صديق الضحية تفطّن للحادثة وصدمة في المعهد الأعلى الذي يدرس فيه الأسبوعي- القسم القضائي: جدّت منذ أيام حادثة أليمة بمدينة نابل تمثلت في وفاة طالب في الثالثة والعشرين من عمره أصيل مدينة الشابة بعد العثور عليه مفارقا الحياة داخل محل سكناه الذي يتقاسمه مع زميل له بكلية الفنون الجميلة بنابل. هذا الخبر نزل كالصاعقة على زملاء الطالب محمد علي الذكوري وصدم أفراد عائلته وأصدقائه بالشابة الذين كانوا ينتظرون عودته لزيارتهم ولكن الأقدار شاءت أن يعودوا به من موطن الدراسة في نعش. مضاعفة الجهد للنجاح يقول والد المأسوف عليه الذي بدا وهو يتحدث إلينا تحت تأثير الصدمة: «لقد تسوّغ ابني استوديو رفقة زميل له قريبا من الكلية التي يدرس فيها حتى يتسنّى له مواصلة دراسته في ظروف ملائمة خاصة وأنه مرسم خلال الموسم الجامعي الحالي بالسنة الثالثة اختصاص فنون جميلة... إذ كان -رحمه الله- يجهد نفسه للنجاح والارتقاء إلي السنة الختامية للحصول على الإجازة ولكن لا راد لقضاء الله وقدره». ظلّ وحيدا ويتابع محدثنا: «لقد عاد مرافق ابني إلى مسقط رأسه بسيدي بوزيد لزيارة عائلته فبقي محمد علي بمفرده بعد أن تعذّر عليه العودة إلى الشابة حتى يتسنّى له المراجعة وكان يتّصل بنا هاتفيا من حين لآخر كما كنّآ نتصل به للاطمئنان عليه وقد كان في صحة جيدة ولكن حصل لاحقا ما عكّر صفو حياتنا وصدمنا جميعا». الغاز سبب البليّة وعن الحادثة يقول الوالد: «عندما عاد مرافقه إلى البيت عثر على محمد علي «نائما» في فراشه... فظنّ أنه نائم فعلا ولكن فجأة تبين له أن ابني مفارق الحياة فاتصل بنا هاتفيا وأعلمنا بالخبر الأليم فتحولنا على جناح السرعة إلى نابل حيث أعلمنا أعوان الشرطة بناء على تقرير الطبيب الشرعي أن ابني فارق الحياة نتيجة اختناق ناجم عن تسرّب للغاز وأيضا بسبب الارهاق...». وختم محدثنا بالقول: «أشكر كل أهالي المدينة على مؤازرتهم لي في هذا المصاب كما أتقدم بالشكر لمجموعة من طلبة المعهد الأعلى للفنون الجميلة بنابل الذين تحملوا مشاق السفر وجاؤوا إلى الشابة لتوديع محمد علي الوداع الأخير..». صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: