تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التطبيع.. خفايا وخبايا
"إسرائيل.. في بيتنا"
نشر في الصباح يوم 20 - 06 - 2011

عندما رست بواخر اليهود في ميناء عكّا الفلسطيني وهي محمّلة بالشتات برّر قادة اليهود التاريخيون أن فلسطين أرض بلا شعب هاجر إليها شعب بلا أرض..
وبعد مجزرة دير ياسين لم يتورّع بيغين عن قول أنه لولا جريمة ديرياسين لما وجدت اسرائيل..وقد حاول الكيان الصهيوني ومنذ تموقعه في خاصرة الوطن العربي اختراق الشعوب العربية وتطبيع علاقته معها وهو ما قسّم الدولة العربية بين دول تقبل التطبيع وترفع العلم الاسرائيلي على أرضها وأخرى تتمسّك بالمقاطعة وعددها في الانحساروأخرى تتستّرعن التطبيع الحاصل خاصّة على مستوى الأنظمة العربية ..وفي كل ذلك بقيت الشعوب العربية لا تحتكر قرار التطبيع من عدمه..والشعب التونسي الذي لم يبد رأيه صراحة في التطبيع يجد نفسه اليوم أمام حقيقة مفادها نظام بائد غارق في التطبيع بالأدلّة والبراهين والمجتمع المدني يعيش اليوم حالة من التراشق المسعور حول التطبيع!!!!!

أحمد الكحلاوي (جمعية مناهضة التطبيع): النظام التونسي مورّط للنخاع مع الكيان الصهيوني
*حشّاد وقع اغتياله لأنه كان يرسل متطوّعين إلى فلسطين
*بلحسن الطرابلسي رجل الموساد في تونس وبن علي متورّط في حادثة الغريبة وليس السلفية الجهادية
تأسّست الهيئة الوطنية لدعم المقاومة السرية ومناهضة التطبيع والصهيونية في أوت 1990 في علاقة بمشروع العدوان على العراق آنذاك. وهذه الجمعية تضمّ نقابيين من اتحاد الشغل ومن المحامين وناشطين في بعض جمعيات المجتمع المدني..
ورغم المضايقات التي تعرّضت لها الجمعية ووصلت الى حدّ سجن أحد مؤسسيها الأستاذ والنقابي السابق أحمد الكحلاوي فإن مناضلي الجمعية تمسكّوا بمبادئهم النضالية واضعين نصب أعينهم ضرورة قطع الطريق على الصهيونية التي تحاول الاختراق والتسرّب إلى البلاد و تدجينها ..
سجنت لأني قلت "الموت للصهيونية"
وفي لقاء جمعنا بأحمد الكحلاوي ذكر أن ما يحزّ في نفسه هو ما ورد في حيثيات الحكم الذي صدّر بحقه حيث رأت عدالة المحكمة أني أستحق السجن لمدة 3 سنوات لأني قلت: "الموت للصهاينة". فبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي سنة 1994 والتي قام بها الصهيوني باروخ قولد شتاين قمنا كجمعية تناهض الصهيونية بإصدار بيان تنديد بالمجزرة ..ليكون مصيري ثلاث سنوات سجنا.
الكيان الصهيوني يخترق تونس ..
عن الصهيونية والتطبيع يقول الكحلاوي: "أوّلا لنتفق على معنى التطبيع الذي هو اعتراف بالعدوالصهيوني والتعامل معه ..ونحن كجمعية سنتمسّك بإصدار قانون يجرّم أي شكل من أشكال التطبيع ..نرفض التطبيع لأن إسرائيل زرعت في خاصرة الوطن العربي لتمنع تقدّم الأمة ورقيّها ..
وزير الخاريجية البريطاني سنة 1906 كامبل بينزمان قال :"ثورة العرب القومية ان نجحت فستحصل الكارثة ويجب أن يزرع كيان يمنع وحدتهم".فاذا كان هناك مشروع موجّه ضدّ الأمة العربية؛ فهل يعقل أن نعترف بهذا الكيان الغريب؟ ..كيان لا يمكن أن نعترف به لأنه زرع ظلما وبهتانا، كيان يقول أحد قادته بيغن: " لولا جريمة دير ياسين لما قامت إسرائيل".
