تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تباين في الآراء بين الولي والمربي ... واتفاق على وجوب وجود محطة بديلة للتقييم
قرار إلغاء «الكتريام»:
نشر في الصباح يوم 14 - 02 - 2009


مربون: تحفظات... واقتراحات
أولياء: لا جدوى من التقييمات المبكرة...
مدير عام التعليم الابتدائي: هذه خلفيات القرار... وأبعاده
تونس الصباح: فاجأ قرار الاعلان عن التخلي عن امتحان «الكتريام» الجميع.. اولياء ومربين واسرة تربوية باكملها..
ذلك ان مبادرة وزير التربية والتكوين بالافصاح عن هذا الموقف تم في اطار ندوة صحفية انعقد الثلاثاء الماضي ولم يكن اي من الاطراف يتوقع هكذا قرارا سيما وان المنشور الضابط لشروط وظروف انجاز هذا الامتحان صدرت ووزعت على مختلف المدارس لاحكام الاستعداد لهذا «الحدث» الذي يتواصل العمل به هذه السنة في انتظار ان يلغى من روزنامة الامتحانات «الوطنية» بدءا مع العام الدراسي القادم..
وقع المفاجأة اختلف في واقع الامر من طرف لاخر.. فلئن نزل القرار بردا وسلاما على الاولياء الذين طالما عارضوا اقراره بموعد الاعلان عنه منذ اكثر من سنتين وحتى انه وتحت ضغطهم ادرجت على التراتيب المنظمة له عديد التعديلات حتى لا نقول التنازلات مما افرغ المناظرة من محتواها ومن ابعادها واهدافها مع التحفظ طبعا على الفئة العمرية المستهدفة به.
في المقابل لم نسجل تحمسا بارزا لدى جانب من رجال التربية لاعلان الالغاء باعتبار الحاجة في مرحلة التعليم الاساسي الاولى الى محطة تقييمية جادة بعد الغاء «السيزيام» كشرط اساسي للارتقاء الى المرحلة الاعدادية.. فيما اعرب جانب اخر عن ارتياحه للمبادرة مع اقتراح بعض الحلول البديلة للتقييم.
اذن قرار الالغاء كما الاقرار جاء مباغتا ومفاجئ لم يتحسب له احد خارج اروقة ومكاتب الوزارة ومن يدري فقد يكون الأمر كذلك في الداخل وهو ما يدع الى التساؤل عما اذا كانت قرارات بمثل هذه الاهمية والحسم تطهى بمعزل عن اهل الذكر والاختصاص من الاسرة التربوية الموسعة ويحمل على التساؤل كذلك عن دور المجلس الاستشاري للتربية هذه الآلية التي اقرت منذ سنوات ولم نسمع عن تفعيلها ونشاطها شيئا يذكر خصوصا وان مثل هذا المجلس يفترض ان يجمع خيرة الاطراف التربوية والبيداغوجية الناشطة والمتقاعدة استئناسا بخبرتها وتجربتها وكفاءتها وكان يتعين قبل اضافة هذا الامتحان الى قائمة الامتحانات الوطنية الاخرى التروي والتحري والاصغاء الى آراء المتدخلين في العملية التربوية قبل التسرع في القرار ليكون مآله الطمس والالغاء بعد مدة من العمل له..
على كل «الصباح» فتحت ملف الامتحان التقييمي الجهوي للرابعة اساسي بعد 24 ساعة من اقرار العدول عنه ورصدت انطباعات وردود كل من الولي والمربي والمتفقد والمسؤول عن مرحلة التعليم الابتدائي بوزارة الاشراف وخرجت بهذه المواقف.

