كثيرة هي الرسائل المفتوحة العاجلة والدعوات والبرقيات والعناوين التي ستتزاحم اليوم في طريقها الى مختلف المنابر الاعلامية واعمدة الصحف اليومية والفضائيات العالمية حاملة توقيعات شخصية او جماعية كل يناشد من موقعه سيد البيت الابيض الجديد زعيم الدولة الاقوى في العالم ان يكون اقل ظلما واكثر اعتدالا وموضوعية وانسانية من سلفه في تعامله مع القضايا المعقدة العالقة على الساحة الدولية وهي على الارجح رسائل لن تحظى بنظرة من الرئيس الامريكي المنشغل باخر ترتيبات حفل تنصيبه الذي تجاوزت تكاليفه 165 مليون دولار وقد لا تجد لها موقعا في رزنامة اول ايامه كالرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة وكاول رئيس اسود لبلاد العم سام... لا نملك رسالة نوجهها للرئيس الامريكي فالرجل ادرى من موقعه بما ينتظره وبما يحدث في كل نقطة على سطح الارض وما قد يخفى على اجهزة استخباراته قد لا يخفى على الاقمار الصناعية التي ترصد كل شاردة وواردة في العالم... قد لا نبالغ اذا اعتبرنا انه باستثناء اهالي غزة المنكوبين والمنشغلين بالبحث عن بقايا ضحاياهم بين الركام وباستثناء اطفالهم الذين يقفون في الطوابير في انتظار وصول المساعدات الانسانية العاجلة الموعودة التي يمكن ان تساعدهم على تجاوز محنتهم الراهنة فقد كانت كل الاوساط الرسمية والشعبية في مختلف انحاء العالم سواء الذين يعدون من انصار امريكا او حلفائها او الذين يعدون من اعدائها ومنافسيها بالامس تتابع مراسم استقبال الامريكيين سيد البيت الابيض الجديد وترصد تطلعاتهم الى المستقبل والارجح ان الانصار سيبحثون عن تعزيز مواقعهم وعلاقاتهم مع العملاق الامريكي اما الاعداء سيتطلعون بدورهم الى فرصة جديدة او ثغرة من اجل مستقبل افضل في العلاقات معه ولاشك ان الملايين قد تابعوا تفاصيل الحدث الذي من المنتظر ان تكون مختلف شاشات العالم قد تناقلته ايضا بعد ان تحولت الانظار والعدسات عن المشهد الدموي الاليم في غزة لتنتقل الى المشهد في واشنطن بما يمكن ان يعكس التباين الصارخ بين عالمين او بين عالم الحياة وبين عالم اقرب ما يكون الى الفناء بعد العبث الذي احدثته الة الدمار العسكرية الاسرائيلية... لا احد يملك ان يتوجه باللوم الى الرئيس الامريكي الجديد ولكن لا احد ايضا يملك ان يحرمه من سيل الاهتمام والمتابعة وهوالذي اعاد بوعوده من اجل التغييرالامال في نفوس الكثيرين بعد حصيلة مخزية لسلفه المغادرحامل لقب الرئيس الاسوا في تاريخ امريكا. ولعله من بين الرسائل التي قد لا تتيه في زخم الرسائل الكثيرة الى البيت الابيض تلك التي تحمل وصية ابنته ماشال التي اختارت ان تقطع مع التقليد السائد بان الاباء الذين يتمتعون بالخبرة والتجربة هم الذين يتركون الوصايا للابناء ان تذكره في رسالة مفتوحة بانه كاول رئيس اسود في امريكا فان عليه ان يكون رئيسا جيدا قبل كل شيء تلك امنية طفلة امريكية تعيش وقائع حدث تاريخي لا يمكن الاستهانة به ولكنها ايضا قد تكون امنية اطفال كثيرين داخل امريكا وخارجها قد لا يعرفون اسماء المسؤولين في دولهم ولكنهم يعلمون الكثير ويتابعون الكثير بشان ادق تفاصيل حياة الرئيس الامريكي الجديد وهم الذين وجدوا انفسهم مدفوعين الى ذلك بسبب السياسات الكارثية لسلفه الذي شهدت سنوات حكمه من الحروب ومن الخراب والدمار واغتيال الشرعية والعدالة الدولية وانتشار الفوضى على القانون واستعلاء الاقوى ما فرض الكثير من حالات الاحباط والياس والقنوط والاحساس بالضياع بين الشعوب... احداث كثيرة تلقي بضلالها على احتفالات تدشين الرئيس الامريكي منصبه الجديد واذا كانت غزة الجريحة وهي تنفض الركام وتبحث عن بقية ضحاياها المتوارين بين الانقاض ستبقى الحدث الغائب الحاضر في كل تلك الاحداث فان في مشهد الزعماء الاوروبيين الستة الذي شدوا الرحال سريعا الى اسرائيل لتهنئة اولمرت على حربه والوقوف الى جانبه وقد انفجروا ضاحكين فيما لم تجف دماء اطفال غزة ونسائها بعد ما يؤكد ان التعويل على دور اوروبي في احد اعقد الصراعات في منطقة الشرق الاوسط لم يحن بعد وانه سيكون من الغباء الاعتقاد بان برلسكوني وساركوزي وميركيل ومن انضم اليهم من كبار قادة اوروبا يمكن ان يشكلوا عنصر ضغط على اسرائيل او يتحركوا ضد مصالحها فالموقف الاوروبي لم ينضج بما يجعله قادرا على الاضطلاع بدور الوسيط النزيه في القضية الفلسطينية بعد ان اسقطت حرب غزة الاقنعة وكشفت عن حجم الدور الذي بامكان اوروبا وان تفخر بانجازه وهو الدور الذي قد لا يتجاوز حدود تقديم المساعدات التي تشتري بها صمت السواد الاعظم من الفلسطينيين وهو اكثر ما يمكن لاوروبا السبع والعشرين تقديمه... الحدث الاخر الذي يرتبط بهذا الحدث وهو الذي لا يبدو ان الكثيرين قد انتبهوا اليه وهو مرور الذكرى التسعين لمؤتمر فرساي او مؤتمر الصلح وهو المؤتمرالذي اكتملت فيه فصول المؤامرة اليهودية لاغتصاب فلسطين التي تشهد غزة اليوم ربما اخر فصولها بعد المهزلة الخطيرة للامم المتحدة ولامينها العام في غزة وعودة اسرائيل للالتفاف على القوانين الدولية لتطويعها واعتمادها غطاء لجرائمها المتكررة باسم القانون الدولي ... وفي انتظار ما يمكن ان يحمله وصول الرئيس الامريكي الجديد يبقى من الصعب مشاركة الامريكيين احتفالاتهم وجرح غزة لا يزال ينزف واطفالها ينقلون للعالم ما خفي من ماساة ستحدث اخبار غزة عنها العالم عنها طويلا... الرئيس بن علي يهنئ الرئيس أوباما قرطاج (وات) وجه الرئيس زين العابدين بن علي الى الرئيس باراك أوباما بمناسبة تسلمه مهامه كرئيس للولايات المتحدةالامريكية برقية تهنئة في ما يلي نصها: «يسعدني وأنتم تستلمون مهامكم السامية كرئيس للولايات المتحدةالامريكية أن أعرب لفخامتكم مجددا باسمي وباسم الحكومة والشعب التونسي عن أحر التهاني وأخلص التمنيات لكم بموفور الصحة والسعادة والنجاح والتوفيق وللشعب الامريكي الصديق باطراد التقدم والرفاه. واني لعلى يقين أن علاقات الصداقة والتعاون العريقة والقوية التي تربط بين تونس والولايات المتحدةالامريكية ستزداد متانة ورسوخا بفضل ما يحدونا من عزم على دعمها وتطويرها تكريسا للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي نؤمن بها جميعا. كما أني واثق من أنكم لن تدخروا أي جهد للعمل على احلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وتوطيد أسس العدل والامن والازدهار في العالم. واذ أتطلع الى التعاون معكم من أجل تحقيق هذه الاهداف السامية تقبلوا فخامة الرئيس فائق عبارات تقديري واحترامي».