التطبيع ..أدلّة وبراهين
وعن الأدلّة والبراهين التي تورّط بن علي ونظامه في جريمة التطبيع مع الصهاينة يقول الكحلاوي: "التطبيع زرع ألغاما داخل الجسد العربي واليوم يريدون تفجيرتلك الألغام بإثارة مسألة الشيعة والسنة أو بشراء الذمم للتطبيع مع الكيان الصهيوني وبث الفرقة داخل الأمة.
أوّل مطبّع هوالنظام والتطبيع لم يبدأ مع فترة حكم بن علي بل بدأ من مسألة الحصول على الاستقلال الداخلي والتام وهذا الجرح يستمرّ منذ ذلك الوقت يعني أن التعامل مع الكيان الصهيوني هو لبّ الصراع البورقيبي اليوسفي ..ففرحات حشّاد وقع اغتياله لسببين: لأنه كان يرسل متطوعين الى فلسطين كما حدث سنة 1948 عندما أرسل وفدا من المتطوعين للقتال في فلسطين وأذكرهنا شخصين مهميّن لم يلقيا التكريم الذي يليق بهما وهما لزهرالشرايطي وعزالدين الشريف. أمّا السبب الثاني فهو قيادته للحركة المسلحة ضدّ الاحتلال الفرنسي وهوما يبرز بالدليل القاطع أن فرحات حشّاد وصالح بن يوسف كانا يؤسسان لنظام وطني عروبي وهوما لم يستسغه بورقيبة وأدخل البلاد في الصراع البورقيبي اليوسفي الذي نعاني منه الى اليوم.."
الصهيونية تتسلّل للحقل الثقافي
أشارت أصابع اتهام عدة الى تورّط مثقفين تونسيين في التطبيع وعن ذلك يقول الكحلاوي: "الى جانب النظام الذي دخل في تطبيع غير معلن مع الكيان الصهيوني هناك قطاعات كثيرة تطبّعت وكانت تتعاطى مع هذا الكيان اذ كان هؤلاء يسافرون بدعوى النشاط الأكاديمي كعبد الحميد لرقش ومحمد العربي شويخة اللذين زارا اسرائيل وألقيا محاضرة في جامعة بارايلان بتل أبيب واحتفت بهما صحيفة هارتس ..كذلك هناك ندوة نظّمت تحت عنوان "تاريخ اليهود في تونس" مولتها وزارة التعليم العالي وشارك فيها أساتذة من إسرائيل وكان من أقطابها أستاذ التاريخ التونسي الحبيب كزدغلي.
كذلك هناك من التونسيين المتطبعين: المخرج السينمائي التونسي النوري بوزيد الذي اشتهر بدفاعه المستميت عن أصدقائه الصهاينة..والمخرج رضا الباهي الذي صوّر فيلمه" الخطاف لا يموت" في القدس بتقنية إسرائيلية في تل أبيب والمخرجة مفيدة التلاتلي أيضا.."
تطبيع ديبلوماسي وسفارة في فيلا
وعن التطبيع السياسي يقول الكحلاوي:"استقبل رئيس لجنة العلاقات البرلمانية الخارجية في عهد بن علي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكنيست الاسرائيلي في أكثر من مناسبة بالنسبة للنظام. فبعد اتفاق أوسلوأصبح يوجد في البلد مكتب اتصال هوعبارة عن سفارة للدولة العبرية وسفيرللكيان الصهيوني هوشالوم كوهين. وفي زمن هذا السفيرارتكبت مجازرمنها اكتشاف خلية للجوسسة في تونس كانت تعدّ لعملية اغتيال حسن نصرالله من خلال القبض على امرأة فلسطينية تحمل الجنسية التونسية في تونس.."
اختراق اجتماعي واستهلاكي
ويضيف الكحلاوي أيضا: " تسرّبت إلى الأسواق التونسية بضائع مسرطنة نهاية التسعينات من صنع اسرائيلي واضطرت الصحف التونسية آنذاك لتحذير المستهلكين منها وهذا التبادل كان شرطا للانخراط في منظمة التجارة العالمية وواقعا معاشا في تونس حتّى إن البلد يأتي في المرتبة الرابعة على مستوى التبادل التجاري بين إسرائيل والبلدان العربية ووصل الى مستوى 5 مليار دولار.."
الاختراق السياحي..
والى جانب الاختراق الاستهلاكي يقول الكحلاوي "هناك أيضا فنادق تونسية أصبحت تعرف بفنادق اليهود في ضاحية قمرت وجربة. وتحت عنوان عدم معاداة السامية أصبحت تعقد الندوات العلمية كالندوة التي أقيمت في مكتبة شارل ديغول وأشرف عليها السفيرالفرنسي وكان من محاورها البارزة هو إدخال الهوليكوست الإسرائلية في برامج التعليم الوطنية .
كما أنه هناك شركات سياحة تابعة لعائلة الطرابلسي تنقل الحجاج اليهود الى الغريبة بجربة بدعوى الحج والسياحة وذلك بخطوط مباشرة بين جربة وتل أبيب"
الاختراق الأمني
إبان الثورة التونسية صدم التوانسة وهم يرون شهداء الكرامة يقتلون برصاص مكتوب عليه بالعبرية "صنع في إسرائيل " وعن تغلغل اسرائيل وجهاز الموساد خاصة في تونس يقول الكحلاوي: "بعد اغتيال أبو جهاد بات واضحا للعيان التغلغل الأمني للصهاينة في تونس فالمخابرات الإسرائلية كانت على ذمة بن علي لمقاومة ما يسمّى بالإرهاب وتورّط النظام إلى حدّ النخاع في التطبيع مع إسرائيل فمهّد بدوره للقطاع الخاصّ أن يدخل في علاقات تطبيع..وكنّا قد اكتشفنا المقرّ الفعلي للسفارة الإسرائلية بتونس وهوعبارة عن فيلا بالمتيال فيل. وحتىّ حادثة الغريبة التي اتهمت فيها السلفية الجهادية تبدو مفبركة لأن قانون الإرهاب وبن علي كانا على علاقة بهذه الحادثة اذ أن تنفيذها كان يخدم عملية الانخراط فيما يسمّى بالحلف الدولي على الإرهاب كما أن بلحسن الطرابلسي هو الابن المدلّل ورجل الموساد في تونس ..علما أن اسرائيل ومنذ سنوات بدأت تشتغل على استمالة الجامعيين والطلبة عملا بمقولة شارون الشهير"مستقبل إسرائيل سوف يوجد في الجامعات وليس في الثكنات".

محطات للتطبيع..
مبعوث المجلس الاقتصادي والاجتماعي
انعقد ايام 19 و20 و21 من شهر ماي 2009 بالعاصمة الاسبانية مدريد مؤتمر في اطار مشروع «ترسميد3». و من بين اهداف المشروع المعلنة «تعزيزالوظيفة الاستشارية للهيئات العاملة في الحقول الاقتصادية والاجتماعية في الفضاء الأورومتوسطي.» و»دعم الحوار وتوثيق علاقات الجوارالمبنية على التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي.»
وشاركت في اللقاء وفود من الكيان الصهيوني ومصر والجزائر والاردن ولبنان والمغرب والسلطة الفلسطينية وتونس التي ترأس وفدها مبعوث عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
منتديات.. للتطبيع
وفي هذا الإطار شارك وفد تونسي في «منتدى الشباب الدولي» بشرم الشيخ (مصر) من 2 إلى 4 سبتمبر 2007 إلى جانب وفد صهيوني دعته اللجنة المنظمة «حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام» رغم الجدل والإحتجاجات التي أثارتها دعوة الوفد الصهيوني. قال شباب من تونس أنهم شاركوا عديد المرات في ندوات ومنتديات إلى جانب وفود صهيونية ولا يرون حرجا في ذلك. عن صحيفة «المصري اليوم».
«الحجّ» إلى نابل
أعلنت الطائفة اليهودية في تونس انها نظمت اول رحلة حج الي ولاية نابل عاصمة الوسط القبلي السياحية المطلة علي البحر الابيض المتوسط (65 كلم عن العاصمة) لزيارة ما تزعم انه القبر اليهودي المقدس، وشارك في هذه الرحلة عدد من يهود تونس والخارج ولا سيما فرنسا حيث استمعوا الى الحاخام الأكبر وهو يتلو آيات من التوراة، مع العلم ان اليهود عادة ما يحجون الي جزيرة جربة بشكل سنوي لزيارة أقدم كنيس يهودي في افريقيا.