مربون: تحفظات... واقتراحات
قبل استعراض حصيلة ما رصدناه من آراء وردود فعل آنية حول اجراء الالغاء يجدر التذكير بان قرار وزير التربية والتكوين بالعدول عن امتحان الكتريام انبنى على جملة من العناصر والتقييمات ومنها الفترة المبكرة من عمر التلميذ التي يجرى فيها الاختبار لتقييم مردوده ومكتسباته وهي فترة لا تسمح حسب رأي الوزير باكساب التقييم الموضوعية اللازمة لتحديد نجاعته وجدواه لا سيما في ظل المؤشرات المتشابهة والمتقاربة التي تم تسجيلها في استقراء نتائج مقارنة بنظام الامتحان العادي قبل اقرار المناظرة وهو ما استوجب التخلي عنه بداية من العام القادم.
تحفظات ولكن..
هذا الاجراء طرحناه على عدد من رجال التعليم من معلمين مباشرين ومتقاعدين ومديري مدارس واطار تفقد ولم يخف الكثير منهم اندهاشهم لقرار الالغاء للطابع المباغت في الاعلان عنه حتى ان احد المدرسين لم يصدق ذلك للوهلة الاولى ووصفه بالاشاعة وبعد ان أكدنا له الامر اعرب عن تحفظه على القرار لاعتقاده ان التلنيذ تعود عليه وكذلك الولي والمربي ودخل وتيرة الحياة الدراسية ثم اضاف مستدركا «ان كان لا بد من التخلي عن «الكتريام» فالمطلوب ايجاد محطة تقييمية بديلة شرط ان تكون جدية تعزز رصيد الثقة في مناهج التقييم اذ لا يعقل ان يصل التلميذ الى الباكالوريا دون محطة تقييم جادة ولها من المصداقية ما يسمح بالوقوف على المستوى الحقيقي للتلميذ وللعملية التعليمية برمتها..»
في ذات السياق تحدث السيد أحمد مدير مدرسة مبديا في البداية استغرابه للقرار الذي لم يسمع به الا من خلالنا ولم يكن من المتحمسين له ذات الاسباب التي سبق ذكرها مضيفا قوله ان العائلة اصبحت اكثر وعيا ومتابعة لطفلها منذ السنة الاولى من دراسته ولم تعد مستقيلة عن دورها في الاحاطة به وهذه نقطة ايجابية تحسب لها وللتلميذ جراء اقرار مناظرة «الكتريام» التي تدرب التلميذ على اجواء الامتحان واصبح بمقتضاها الولي والتلميذ يوليان اهمية خاصة لمواد اساسية معينة وقد كان محدثنا من مؤيدي اقرار هذه المناظرة رغم تحفظه على طريقة تنفيذها والتسرع في اعتمادها باعتبارها تهدف الى تقييم مكتسبات التلميذ في السنة الرابعة اساسي في حدها الادنى ولم تكن تهدف الى تقييم مدى نبوغه وتميزه وهو ما يجعل مواضيعها في متناول التلميذ المتوسط او ما دونه مشيرا الى ان وجودها قد يكون بعد التقدم في اعتماد التجربة افضل من الغائها ما لم تتوفر محطة تقييمية بديلة.
وتشاطره الرأي السيدة منيرة المرعي التي تعتبر التقييم مرحلة اساسية ومحطة يتعين التوقف عندها في الابتدائي لتدارك نقائص المردود التربوي للتلميذ ودعم مكتسباته.
محطة يتيمة
وشدد من جهته السيد نور الدين مدير مدرسة على أهمية المحطة ان لم تكن محطات تقييمية في المرحلة الابتدائية باعتبارها المقياس الموضوعي لتقييم مكتسبات التلميذ وقيس مدى نجاعة المناهج والبرامج التربوية معتبرا ان هذه المناظرة وفي غياب «السيزيام» تبقى المحطة الوحيدة المتاحة لرصد وتقييم مستوى التلميذ كما انها شكلت حافزا للأولياء لمزيد العناية باطفالهم ومراقبة دراستهم والاهتمام بمشوارهم الدراسي منذ الصغر.. مطالبا بضرورة وجود محطة تقييمية ثابتة وقارة قبل سن الثانية عشر قائلا «كمرب وبحكم التجربة الطويلة التي قضيتها في التدريس والاشراف افضل ان تكون هذه المحطة في الرابعة او السادسة على ان تكون وطنية ومواضيعها موحدة لكافة التلاميذ وان يقع احتساب معدلها في الارتقاء او الرسوب دون اللجوء الى احتساب المعدل السنوي ليكون التقييم اكثر مصداقية ودقة وموضوعية.
