كما أن حالات التوافق بين العرب لم تظهر إلا على المستويات البروتوكولية، أي خلال اجتماعات القادة العرب، وفي إطار الهيكل الذي يضم هذه الدول، وهو جامعة الدول العربية، ودليل ذلك، العودة إلى وضعية الخلاف أو الانقسام مباشرة إثر تلاوة البيان الختامي لأية قمة عربية، سواء كانت دورية أو طارئة.. ويرجع كل ذلك إلى الصراع الخفي على زعامة هذا الهيكل بين ما تسمى الدول الكبرى والدول الصغرى، فضلا عن ميزان القوى العالمي والإقليمي الذي تتحكم فيه إستراتيجيات ومصالح الدول الكبرى وسياساتها التي تتعارض مع مبدأ التوحد بين الدول العربية..
المتربصون والوضع المعقد
فالوضع العربي الراهن، يتصف حينئذ بحالة من التردّد وعدم الوضوح.. فبرغم ما تمّ الاتفاق عليه خاصة خلال قمّة الكويت الاقتصادية مؤخّرا فإنّ الأمور تراوح مكانها من حيث افتقاد المجموعة العربية لقوّة التأثير وتوجيه الأحداث في منطقتنا العربية.. ومن المهم الإشارة في هذا الجانب أنّ الذّي ينقص العرب اليوم، ليس القمم والقرارات والتوصيات، بل المرور إلى العمل والتنفيذ الحقيقي لتطلعات الشعوب العربيّة من المحيط إلى الخليج.
فهناك اليوم حالة من تجاهل الملف الفلسطيني، وعدم التعامل معه بالقدر الكافي من الجدية والمسؤوليّة، إذ برغم دقّة الظرف وصعوبة المرحلة وتواصل التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية، فإنّ العرب لم يجتمعوا بعد على كلمة واحدة لإعادة طرح الملف الفلسطيني على طاولة المحافل الدوليّة من أجل مُعالجة جذرية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك عبر التمسّك المشروع بملاحقة مجرمي الحرب والإبادة على أهالينا في قطاع غزّة، وضمان عدم تكرار مثل تلك المجازر البشعة من جهة، والبحث الجدّي عن الحلول العملية لتجسيد طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة المهجرين والمنفيين من جهة أخرى..
وما نراه منسجما مع المرحلة، هو التصاق القيادات العربية بمشاغل وتطلعات الشعوب، والسعي لإعادة التوافق بين السياسات الحكومية في جلّ الدول العربية، والانتصار وروح المسؤولية تجاه الملف الفلسطيني أوّلا وأخيرا، وفي اعتقادي فإنّ تواصل الاختلافات والتباينات حول هذا الملف سيزيد الصف الفلسطيني تعقيدا، وسيُواصل تأخير دور عربي مهم وفاعل في المنطقة بحدّ ذاتها..
دور هام للرباعية العربية
لا يُمكن أن يُشكّك أحد في صدقية قيادات هذه الدول، وفي رغبتها في تعزيز أواصر المحبة العربية ودعم مختلف أوجه الشراكة والتعاون، ولكن الّذي يُخيف هو أن يزداد الوضع العربي سوء وتشتّتا نتيجة عدم التوحّد في المواقف، والارتهان المفضوح لخيارات معيّنة لعدد من الدول العظمى الّتي لم تعد تُخفي عداءها للعرب والمسلمين، ومناصرتها للكيان الصهيوني ومشاريع الاستعمار الجديدة، والّتي تستهدف أوّلا وأساسا استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وضرب الوحدة العربية. ولا يُمكن في هذا السياق، انتظار الكثير من المشاريع والرؤى والتصورات المشتركة في ظلّ الوضع الراهن.. ومن المؤكّد أنّ الفصائل الفلسطينيّة والدول العربية في المنطقة وأساسا السعودية وقطر ومصر وسوريا تتحمّل أعباء بالغة الأهميّة من أجل إعادة اللحمة إلى الصف العربي وإنهاء حالة الفرقة والصراع على مواقع القيادة والزعامة للمجموعة العربية..
وعلى قيادات تلك الدول، التنحي عن إلقاء اللائمة على بعضها البعض، والإيمان بأنّ في تجمّعها الرباعي قوّة حقيقيّة للموقف العربي، ودعم صريح وواضح لأهم الملفات العربية الراهنة، وفي مقدمتها الملف الفلسطيني وملف محكمة الجنايات الدولية، الّتي تُلاحق رئيسا عربيّا بسبب مزاعم واهية، وترفض ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.. ونحن نعتقد أن على العرب وعي اللحظة الخطيرة الراهنة، واستباق تطوّر الأوضاع المرتقبة على مستوى السياسات الإسرائيلية، والّتي من الواضح أنّها ستكون أكثر تشدّدا ودمويّة، وأكثر استعدادا لارتكاب المزيد من المذابح والمجازر، والّتي قد تتجاوز مستقبلا حدود قطاع غزة والضفة الغربية والمناطق الحدوديّة في جنوب لبنان..
أمل في انطلاقة إيجابية
لذلك نأمل أن تكون القمة العربية التي ستحتضنها الدوحة في مارس الجاري، النقطة الايجابية التي ينطلق منها العمل العربي المشترك، ووضع العلاقات العربية العربية في مسارها الصحيح، وخاصة ما لمسناه من تحمس لتوحيد الصف العربي إزاء التحديات التي يواجهها في هذه الظرفية التاريخية الحرجة بعد قمة الكويت الاقتصادية، ونظرا لما يمليه علينا الوضع العربي الراهن من ضرورة الوحدة وإعادة اللحمة العربية والبناء العربي المشترك.
كما نأمل أن يتم تجاوز المشاكل العربية القائمة، وأن تحقق قمة الدوحة المقبلة التقدم الايجابي في هذا الإطار، فالمطلوب منا كعرب اليوم، هو إعادة تشخيص الوضع الراهن، والتفكير في صياغة موقف موحد حول جميع القضايا العربية المشتركة وعلى رأسها القضية الفلسطينية..
ونأمل من القادة العرب أيضا أن يقوموا بتفعيل جميع الاتفاقيات البينية، سيما المتعلقة منها بمجالات التعاون الاقتصادي، بعيدا عن المظاهر البروتوكولية التي أصبحت هي الجوهر والأساس على حساب المضمون والأفعال على أرض الواقع.
إن العلاقات العربية العربية تحتاج إلى جهود مضاعفة لتحسينها وإعادة الحيوية إليها، كما إن رئاسة القمة المقبلة مدعوة إلى تصدر الجهود في هذا المجال، ومحاصرة الخلافات، وإعلاء المصالح العربية العليا دون أي اعتبار آخر.
ونأمل من الأشقاء الفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم بعيدا عن المصالح السياسوية الضيقة، التي من شأنها أن تخدم مصالح العدو الإسرائيلي، وتزيد في تأزم الوضع الفلسطيني، وهو ما نأمل أن تحققه أعمال هذه القمة..
ونحن ندعو كلّ الإخوة العرب، إلى الوقوف صفّا واحدا لمغالبة التحدّيات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه العرب من المحيط إلى الخليج، ورأب الصدع الذي ينتاب وحدة الصفّ العربي..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.