وقالت المسؤولة عن الترويج للحدث مونيك حايون، المنحدرة من نابل والتي تقيم في فرنسا: ان رحلة الحج الى المقبرة اليهودية في المدينة حيث يوجد مقام الحاخام يعقوب حصلت في 16 اغسطس 2009 وتقدمها الحاخام الاكبر للطائفة في تونس حاييم بيتان الذي حضر الى نابل للمرة الأولى.

رضا الباهي (سينمائي) :شركة إسرائيلية عرضت مليون دولار لتوزيع «الخطاف لا يموت في القدس» ورفضت!!
«الخطاف لا يموت في القدس» ذلك هو عنوان فيلم المخرج السينمائي التونسي رضا الباهي الذي أخرجه منتصف التسعينات وشنّت عليه آنذاك حملة شعواء تتهمه فيه بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل خاصة من طرف الصحافة المصرية والفنانين المصريين... اليوم وعلى خلفية تداعيات بند التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم والجدل القائم بشأنه حول إدراجه في العهد الجمهوري تمهيدا لتضمينه بالدستور أثير في الآونة الاخيرة نقاش حاد واتهامات متبادلة بين أطراف عدة أتهم بعضها بالتطبيع وخاصة من بين الجامعيين والمثقفين والسينمائيين الذي كان رضا الباهي أحدهم.
ولمعرفة الحقيقة حول ما قيل ويقال إتصلنا برضا الباهي الذي أفادنا : عكس ما روّج وإذا أردنا أن نعود بالذاكرة الى أكثر من 15 سنة فإن فيلم «الخطاف لا يموت في القدس» الذي صوّر في القدس كانت بموافقة مسبقة من ياسر عرفات ومن منظمة التحرير الفلسطينية.. وإتهامي أني هرولت للتطبيع مع إسرائيل قول مردود على أصحابه.. وحملة مغرضة تعرضت لها..فأنا وفي نفس هذا الفيلم كانت هناك حملة تدحض ما وقع تداوله مفادها : لا سلام ..لا سلام مع اسرائيل، كما تنبأت آنذاك وفي منصف التسعينات وفي نفس الفيلم بأن الفلسطيني سيقتل بسلاح أخيه الفلسطيني علما وأنه آنذاك مازالت حركة حماس لم يشتد عودها بعد ولم تدخل في صدام مباشر ومفتوح مع فتح...
وأريد أن أشير هنا إلى أن معادلة التطبيع الذي أؤكد أنه شأن فلسطيني بالدرجة الأولى سهلة.. فالعودة الى حدود 67 وتحرير الأرض المستعمرة من الكيان الصهيوني قد يجعلنا نفكر وليس نقرر التطبيع.. وهذا الحل تبناه حتى أوباما... وأريد أن أؤكد هنا أن حملة التشهير التي استهدفتني كانت في إطار حرب يشنها مثقفون عرب على المثقفين التونسيين وأذكر هنا المثقفين المصريين الذين يعيشون تطبيعا معلنا مع إسرائيل منذ كامب ديفيد ويتربصون بأي عربي ليكلون إليه التهم الجزاف فأنا دخلت الى إسرائيل بجواز سفر فرنسي وليس تونسيا حتى لا توضع التأشيرة الإسرائيلية على جوازي كعربي (وهو ما يفرحهم كثيرا) كما أن الشركة المنتجة كانت شركة فلسطينية وحتى وإن استعانت ببعض الفنيين اليهود فهذا ليس مبررا كافيا للاتهام بالتطبيع، فأنا لم أرد التصوير بخيمات اللاجئين بجنوب لبنان مثلا..
ويضيف رضا الباهي : ما لا يعلمه الكثيرون أن شركة قلوبيس الاسرائيلية عرضت مليون دولار لتوزيع فيلم «الخطاف لا يموت في القدس» ورفضت .. وفيلمي ممنوع من العرض لهذه الاسباب من القناة الفرنسية المساهمة في الانتاج (canal +) فالخطاف لا يموت في القدس لا يعرض في إسرائيل مثل فيلم صمت القصور مثلا.
وفي الأخير أريد أن أقول شيئا قد يبدو صادما للكثيرين وهو أن لا سلام ممكن بين الاسرائيليين والفلسطينين والاسرائيليون لن يتزحزحوا قيد أنملة عما إستعمروه فأنا عشت عن قرب الواقع الفلسطيني -الاسرائيلي وأعرف حسب معطيات تفاصيل الحياة اليومية أن لا سلام ممكن بينهما عاجلا أو آجلا»...

الحبيب القزدغلي : التطبيع ضجة أثارها البعض للإفلات من التزام حداثي
لم تكن الجالية اليهودية في تونس بعيدة عن الدراسات الأكاديمية في الجامعة التونسية. فالعديد من الباحثين اشتغل على هذه المسألة ومنهم الدكتورالحبيب القزدغلي الذي بحث في تاريخ الجماعات الأثنية والدينية في تونس. ورغم تمسّك الدكتور القزدغلي بواجبه كباحث أكاديمي وعليه التحلّي بالمصداقية والموضوعية فإن أصابع الاتهام لا تنفكّ عن الإشارة إليه كتونسي وجامعي يقبل التطبيع مع إسرائيل؛ غير أن الأستاذ شدّد على كونه ضدّ التطبيع مع إسرائيل التي هضمت حقوق الشعب الفلسطيني بل ويقول: «تركّز اهتمامي حول تاريخ الجماعات الأثنية والدينية التي عاشت في تونس ولا تزال معالمها الدينية والثقافية حاضرة بيننا في العاصمة وفي غيرها من المدن، يمرأمامها آلاف التونسيين ويجهلون عنها كل شيء. فكان اهتمامي بالمجموعة اليونانية والمجموعة الروسية التي استقرت بتونس بعد الثورة الروسية والايطالية التي فرت من الفقرأو من الاضطهاد السياسي والبروتستنتية التي لجأت إلى بلادنا بسبب القهرالكاثوليكي وكذلك المالطيين.. وضمن هذا المسارالبحثي اندرجت أعمالي حول الجماعات اليهودية التونسية بفرعيها التونسي الأصيل الضارب في القدم و بفرعها القرني نسبة لمدينة ليفورنة الايطالية- وقد أثبتنا من خلال الوثائق والمصادرالتي اعتمدناها تعدد الاتجاهات داخل هذه المجموعة وأثبتنا أن الاتجاه الصهيوني لم ينتشربقوة داخل يهود تونس إلا غداة الحرب العالمية الثانية بتأثيرعوامل خارجية وفي مقدمتها تكوين دولة إسرائيل، وهو ما أكدته أيضا دراسات الزملاء الهادي التيمومي ومحمد العربي السنوسي. أما في فترة ما بين الحربين فقد سيطرالاتجاه الاندماجي الذي دعا إلى ضرورة الاستفادة القصوى من الحضورالفرنسي حيث طالبوا بتمكينهم من الجنسية الفرنسية ..
أما الاتجاه فقد نادى إلى ضرورة الانصهارفي المطالب الوطنية والاجتماعية التونسية حيث انخرط بعض أفراده في صفوف الحركة الدستورية وخاصة في صلب الحزب الشيوعي التونسي داعيا اليهود إلى عدم الانسياق وراء وعود الحركة الصهيونية والتمسّك بوطنهم تونس وقد تعرض العديد منهم إلى السجون والمنافي شأنهم شأن بقية التونسيين من أمثال بول صباغ ، جورج عدة، موريس نيزاروجاك بلعيش. «
التودّد للاتجاه الأصولي ..
وكان من الطبيعي أن يتم التفكير في تضمينها- ونحن بصدد الإعداد لدستور جديد- ضمن عقد حضاري أخلاقي وسياسي يؤكد العبقرية التونسية وإسهاماتها الخلاقة في التناغم مع العصر ومع القيم الإنسانية الكونية. فكانت فكرة تحرير عهد من القيم الثابتة يكون الأرضية الجامعة بين التونسيات والتونسيين رغم الاختلافات الطارئة التي يمكن أن تحدث بينهم في القضايا السياسية اليومية. هنا ثارت ضجة أحدثها المتمسكون بفهم منزو ومحافظ للهوية التونسية للإفلات من كل التزام مع بقية المواطنين ضمن عقد جمهوري أو مواطني فطرحوا مسائل جانبية مثل مسألة التطبيع- لبث الفرقة واغتنموا أول فرصة للخروج عن المجهود الجماعي الخلاق الذي كان ينجز- رغم الصعوبات والخلافات- منذ أشهرضمن الهيئة العليا فعلقوا مشاركتهم فترة قصد الضغط والابتزازولم يعودوا للحضورفي الجلسات إلا عند تأكدهم من بداية وقوع شرخ في مجلس الهيئة العليا وذلك على اثر سقوط «مجموعة الثلاث عشرة» في الفخ وإمضائهم على بيانهم الشهير توددا وعرضا لخدماتهم للاتجاه الأصولي في صورة فوزه في الانتخابات.
