الفيلم الوثائقي "الأرض بتتكلم عربي" للمخرجة الفرنسية الفلسطينية الأصل ماريز غرغور لقي نجاحا نسبيا في أوروبا وفي فلسطينالمحتلة.. لأنه قدم في 16 دقيقة صورا مؤثرة عن تعايش المسلمين والمسيحيين واليهود في فلسطين قبل نشأة العصابات المسلحة الصهيونية وتاسيس اسرائيل في 1948 السينما أصبحت اليوم بوابة لمخاطبة القلوب والعقول في العالم أجمع.. وهي سلاح نجح الاف السينمائيين والاعلاميين والكتاب الصهاينة في توظيفه ب"ذكاء" لصالحهم.. وقد نجحت بعض الأفلام في السبعينات والثمانينات في التعريف بعدد من قضايا العرب العادلة.. بينها قضية شعب فلسطين المشرد.. لكن منذ عقدين انخرط تيار عريض من الفنانين والسينمائيين التونسيين والعرب في مسار "التطبيل" لحقوق "الاقليات" في الوطن العربي وبينهم خاصة الاقلية اليهودية.. عن انتهازية وبحثا عن التمويل الغربي لافلامهم وعن الفوز بجوائز في مهرجانات "كان" وغيره.. واصبحوا يضخمون بعض الظواهر الاجتماعية السلبية في مجتمعاتنا العربية والاسلامية.. والسلوكيات المتطرفة.. فكانت الحصيلة "تطوعا" من قبل "فنانين" عرب لتوظيف السينما العربية خدمة لاسرائيل ومشاريعها الاستعمارية.. مقابل مئات الاف من دولارات "الدعم الثقافي" المشبوه.. التي تقدمها بعض السفارات الاوروبية ومؤسسات السينما الغربية.. أين نحن؟ هل ضحينا ب"ورق التوت" أيضا؟