مع عودة البطولة الوطنية واشتداد المنافسات على البطولات الافريقية بين رابطة الأبطال وكأس «الكاف» نشطت البرامج الرياضية بقوة في القنوات التلفزية التونسية العامة والخاصة إذ تأثّث المشهد الاعلامي المرئي بما لا يقلّ عن 7 محطات رياضية بارزة ب4 قنوات تلفزية وهي برامج رياضية إخبارية وحوارية نذكر منها «ناس رياضة» ب«نسمة» و«الأحد الرياضي» و«ستاد 7» ب«تونس 7» و«حصاد الأحد» و«زوم على مقابلة» بقناة «تونس 21» الى جانب 3 برامج بقناة «حنبعل» «سبور زمان» و«سويعة سبور» والتحاق البرنامج الشهير «بالمكشوف» الذي انطلق مؤخرا بحلّة جديدة وبتشكيلة مغايرة تماما للوجوه التي صنعت «مجد» هذا البرنامج مع معز بن غربية وصولا الى عادل بوهلال وأخيرا المنذر الجبنياني. «بالمكشوف» قست عليه الظروف؟! هو قطعا أكثر البرامج الرياضية التي ملأت الدنيا وشغلت الرياضيين داخل تونس وخارجها وهو أكثر البرامج إثارة وطرحا للمشاكل والمشاغل وتحريكا لسواكن كل الرياضيين حتى صار «بالمكشوف» في وقت من الأوقات مشكلا في حدّ ذاته للعديد من الرياضيين والمسؤولين عن الرياضة بالخصوص فكان النجاح الباهر أولا مع معز بن غربية وضيوفه «المشاغبين» سامي العكريمي والمنصف بن سعيد وفتحي المولدي وبالخصوص «الكابتن» خالد حسني. ورغم تبدّل الظروف حافظ «بالمكشوف» على سقف معيّن من الجرأة والنجاح مع عادل بوهلال ونفس التشكيلة تقريبا بعد مغادرة معز بن غربية لقناة «حنبعل» صحبة رفقاء دربه فتحي المولدي وهيثم الطياري وعبد المجيد بن اسماعيل وحلول اللاعب الأنيق حاتم الطرابلسي والاستنجاد أحيانا بمختار التليلي وغيره.. ولكن هذا العام ظهر «بالمكشوف» بوجه آخر مختلف تماما عن وجهه الحقيقي الذي عرف به بل أصبح مجرّد برنامج عادي «لا يعادي ولكنه يجامل» وأصبح لا فرق بينه وبين البرامج الرياضية العادية التي لا إثارة فيها ولا تشويق ولا ملفات ساخنة للأقسام العليا والسفلى ولا كشف لحقائق كانت مغيّبة في برامج أخرى وكأن ببرنامج بالمكشوف لهذا العام أراد العودة لمجرد الحضور وملء الفراغ الذي تركه مساء كل ثلاثاء مع اعتذارنا الشديد لتشكيلته الجديدة بقيادة منذر الجبنياني فالجمهور كل الجمهور المتابع تعوّده ببرنامج آخر وبنكهة أخرى رائعة مملوءة بالإثارة والإنارة والآراء المختلفة داخل «البلاطو» حدّ التصادم أحيانا وهي من «توابل» البرنامج التي زادت في نكهته ووسّعت دائرة شهرته حتى فاقت حدود تراب بلادنا لأننا وككل مشاهد عربي لم نعتد هذا النوع من البرامج الرياضية ولكن حبّنا الكبير لهذا البرنامج الجريء جعلنا نبحث له عن أعذار فلم نجدها لأن الصورة في «حنبعل» لن تكتمل إلا بعودة «بالمكشوف» الى سالف إشعاعه وألقه وبريقه وجاذبيته التي قست عليها الظروف ويبدو أن عدوى تغيير المدربين في تونس طالت البرنامج فأصبح هو أيضا ينتهج سياسة تغيير المنشطين ولكن وكما يقول الكثير من المحلّلين في البرنامج ذاته فإن الاستمرارية مطلوبة ليهزم البرنامج الرياضي المعروف «بالمكشوف» كل الظروف. «ستاد 7» يخطف الأضواء! في المقابل هناك في «تونس 7» وفي مسافة لا تتجاوز «جهاز التحكّم عن بعد» بدأ معز بن غربية يخطف الأضواء بسرعة البرق ببرنامجه الجديد «ستاد 7» وبين معز و«بالمكشوف» خيط كبير إذ يعود له الفضل والحقّ يقال في نجاح هذا البرنامج ولكن يبدو أن معز بن غربية وجماعته الذين اختاروا «تونس 7» واختارتهم وجدوا توازنهم أخيرا في «ستاد 7» الذي وجد في المنتج سامي الفهري سندا كبيرا ليكون البرنامج كبيرا وفي حجم انتظارات المشاهد الذي سئم جمود البرامج الرياضية وجديتها المفرطة فكان «ستاد 7» جريئا متجدّدا في الديكور والفقرات.. خفيفا ظريفا يديره منشط بارع بمعية ضيوف من الوزن الثقيل فخطف الأضواء من «بالمكشوف» وتحوّل النجاح من قناة الى قناة. «الأحد الرياضي»... صابر وراضي...! عند الحديث عن البرامج الرياضية الناجحة لا يمكن بحال من الأحوال نسيان «الأحد الرياضي» أحد ثوابت تلفزتنا التونسية من زمان ومع طفرة البرامج الرياضية الجديدة الساخنة انتفض رازي الڤنزوعي محاولا منذ 3 سنوات تجديد أقدم البرامج المباشرة رياضيا محاولا محاكاة ما يدور حوله مواكبا باستمرار ل«لعبة المنافسة» لأن الكثير الكثير من المشاهدين لازالوا أوفياء مخلصين له دائما.