تونس الصباح: منذ نحو الثلاثة مواسم دراسية اصبحت الاقراص الليزرية CD-ROM واقراص الفيديو الرقمية تسجل حضورها داخل كومة اللوازم المدرسية للتلميذ مصاحبة للكتاب المدرسي في معظم المواد وقد بلغ عددها 14 قرصا موجها للتعليم الاساسي بمرحلتيه الاولى والثانية وقرصا ليزريا موجها لابناء التونسيين بالخارج علاوة على اقراص الفيديو الرقمية التي تستهدف المدرسين. هذه الاقراص توزع في ملايين النسخ على عموم التلاميذ المعنيين بها مجانا عند اقتناء الكتاب المدرسي مطلع العام الدراسي.. وهي لئن كانت مكملة للدرس ومرافقة للكتب المدرسية فانها لا تشكل بديلا له على الاقل الى غاية هذه الفترة في انتظار حلول عهد المحفظة الرقمية ولِمَ لا القسم الافتراضي بمختلف مكوناته وعناصره الفاعلة.. وفي الانتظار يتم الاستئناس بوسائل التدريس المتطورة والتفاعلية التي اخذت وزارة التربية والتكوين على عاتقها انتاجها لتعويد المتمدرسين والمدرسين على استعمالها والاستعانة بها في مشوارهم الدراسي. وتتضمن الاقراص الليزرية عددا من التمارين المندرجة في اطار المقررات الرسمية وتدعيمها بتضمينها مقاطع تعليمية تفيد في عملية التعلم والتدريس وتثمين حصة الدرس سواء بحمل التلميذ على انجاز التمارين المطالب بها عبر هذه الوسائل الرقمية او باعتماد الوسيلة المعتادة والمألوفة وهي كتاب التمارين. الى هذا المستوى تبدو هذه الحوامل مفيدة ومضيفة للتلميذ من حيث تدريبه على التعاطي مع وسائل الاتصال الحديثة في معظم المجالات التعليمية بعد التوسع في قائمة الكتب المستهدفة بهذه الاقراص لكن السؤال الذي يتجدد طرحه يتعلق بمدى استفادة التلاميذ بهذه الحوامل ومدى استعانتهم بها في انجاز تمارينهم المنزلية وحتى داخل قاعة الدرس باعتبار ان استغلالها يتطلب توفر جهاز كمبيوتر سواء بالبيت او في المدرسة بل يفترض الأمر وجود الكمبيرتر بكل قسم ليتسنى للمدرسين اصلاح التمرين الرقمي على مرأى الجميع حتى يتمكن من لا يتوفر لديه حاسوب عائلي من التعامل بهذه الوسائل واستغلالها كي لا تبقى الاقراص مجرد «اكسسوار بالمحفظة او علبة مغلقة لم يفك البعض حتى غلافها الخارجي لعدم وجود الجهاز القارئ لها. ... للتذكير نشير الى ان مصادر مطلعة بوزارة التربية كانت صرحت لنا في فترات مضت الحرص على القيام بتقييم شامل لهذه التجربة بعد التقدم في اعتمادها واقتراح التصورات الكفيلة بمزيد تفعيلها وتعميم استغلالها لتحقق اهدافها وحث الاولياء على حمل ابنائهم على تشغيل هذه الاقراص بالبيت لمن يتوفر على حاسوب عائلي ومزيد تحسيس المربين باهمية تعويل التلاميذ داخل المدرسة على استعمالها ولو بصفة دورية لتعذر استخدام الحواسيب المدرسية لهذه الغاية بصفة يومية اما لضغط الحاجة لها في اطار حصص الاعلامية او لتعطبها وخروجها عن دائرة الاستعمال لفترات قد تطول او تقصر حسب درجة المبادرة باصلاحها وصيانتها من قبل ادارة المدرسة او الاعدادية. وهكذا يتضح انه اذا كان مفيدا وجميلا مواكبة خط الحداثة وتعويد الناشئة على استعمال التكنولوجيات الحديثة لاغراض تربوية وتثقيفية نبيلة فان الاجمل من ذلك تأمين اسباب النجاح لها والنجاعة القصوى حتى تؤتي الاستثمارات المالية التي خصصت لهذه العملية ثمارها وهي استثمارات ليست بالهينة.