وأنا من موقعي»أدعو النخب على تنوعها حتى تعي دقة المرحلة وتتحمل مسؤولياتها التاريخية كاملة في القطع مع مظاهر الاستبداد والارتداد الحضاري و في المحافظة على مكاسب دولة الاستقلال الحداثية وهي عديدة بعيدا عن منطق المزايدات والحسابات الضيقة والسياسوية التي قد تمهد عن وعي أوغير وعي لقيام دكتاتورية جديدة ليس من الضروري أن يكون أصحابها من أقطاب النظام البائد.».

سليم بقة يفضح النظام :ثمن صفقة النفايات الإسرائيلية.. سليمان ورق وزيرا للتجارة
بات واضحا اليوم وبالأدلّة القاطعة الى أي درجة كان نظام بن علي متورّطا في التطبيع مع إسرائيل خاصّة على المستوى التجاري .. فالبواخرالاسرائيلية كانت ترسوفي الموانيء التونسية محمّلة بما شاء لها من السلع التي تمرّ عبر الديوانة دون قيد ولا شرط ..ومن بين السلع التي اخترقت حدودنا الرصاص ومسيلات الدموع التي قمع بها المخلوع الشعب التونسي إبان الثورة..
الصحفي سليم بقة لم ينفكّ عن فضح جرائم بن علي حيث صرّح في تصريح تلفزيوني بعيد سقوط النظام أنه خلال شهر ديسمبر غادرت ميناء بنزرت باخرة اسرائيلية هي»تاكا ايسلند»محمّلة ب7 الاف طنّ من النفايات الصناعية النووية التي تستخدم في مرحلة ثانية لصناعة الرصاص والأسلحة التي تستعمل لقتل الفلسطنيين ..وحسب نفس اللقاء التلفزي ذكر سليم بقة أن هذه الصفقة ثمنها قبضه مديرالديوانة السابق سليمان ورق الذي تقلّد في 9 جانفي منصب وزيرالتجارة رغم أن الظرف آنذاك لا يستدعي تغييروزير التجارة.

هل تكون الآثار جسرا للتطبيع؟
عرف قطاع الآثار ببلادنا اختلاسات واعتداءات جعلت وزارة الثقافة تتخذ عدة اجراءات لعل أبرزها بعث لجنة تقصي الحقائق حول الفساد . كما تم اصدار قرار ايقاف عدد من المديرين عن نشاطهم.. كل ذلك من أجل حل أبرز لغز يخص الاستيلاء على قطع أثرية وما يلف قضية تعامل بلحسن الطرابلسي مع الاسرائيليين وتفريطه لعدة منقوشات عبرية كانت موجودة في مخازن المعهد الوطني للتراث ومن ناحية أخرى فإن امكانية تهريب منقوشات عبرية من مقبرتين واحدة بالشمال الغربي وأخرى بالوسط تظل واردة هذه الأيام في انتظار التأكد بعد إجراء التحقيقات اللازمة في قادم الأسابيع خاصة أن نفوذ أفراد من العائلة المالكة في نظام المخلوع كان قويا ومؤثرا على عدة أطراف بإمكانها تسهيل عملية تهريب هذه المنقوشات لاسرائيل في مرحلة أخرى..
التحقيقات الجارية هذه الايام ستكشف دون أدنى شك ما إذا تم فعلا الاستيلاء على هذه المنقوشات من عدمه خاصة أن المدير العام السابق للمعهد الوطني للآثار يقبع اليوم في السجن مما يعني أن أطرافا أخرى لها علاقة بهذه المسألة.
سيتم التحقيق معها لكشف كل الملابسات التي رافقت هذه الاختلاسات.
