لا شك أن جمهور البرامج الاجتماعية ذات البعد الإنساني والقانوني قد انتظر طويلا لمشاهدة الحلقة الأولى من برنامج ''الحق معاك'' والتي أجلت في مناسبات عديدة. وهذا الانتظار له علاقة بالتأكيد بفريق برنامج ''الحق معاك'' ونعني بذلك معز بن غربية وجماعته الذين تابعهم الجمهور في البرنامج الرياضي الشهير ''بالمكشوف'' على قناة حنبعل. ويحسب لهذا الفريق لحمته وطريقة عمله الجماعي وموقفه الموحد في اخذ القرار بخصوص البقاء أو المغادرة للعمل في قناة من القنوات على خلاف المصلحة الفردية والحسابات الخاصة والضيقة التي تميز القطاع. وبالرغم من أن الأسباب الحقيقية لمغادرة حنبعل لم تكشف من أصحابها، فان الحاصل الآن هو تقديم معز بن غربية لبرنامج ''الحق معاك'' على قناة تونس7 ... وهو ما يعني دخول القناتين في منافسة مباشرة بعد أن كانت عن بعد وبمسافات. وقد أخذت هذه المنافسة شكلها العلني وبعدا آخر محكوما بالعرض والطلب وبمنطق ''من يدفع أكثر'' خاصة بعد مغادرة علاء الشابي أيضا لقناة حنبعل وإعداده لبرنامج سيقدم على قناة تونس.7 شكليا اتخذت المنافسة مستويات عدة على غرار إضافة قناة حنبعل لبرنامج ''عن حسن نية'' الذي اعتبره فريق ''الحق معاك'' نوعا من سحب البساط والمواجهة باعتبار أن مدار البرنامجين هو الدفاع عن المواطن المظلوم وحائر الدليل الذي يعوزه تطبيق القانون وتنفيذ الأحكام الصادرة التي يتلاعب بها أصحاب الجاه والمال والنفوذ. كما ذهب فريق ''الحق معاك'' إلى اتهام ابعد من ذلك عندما غيرت قناة حنبعل من توقيت برامجها الاجتماعية لتجعلها متزامنة معه أو برمجت عرض مسرحية ''الزعيم'' لعادل إمام لفك المشاهد من قناة تونس7 أثناء بث الحلقة الأولى من برنامج '' الحق معاك''. أما على مستوى المضمون فان الحالات الإنسانية والقانونية التي تتعرض لها برامج قناة حنبعل ما تزال مؤثرة أكثر بالرغم من انعدام الحلول لها في الغالب، على عكس أول حلقة من برنامج ''الحق معاك'' حيث عاد كل مشارك فيها ''فرحا مسرورا''. وهنا يطرح سؤالا آخر لماذا يستجيب المسؤولون لتونس 7 ولا يستجيب لقناة حنبعل والأكيد من تابع يوم الخميس الفارط البرنامجين ''الحق معاك'' على قناة تونس 7 و''دائرة الضوء''على قناة حنبعل سيحتار دليله... لكن ميل المشاهد التونسي لما هو إنساني وللبرامج التي تنزع هذه النزعة سيجعله بالتأكيد يختار المحطة الثانية التي أثارت موضوعا دقيقا ومؤلما وهو ما يعرف بمرض ''أطفال القمر'' الذي ظل إلى الآن مسكوتا عنه ومهمّشا والمصابون به لا يجدون الحظوة التي يجدها المواطن العادي في بلادنا. ولا شك أن أولئك الأطفال الذين حرموا من ابسط حقوق المواطنة كالدراسة ومن ابسط حقوق الحياة كالتنزه والخروج للشارع... قد كان حديثهم مؤثرا إلى الجمهور درجة التعاطف الكبير معهم ومع عائلاتهم وهو ما يعني اختيار هذا الجمهور للقناة التي تشغل اهتمامه وتعبر عنه. وحيد عبد الله للتعليق على هذا الموضوع: