نظمت المدرسة التونسية للتقنيات بالمرسى الملتقى السنوي مع المؤسسات الاقتصادية امس بمقرها وذلك سعيا منها لخلق فرص التلاقي بين التلاميذ المهندسين واصحاب هذه المؤسسات التي تجاوز عددها الخمسين هذه السنة وارساء اتفاقيات تعاون لتمكين ابنائها من اجراء التربصات المهنية لديها. ومن المؤسسات التي شاركت في هذا الملتقى «بنك الامان» وشركة فسفاط قفصة و«تونيزيانا» والشركة التونسية لمحينات الاليمنيوم والشركة التونسية للهندسة والانشاء الصناعي وغيرها. واشرف على افتتاح هذه التظاهرة المتمثلة في احتضان المدرسة التونسية للتقنيات ملتقى المؤسسة وهو منبر سنوي دأبت على تنظيمه كل سنة لزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا مؤكدا على اهمية هذا المنبر حيث تلتقي فيه وتتواصل من خلاله مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي موفرة بذلك فرصة ثمينة للمنتسبين اليها للتصرف لاستجلاء عالم المؤسسة مثلا في اصحاب المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وضرورة تعزيز التكوين الهندسي مع اعتماد منظومة الاشهاد التي تتوفر جزئيا في هذه المدرسة وبالتالي ارتفعت نسبة خريجي العلوم والهندسة خلال السنة الجامعية 2007-2009 من 9،5% سنة 2004 الى 5،11% سنة 2008 وهي نسبة مهمة تعادل نسب بعض البلدان الاوروبية. وبين ان المدرسة التونسية للتقنيات هي مؤسسة فتية لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة من عمرها وتمثل عامل اشعاع وتجديد ودفع في مجالات البحث العلمي وطرق التدريس. وقد خصصت حيزا هاما من انشطتها لتمكين تلامذتها من التعرف عن كثب على واقع الساحة الاقتصادية والصناعية بالبلاد سواء كان ذلك من خلال التربصات او الزيارات الميدانية الكبرى المؤسسات الصناعية والاقتصادية وبفضل هذه الانشطة امكن توفير ارضية مناسبة لتكوين التلاميذ والمهندسين تكوينا متكافئا علما وتطبيقا. ويذكر ان تونس سعت الى تطوير نظام التكوين في مختلف المستويات بما يتيح تفاعل افضل بين المؤسسة الجامعية والمؤسسة الاقتصادية مستفيدة من النماذج الناجحة في الدول المتقدمة وخاصة منها الدول الاوروبية من خلال ادراج المزيد من الشعب وتنويع مسارات التكوين وذلك في اطار تنفيذ استراتيجية قطاعية تقوم على دعم التشغيلية وبث ثقافة المؤسسة وبناء مجتمع المعرفة وتساعد مثل هذه الفعاليات على التصاق المؤسسة الجامعية بواقع المؤسسة الاقتصادية وهكذا ينعكس التلاقح على مجالي التدريس والبحث فيصبحان اكثر مواكبة للنفس الصناعي والنسيج الاقتصادي ولمستلزمات التنمية كما ان المؤسسات الاقتصادية بمختلف اصنافها تستفيد من حيث الملتقيات بحيث تتعرف مباشرة على خصائص التكوين ومؤهلات الوافدين اليها وبذلك يمكنها المساهمة في نحت بعض ملامح هذا التكوين دون المس بمستواه العلمي والاكاديمي. فضلا عن الدور الريادي لفئة المهندسين في مجال استعمال التقنيات الحديثة والطرق العصرية والمبتكرة واستغلالها لتحسين الانتاجية والرفع بالتالي من القدرة التنافسية للمؤسسة. وكان السيد محمد عبعاب مدير المدرسة التونسية للتقنيات قد بين ان هذا الملتقى يندرج في اطار تفتح الجامعة على محيطها الاقتصادي والصناعي والهدف منه هو نسخ شراكة مع المحيط الصناعي والنظر في امكانية ابرام عقود تربص أو انتداب للتلاميذ المهندسين والاطلاع على اهتمامات المؤسسة الصناعية لمساعدتها في زيادة مردوديتها ومنافستها للمؤسسات الأجنبية. وتسهيل اندماج التلاميذ المهندسين بسوق الشغل زيادة عن استعادة هذه المؤسسات من المعارف والمهارات العلمية لخريجي هذه المدرسة التي تستقطب ألمع طلبة المعاهد التحضيرية الذين تفرزهم المناظرات الوطنية للدخول الى مراحل تكوين المهندسين والتي تجرى سنويا. وهيبة علبوشي