على الطرف الآخر عبرت السيدة هالة معلمة عن ارتياحها لقرار الالغاء الذي لم تكن متحمسة له منذ البداية على غرار العديد من زملائها كما تقول لما فيه من حكم جزافي على التلاميذ في سن مبكرة جدا ولما يخلفه لدى الأولياء من سباق وتسابق نحو الدروس الخصوصية لان غايتهم اصبحت النتائج والتميز دون ادنى اعتبارات اخرى.
ويوافقها الرأي السيد حسن نصر معلم الذي وصف قرار المناظرة بالمتسرع والمرتجل عند اقراره وكان لا بد من الغائه وهي نتيجة طبيعية لكنه أكد اهمية ايجاد محطة تقييمية مقترحا ان يتم التفكير بجدية في اعادة العمل ب«السيزيام» كامتحان وطني ملزم للجميع شريطة احكام الاعداد والتحضير الجيد لهذه المحطة وطرح الموضوع في مستوى مجلس استشاري موسع يضم الاسرة التربوية ليكون الاصلاح مبنيا على اسس متينة وصلبة بعيدا عن القرارات الترقيعية المرتجلة.
تساؤلات مشروعة
من جهته وصف السيد الشريف بن حسين معلم متقاعد مناظرة الرابعة ابتدائي بالقرار المرتجل وقد تم الاعلان عنه دون تشريك او استشارة المعلمين والمتفقدين مما خلق بلبلة في صفوف الادارات الجهوية واسرة التعليم عامة بمجرد اقراره خلال الموسم الدراسي 2006/2007. ووصف ظروف اجراء المناظزة ب«المهزلة» عند التطبيق باعتبار ان عملية المراقبة تتم من طرف المعلم الاصلي للتلميذ او مدير المدرسة واحيانا يتم تلقين بعض الاجابات لبلوغ نسبة 100% من النجاح استغفالا للولي وللوزارة وان كانت هذه الاخيرة تتحمل المسؤولية بدرجة كبيرة لانها لم تحط ظروف المناظرة بالجدية اللازمة لانجاحها فاتحة المجال لبروز الكتب الموازية الخاصة بالمناظرة تحت عناوين رنانة.
لتبقى النقطة الايجابية مرتبطة بعملية الاصلاح التي تتم في كنف الشفافية خارج المدارس الاصلية للامتحان وان كان المعلم المصلح لا يتقاضى مقابلا في غياب الاعتمادات المخصصة للاصلاح وهو ما دفع ببعض الادارات الجهوية للتعليم الى الاجتهاد في تدبر بعض الاموال من مديري المدارس لهذه العملية.
وتساءل السيد بن حسين في استنكار عن الاطراف التي شركتها وزارة التربية بالرأي عند الاعلان عن المناظرة والتراجع عنها؟ وعن مبررات التغاضي عن احكام الاعداد المادي قبل اقرارها من حيث توفير الاوراق والمطبوعات والحبر وتسهيل التنقلات) مع اقرار العمل بمجانية الاصلاح؟! مقترحا ضرورة اعادة مناظرة السادسة لوقف نزيف تدني المستوى التعليمي باعتبار ان هذه المحطة كانت حافزا للجميع للعمل والتفاتي والجدية.. وطالب بضرورة الشروع في تدريس الفرنسية من السنة الثانية عوضا عن الثالثة بحكم الفجوة التعليمية العميقة بين برنامج الثالثة والرابعة.
وختم تدخله باقتراح اسناد جائزة سنوية معتبرة للمعلم المتفاني في عمله واخلاقه.
