صفاقس-الصباح - خاص: "أمام تفاقم الأزمة العالميّة، تعكف العديد من المؤسّسات في العالم على مراجعة مشاريعها وعقلنة استثماراتها بما قد ينعكس على أعمالنا فكيف يمكن لنا أن نتصرف؟ الحكمة تقتضي بأنّه يتحتم علينا اليوم العودة إلى المقوّمات الأساسيّة ألا وهي دعم سمعة المؤسّسة ومصداقيّتها والحرص على الابتكار والتجديد والحدّ من التكلفة" ذلك ما صرّح به السيّد عبد اللطيف الزيّاني، رئيس الاتحاد الجهوي للصّناعة والتجارة بصفاقس في تحليل معمّق ردّا على أسئلة جريدة "الصباح". وأضاف: "إنّ كسب الثقة والإيفاء بالالتزامات وتكثيف البحوث والتجارب لاستنباط منتوجات جديدة واكتساح أسواق أرحب، تعتبر من أنجع الوسائل للتوثّب الاقتصادي والنجاح." وانطلاقا من خبرته المهنيّة طوال 35 سنة على رأس مجموعته الاقتصاديّة المتخصّصة في خدمات الطاقة والبيئة، وأيضا وبالخصوص عبر تجربته ضمن منظّمة الأعراف، يعتبر السيّد عبد اللطيف الزياني أن تطوير أساليب التسيير وتعصير أنظمة التصرّف أضحت ضروريّة أكثر من أي وقت مضى مؤكّدا أهميّة تدقيق الحسابات والضغط على الأعباء مع ضمان الجودة الشاملة والمثابرة على نيل رضاء الحريف. وقال أنّ هذه التوجّهات لا تنطبق فقط على المؤسّسات المتوسّطة والكبرى وإنّما على الجميع وخاصّة منها المؤسّسات الصغرى والمهن الحرّة والحرف. ويرى السيّد عبد اللطيف الزياني أنّ الإجراءات المتميّزة التي أذن بها الرئيس بن علي يوم 23 ديسمبر 2008 والرامية إلى مساعدة المؤسّسات لتفادي تداعيات الأزمة الماليّة من جهة و لتنشيط الدورة الاقتصاديّة بصفة أشمل "قد أتت في الوقت المناسب". ويضيف "على عادته دوما، كان الرئيس زين العابدين بن علي سبّاقا لتحسس البوادر ومجابهة الأزمة العالمية، إذ أذن منذ الصيف الماضي بتشكيل لجنة لمتابعة تطوّراتها وسارع باتّخاذ التدابير اللازمة. ولم يتوان الاتّحاد التّونسي للتجارة والصناعة والصّناعات التقليديّة من جهته، ورئيسه السيد الهادي الجيلاني، ومختلف الهياكل الوطنيّة والجهويّة عن تطبيق هذه الإجراءات وتأطير المؤسّسات وشحذ الهمم." وفي إشارة إلى المبادرات الجهويّة، لم يكتف السيّد عبد اللطيف الزياني بالإشارة إلى سلسلة الاجتماعات واللقاءات التي انعقدت مع كلّ الغرف النقابيّة، غرفة غرفة، وعددها 145، وإنّما ركّز بالخصوص على تكوين خليّة يقظة انضم إليها عدد من الجامعيين، وإنشاء مركز للدراسات والتجديد وإعطاء دفع متجدّد للمعارض والصالونات المبرمجة لهذه السنة والتي تشمل الأثاث والإعلاميّة (40 ألف زائر) وخدمات قطاعي النفط والطاقة، والمعدات الفلاحيّة. والمعرض الدولي بصفاقس (350 ألف زائر) وغيرها. ويتضمّن برنامج سنة 2009 على ما لا يقلّ عن 15 تظاهرة هامّة ينظمها الاتّحاد بنفسه، من خلال جمعيّة المعرض، أو تشرف عليها جهات متعاونة على غرار غرفة التجارة بصفاقس (الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات") وحتّى الخواص. شراكات بين الجهات وابتكار وأضاف أن "الاهتمام يتركز على تنمية الثروة الوطنيّة وخلق مواطن الشغل باعتبارها حسب السيّد الزياني "من الأولويّات المطلقة التي تعبّر عن تضامننا وتترجم انتماءنا الفعّال إلى هذا البلد". وأضاف أن "صفاقس تعتبر محورا اقتصاديّا نشيطا في قلب الوسط والجنوب التّونسي وتتوفر على قطب جامعي متنوّع يتخرّج منه كلّ سنة الآلاف من أصحاب الشهادات العليا وذوي التكوين الجيّد مّما يحفزنا على مضاعفة التفكير والاجتهاد لصهر كافة هذه المعطيات وتحويلها إلى عناصر نمو وتطوّر من خلال تفعيل شراكات المؤسّسات داخل الجهات في كافّة الولايات، واحتضان المتخرجين الجدد، والسهر على تشجيع الابتكار". وقال، "وفي هذا السياق، فإنّ تكثّف الأنشطة البتروليّة والغازيّة في الجهة، وقرب انطلاق مشروع مصفاة تكرير النفط بالصخيرة، وانتهاء أشغال تهيئة منطقة تبرورة بما يفسح المجال للمصادقة على أمثلة التهيئة والشروع في تسويق الأراضي، وانطلاق عديد المشاريع الوطنيّة في مجالات البيئة والطرقات والمباني المدنيّة وغيرها، تفتح آفاقا واعدة أمام المؤسّسات والباعثين الجدد، لذلك وجب علينا الإعداد لهذه المرحلة للاستفادة منها على النحو المرضي. ومن هنا تأتي أهميّة دعم السمعة لأنّ الثقة تعدّ أثمن من رأس مال والحثّ على التجديد والابتكار، فهو المحرّك الأساسي للتطوّر والانتشار واقتحام أسواق جديدة." "والمهمّ هو أن نسعى ونعمل بكدّ".