تونس الصباح ... رغم الجهود المبذولة والاصلاحات المدرجة على منظومة الطب الاستعجالي لمزيد الارتقاء بها تذهب بعض الآراء من داخل القطاع الى ان كسب الرضا التام للمواطن غاية لن تدرك وستظل حالات التشكي والانتقاد قائمة كظاهرة عامة لا تختص بها بلادنا فحسب بل مختلف المنظومات الصحية في العالم بما فيها الاكثر تقدما. ومع ذلك يتواصل الجهد الاصلاحي لتقديم خدمات اسرع وفي ظروف افضل وبجودة ارفع.. في قطاع يستقبل سنويا نحو 200.4 مليون مواطن ولا شك انه بمثل هذا الكم من الزوار لا يمكن ارضاء الجميع مهما انجز خصوصا عندما تفد عديد الحالات على كونها استعجالية ويتضح للغرض الطبي انها خلاف ذلك فيكون اختلاف التقدير سببا في اندلاع شرارة التوتر. ولان الارتقاء بجودة الخدمات تبقى الغاية المطلوبة فقد تعززت المنظومة الاستعجالية في الآونة الاخيرة بدفعة جديدة من الاجراءات والبرامج منها ما يتعلق بالبيئة الاساسية وبدعم التكوين المتخصص وسحبه على اسلاك من الاعوان لمزيد تفعيل تدخلاتهم في هذا المجال وتوحيد ارقام النجدة والاسعاف لتيسير المهمة على المواطن. تفاصيل هذه الاجراءات امدنا بها د. نوفل السمراني كاهية مدير وحدة الطب الاستعجالي بوزارة الصحة العمومية موضحا القرار المتعلق بوضع رقم موحد للنجدة والاسعاف ان مراجعة تراتيب تجسيمه طور الاعداد في اتجاه التنسيق بين الاطراف المتدخلة وتبسيط الجوانب الفنية المتعلقة به وذلك بهدف تمكين المواطن من الحصول على المعلومة والرد السريع على تدخله مباشرة مع مزيد احكام ادارة الحالات وتوجيهها. يذكر ان الارقام المعتمدة حاليا هي 190 بالنسبة للاسعاف الطبي و198 للحماية المدنية ولم يحسم امر تحديد الرقم الموحد بعد في انتظار استكمال التشاور والتنسيق. سائق مسعف لاضفاء مزيد من الجدوى على تدخلات بعض الاعوان وتثمين تدخلاتهم في مستوى الاسعاف تقرر كذلك «دعم التكوين المتخصص من خلال بعث اسلاك جديدة من الاعوان وتدريسهم وتدريبهم بمدارس الصحة العمومية.. وينسحب هذا الاجراء على الاعوان العاملين بعد من ذلك سائقي سيارات الاسعاف الذين سيقع في اطار تحفيزهم على الرقي في العمل وتحسين مردودهم تمكينهم من تكوين متخصص في مجال الاسعاف واكتساب مهارات اولية في الاسعاف عبر تلقي دورات تكوينية تتوج بالحصول على مؤهل مختص مع فتح آفاق تكوينية جديدة في هذا المجال امام الملتحقين الجدد بالمدارس المهنية للصحة بداية من السنة الدراسية القادم. دعم التكوين في الاسعاف سينسحب كذلك على ناقلي المرض من الاعوان ليصبح اختصاصا تكوينيا تؤهل اصحابه للحصول على شهادة مهنية معترف بها ويضفي على تدخلاتهم نجاعة واحاطةافضل بالمريض ودراية بكيفية التعامل معه عند نقله. «ليفتينغ» استعجالي على صعيد آخر تقرر دعم البنية الاساسية من خلال المضي نحو استكمال انجاز البرامج المتفق حولها لتكون جاهزة في آجالها المحددة ومن ذلك استكمال تعميم المصالح الطبية المتنقلة للاسعاف والانعاش قبل موفى سنة 2011 وقد تم الى حد الان تركيز 14 مصلحة ب14 ولاية في انتظار تغطية بقية الولايات. ايضا تم التأكيد على تكفل وزارة الصحة العمومية باشغال استكمال مكونات مشروع المقر الجديد لقسم المساعدة الطبية الاستعجالية بتونس (الرابطة) في أقرب الآجال وقد كانت جمعية الدعم والنهوض بالاسعافات الاستعجالية تعهدت بالمشروع لكن تعذرت عليها المواصلة لاسباب مالية. كما سيشهد مستشفى شارل نيكول احداث قسم استعجالي جديد لتعويض القسم المتوفر والذي تقادم ولم يعد قادرا على استيعاب الاعداد المتزايدة من الزائرين ويفوق عددهم 85 ألف حالة. عمليات «الليفتينغ» الخاصة بالاستعجالي تتسع الى مجالات اخرى على المستوى الجهوي لمزيد الارتقاء بخدماتها الموجهة لمواطني الجهات الداخلية. وينتظر ان يكون لقرار مزيد دعم تجربة العيادات بعد الظهر انعكاسا ايجابيا على تخفيف الاكتظاظ والضغط على اقسام الاستعجالي ويقضي القرار بتعميمها على كافة الهياكل لضمان استمرارية الخدمات بها كامل اليوم. في الواجهة لا شك ان الاجراءات المذكورة ستساهم في تطوير خدمات الاستعجتاي لكن المطلوب مزيد تحسين ظروف الاستقبال وحث الاعوان المكلفين بهذه المهمة على التعامل برحابة صدر اكبر رغم الضغوط المسلطة عليهم وامتصاص انفعالات المرضى ومرافقيهم بعيدا عن التشنج.