تونس - الصباح استفهامات كبيرة وتساؤلات حائرة تعتمل في أذهان الأولياء والمربين بعد إلغاء نظام التقييم الجديد والعود إلى معايير التقييم المتداولة وفق المقاربة بالكفايات الأساسية,وفي ظل الصمت الرهيب للجهات المسؤولة عن تقديم الإيضاحات اللازمة للرأي العام غذى هذا الفراغ كل ضروب الاستنتاجات والتخمينات حول إمكانية عودة الكتريام ومن ثمة إجهاض السيزيام كمحطة تقييمية مقترحة بديلا عن امتحان الرابعة أساسي. هذا الاستنتاج يجد في التعليمة الأخيرة الواردة بالمذكرة الصادرة عن وزارة التربية والتكوين أرضية ملائمة بالتنصيص على ''مواصلة العمل خلال السنة الدراسية الجارية طبقا للتراتيب المعتمدة سابقا سواء فيما يتعلق بدفتر التقييم والمتابعة أو بالإرتقاء والرسوب'' هكذا يصبح كل شيء واردا وكل التخمينات متاحة وجائزة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك وتنقشع سحابة الصمت والتكتم التي تشكل ملاذ وزارة الإشراف حاليا. يذكر أنّ امتحان الكتريام تقررالعدول عنه بدءا من الموسم الدراسي الحالي بعد تجربة قصيرة لم تعمر طويلا أثارت ردود أفعال متباينة راوحت بين مناصرتها من بعض الأطراف التربوية التي ترى فيها محطة تقييمية يتوجب التوقف عندها لقيس درجة مردودية العملية التربوية برمتها بتقييم مردود التلميذ والمؤسسة على اعتبارها المحطة الوحيدة المعتمدة على مدى ست سنوات من الدراسة الابتدائية.. فيما أوجس منها الأولياء وبعض الأوساط التربوية ريبة وتشكيكا في نجاعتها استنادا إلى أنّ مثل هذا التقييم الجزائي يأتي في وقت مبكر من عمر التلميذ ومن المرحلة الدراسية الأساسية وبالتالي يصعب الأخذ بنتائجها بصفة موضوعية . يعود الجدل من جديد إذن إلى سطح القضايا التربوية وتعود عجلة الإصلاحات تقهقرا إلى الوراء أو لعلها تقفز خطوة أخرى إلى الأمام...لاشيء واضح ولامعلومات دقيقة تشفي الفضول وتنفض غبار الغموض والضبابية الذي يلف القرارات المعلنة في قطاع من أشد القطاعات أهمية وتأثيرا في نحت عقل وقيم رجل الغد. ربما تكون المداولات الجارية بقبة مجلس النواب هذه الأيام مناسبة لإثارة هذه القضايا بكل عمق عند مناقشة الباب المتعلق بوزارة التربية والتكوين عساها تأتي بالجواب الشافي والمقنع.