فتح المجال أمام التلاميذ للأنشطة الإبداعية والرياضية تونس الصباح:إن المتأمل في جداول أوقات التلاميذ بمختلف مراحل التعليم يجدها مكتظة بالمواد والحصص.. ضاغطة على مستوى التوزيع الزمني الذي
لا يترك لصاحبه فرصة الترويح عن النفس وممارسة أنشطة رياضية وثقافية تخرج عن نطاق البرمجة الرسمية وذلك في غياب الأمسيات الخالية من حصص الدرس العادي. ومما يزيد طين هذا الضغط بلة اضافة الساعات المخصصة لدروس التدارك داخل المدرسة أو المعهد واغتنام كل وقت حر حتى اذا ما تعلق الأمر بالزمن الفاصل بين حصتي الدرس الصباحية والمسائية لتنظيمها.. لتنضاف اليها الحصص الخاصة بالدروس الخصوصية المنتظمة عادة بعد مغادرة التلميذ قاعات الدرس لتتواصل في أحيان كثيرة إلى ما بعد الثامنة ليلا... وهكذا يقضي الطفل أو الشاب ما يعادل 12 ساعة بين الكتب والكراس يوميا بنسق ماراطوني خانق لا يمكن إلاّ أن يصيبه بالملل والضجر من الدراسة. في ظلّ هذا الوضع الضاغط كان لا بد من التحرك في اتجاه مراجعة التوزيع الزمني لساعات الدرس وإعادة هيكله الزمني المدرسي بشكل يراعي حاجيات الطفل الذهنية وطاقته على الاستيعاب والتحمّل... وفي هذا المجال علمنا أنّ وزارة التربية والتكوين منكبة على دراسة هذا الموضوع في اتجاه إعادة النظر في مختلف زواياه لتخفيف الضغط على التلاميذ وأقلمة الوقت المدرسي إلى حاجياته بصفة مدروسة تضمن نجاعة ايصال المعلومة وتبليغ الدرس دون الحاجة إلى تغليب جانب الكم على الكيف مع دعم سلاسة المحتوى والقدرة على الإفادة. ويقضي توجيه الوزارة في هذا الشأن بخلق مجالات وفرص أوفر أمام التلاميذ في شتى المستويات لتعاطي الأنشطة الرياضية والإبداعية في مجالات فنية متنوعة من مسرح وموسيقى ورسم ودعم مهاراتهم في هذه الفنون بتوفير التأطير والإحاطة والتوظيف الجيد لهوياتهم. الثقافة العامة على صعيد آخر طرحت وزارة التربية والتكوين في الفترة الأخيرة فكرة إحداث مادة جديدة تدرس ضمن البرنامج الرسمي تهتم بالثقافة العامة وتمتين مكتسبات التلميذ في محاور ومشاغل تتصل بالشأن العام وبحياته اليومية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفنيا ورياضيا بما يفتح أمامه آفاق الإلمام بالمعطيات والمعلومات الأساسية حولها وتكون له سندا في مستقبله المهني خاصة عند إجراء المناظرات الوطنية التي عادة ما يوجه فيها المترشح سؤالا يتعلّق بالثقافة العامة. ويتوقع أن ترغب هذه المادة متابعيها في تمتين معارفهم من خلال التفتح أكثر على محيطهم باعتماد أسلوب التواصل والحوارو إبداء الرأي والتعليق والتفاعل الايجابي مع الدرس هذا ولم تتضح بعد تفاصيل وحيثيات تدريس هذه المادة باعتبار أنها ما تزال قيد البلورة والطبخ على نار هادئة حتى تستوي تصوراتها وتتضح ملامحها وتكون جاهزة للتجسيم.