جدوى الامتحان محل تساؤل
ويرى السيد عبد السلام بوزيد متفقد تعليم ابتدائي ان تقييم مكتسبات التلميذ في مرحلة ما من مساره التعليمي الابتدائي يمكن ان تتم عبر عينة محددة تمثل مختلف مستويات التلاميذ ولا تقتضي بالضرورة اخضاع الجميع لامتحان تقييمي معمم خاصة في هذه المرحلة وبالشكل او المنحى الذي اتخذته المناظرة وهو ما جعل جدواها محل تساؤلات صلب الاسرة التربوية الموسعة وتم بالتالي التخلي عنها دون ان يعني ذلك بالضرورة التخلي الكلي عن محطات التقييم التي تعد اساسية في مستويات محددة من مراحل التعليم قبل بلوغ الباكالوريا.
أولياء: لا جدوى من التقييمات المبكرة...
من جهة الأولياء كان الانطباع وتوافق الآراء شبه حاصل والامر من مأتاه لا يستغرب باعتبارهم اول من عارض المناظرة ثم قبولها على مضض بعد التنازلات التي اقرتها الوزارة تحت ضغط موقفهم السيدة نائلة موظفة وصفت المناظرة ومبرراتها بغير المقنعة منذ البداية لانها لا يمكن ان تفضي الى تقييم موضوعي لمكتسبات التلميذ في سن التاسعة او العاشرة وهو الرأي الذي اورده السيد بن محمود اطار بنكي الذي يرفض فكرة حمل الطفل على مواجهة غول الامتحان في مثل هذه السن المبكرة رغم انه ليس له طفل في سن الدراسة ولم يتزوج.
أما السيد عادل فيرى ان التقييمات المبكرة تفرز ظاهرة سلبية لدى الولي والتلميذ وحتى المعلم وهي اللهث وراء النتائج والانشغال بالاعداد وان كان ذلك على حساب المستوى الحقيقي والدليل على ذلك الجري وراء الدروس الخصوصية وتشاطره هذا الرأي احدى الامهات ممرضة التي اثلج صدرها قرار وزير التربية وازاج عنها كابوسا ثقيلا سيما وانه كان يفترض ان تجتاز ابنتها هذه المناظرة السنة القادمة وبهذا التخلي يكون قد ازيحت غمة عن قلبها على حد تعبيرها.
ورغم اعتقادها ان تأخير التقييم الى السيزيام مقترحا غير شعبوي فقد تمسكت به احدى المستجوبات معتبرة اعادة العمل بهذه المناظرة التي فقدت كل مقوماتها واهدافها بجعلها اختيارية الحل الانسب المتاح لتقييم المردود الحقيقي للتلميذ داعية الى العمل على التحضير النفسي والذهني الجيد للتلميذ كما الولي وتشريكهم بالرأي والمقترح حول هذا الشأن من خلال فتح ابواب الحوار الصريح والتلقائي وفسح المجال بكل حرية للاصغاء لمختلف الآراء مهما تباينت واختلفت حتى تكون مصلحة التلميذ الفضلى الفيصل في هذه المسألة وشجبت آمال زعيم ربة بيت القرارات المتسرعة التي دأبت على اتخاذها وزارة التربية باقرارها مناظرة «الكتريام» و«السيزيام» بشكلها الاختياري والتخلي عن «النوفيام» كمحطة اساسية ومفصلية للارتقاء الى المعاهد الثانوية.. مشددة على ضرورة التريث والاستشارة الموسعة لاهل الذكر بما في ذلك الاولياء عند اقرار اصلاحات تتعلق بمصير ابنائهم وليس اهم من الامتحان بالنسبة للعائلة التونسية.
من جهتها لوحت خالتي وردة عاملة منزلية بمرارة ان «القراية بالمناظرة او بدونها لم تجد نفعا مع ابنيها» مبررة ذلك بان «الدراسة صعبت ومخ صغارها موش في القراية».