غرسل بن عبد العفو

بيريز الطرابلسي (المتحدث باسم الجالية اليهودية في تونس) :نحن توانسة ..وليست لدينا علاقة لا بإسرائيل ولا بالصهيونية
منذ أكثر من 2500 سنة استوطن اليهود بتونس وعاشوا في إنسجام واضح مع أهل البلاد وطوال تاريخ وجودهم لم تحدث أية مشكلة بينهم وبين أهل البلد الى درجة الإندماج التام على مستوى الخصوصيات الحضارية للبلد والتقاليد والعادات.. ومنذ وجودها لم تبرز أية نزعة تشكّك في ولائهم لتونس كبلد طبيعي لهم..
وإذا كان عدد اليهود في تونس منتصف الخمسينات يناهز 200 ألف يهودي ولعل ما رجّح آنذاك كفة ضرورة وجودهم في المجلس التأسيسي كأندري باروش وآلبار بسيس الذي وصل الى أرفع المناصب مثل باروش ولم يكتفوا بالمجلس التأسيسي حيث تقلّد بسيس حقيبة وزارة التعمير ولو أن الظرف المكاني والزماني مختلف حاليا إذا لم يعد عدد يهود تونس يتجاوز 1400 يهودي بعد الهجرة الاندماجية الى فرنسا والهجرة الى اسرائيل بعد حرب 67 وانتصار إسرائيل.. وبالتالي فإن حل من تحدثنا إليه من اليهود هو العيش بسلام وبدون مشاكل وكذلك بدون مطامح سياسية وحول ذلك يقول بيراس الطرابلسي المتحدث باسم الجالية اليهودية في تونس، نحن «توانسة» وليس لدينا أي دخل بإسرائيل أو أي علاقة بالصهيونية العالمية فهنا ولدنا وهنا سنموت.. ما بقي من اليهود الآن رفضوا الهجرة الى فرنسا والى اسرائيل وتمسكوا بجذورهم التونسية وبهذه الارض التي نحبها ونحب أهلها..
وليس لدينا مكانا آخر نذهب اليه فنحن رفضنا الهجرة الى اسرائيل بعد 67 عكس الباقين من اليهود الذين هاجروا بعد هذا التاريخ أو مع بداية تجربة التعاضد في تونس وتضرر مصالحهم في تونس . وعن الثورة يقول بيراس الطرابلسي: أنا كأي تونسي فرحت بنجاحها وبنهاية عهود من الاستبداد والخوف».

قمة المعلومات: التطبيع سرا وجهرا
مثلت قمّة المعلومات التي انعقدت في تونس نوفمبر 2005 فرصة لفضح النظام التونسي، وكشف العلاقة التي تربطه بالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. بدأ التطبيع مع الكيان الصهيوني في مطلع التسعينات من خلال الأحداث التالية:
*زيارة الحاخام الأكبر ليهود فرنسا «جوزيف ستريك» سنة 1992 بدعوة رسمية من ابن علي شخصيا، تحت غطاء أن هذا الحبرتونسي الأصل، ومن حقه العودة لزيارة موطنه الأصلي، الذي غادره في أكتوبر 1958 لما هاجرت عائلته إلى فرنسا. ولكن الجميع يعلم أن «جوزيف ستريك» من كبار المساندين لإسرائيل ولسياسة الليكود ولشارون بالذات.
*اجتماع الوزير بن يحيى مع نظيره الإسرائيلي «ايهود باراك» سنة 1995 في برشلونة، ووقعا اتفاقاً لإقامة علاقات ديبلوماسية، وافتتاح مكتبين تمثيليين في تونس وتل أبيب.
*أخيرا قيام «سيلفان شالوم» وزير خارجية الكيان الصهيوني بزيارة رسمية إلى تونس في ندوة المعلومات. (نوفمبر 2005) علما أن شالوم يعد من الصهاينة المتطرفين، وهوأكثر تطرفا حتى مقارنة بشارون. فهو مثلا يعارض خطة الفصل (الخروج من غزّة) ويشارك في معظم المؤتمرات ضد تطبيقها، وحاول قيادة المعركة من أجل طرحها على الاستفتاء الشعبي العام بهدف تأجيل تطبيق الخطة لوأدها في مهدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.