على نقيض هذه الآراء ارتأت احدى السيدات التي يجتاز طفلها المناظرة هذه السنة ان مثل هذه المحطة تعود الطفل منذ سنته الاولى على المثابرة والبحث عن تعزيز مكتسباته وعلى الحصول على احسن النتائج وجعل التميز هدفا منشودا في مختلف المستويات.. وهي في نظرها حافزا مهما للتفوق بالنسبة للتلميذ وآلية لتقييم المستوى الحقيقي له بالنسبة الى الولي وهو ما جعلها تحرص على مرافقة طفلها في دراسته واعداده الجيد خاصة نفسيا لهذا الامتحان وقد ارتاح بالها عندما علمت ان قرار الالغاء يدخل حير التنفيذ العام القادم.
على ذكر ارتياح هذه المستجوبة نشير الى ان اثناء محاولة اجراء التحقيق بأحد المدارس الابتدائية وطلبنا مقابلة بعض تلاميذ السنة الرابعة نصحنا مديرها بعدم الحديث الان معهم في هذا الموضوع لعدم المامهم بالقرار وخشية ان يؤثر ذلك على تركيزهم ويدخل البلبلة في نفوسهم خصوصا وانه سيشرع في اعتماده بداية من العام القادم ولا ينسحب بالتالي على دورة 2009.
لهذا حولنا وجهتنا الى الأولياء ولم نعثر لسوء الحظ عند اجراء الاستجواب الميداني على عينات يتابع ابناءها تعليمهم بهذه السنة باستثناء السيدة التي ايدت المناظرة.
مدير عام التعليم الابتدائي: هذه خلفيات القرار... وأبعاده
حول أبعاد قرار الغاء مناظرة «الكتريام» والتصورات البديلة المقترحة لاضفاء ثقة ونجاعة اكبر على عملية التقييم طرحنا الموضوع على مدير عام التعليم الابتدائي بوزارة التربية والتكوين السيد صادق دحيدح الذي صرح بان قرار الالغاء جاء نتيجة تشخيص بعض العوامل والحقائق ومنها ان اجراء الامتحان يتم في مرحلة مبكرة من المسار الدراسي للتلميذ وهو ما قد يفقده بعض الموضوعية والدقة في ضبط نتائج عملية التقييم والتي لم تبرز خلال السنوات الاولى لهذه التجربة اختلافا او تباينا جليا في مؤشرات النجاح كما الرسوب وتقاربت النتائج في هذا الشأن بنظام الامتحان القديم او باقرار العمل «المناظرة» خصوصا بعد التسامح او التنازلات التي سجلت في مستوى صياغة وتحديد شروط النجاح والاسعاف وهو ما افقد الامتحان موضوعيته ونجاعته المنشودة. كما ان الاعتماد على آلية الامتحان الاقليمي او الجهوي وبالتالي اقتراح مواضيع غير موحدة ومتفاوتة من حيث المضامين وقدرات التلاميذ لا يمكن ان يكون مقياسا دقيقا في الحكم على مردود عشرات آلاف التلاميذ المتقدمين لهذه المناظرة فيما تظل مقاييس الاصلاح واحدة هذا دون اعتبار اختلاف ظروف اجرائها. لذا يرى البيداغوجيون حسب محدثنا ان الامتحان الوطني اكثر تقنية ومصداقية عند التقييم والوقوف على نجاعة العملية التربوية ومردوديتها لشمولية العينات الممتحنة واختبارها في ذات المواد والمواضيع وحسب ذات المعايير والمقاييس عند التقييم. ولان الجميع يتفق على ضرورة وجود محطة للتقيم فان مناظرة «السيزيام» تشكل حاليا الآلية الأكثر ملاءمة وانسجاما مع هذا التوجه على ان يقع استقطاب وتحفيز اكبر عدد من التلاميذ المعنيين بها للتقدم لاجتيازها بما يوفر مقومات التقييم العلمي والموضوعي مع التحضير الذهني والبيداغوجي الجيد للتلاميذ لاجتياز هذه المناظرة وايلائها الجدية اللازمة رغم طابعها الاختياري لان الامتحان فن وعلم ولا بد من توفر كافة الشروط والضوابط المقرة له ضمانا لجدواه ونجاعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.