تونس الصباح ... منذ الاعلان عن قرار الغاء امتحان «الكتريام» الشتاء المنقضي تسربت داخل الأوساط العائلية والتربوية اخبار وتخمينات عدة حول مصير مناظرة «السيزيام».. هذه الآلية التقييمية الاختيارية حاليا التي تشكلت على انقاض امتحان السادسة ابتدائي الذي رافق اجيالا متعددة من المتمدرسين وكان عبوره محطة اجبارية في مسار التلاميذ كآلية انتقائية. وربطت التأويلات والاشاعات المتداولة بين تأجيل الشروع في تطبيق اجراء الغاء امتحان الرابعة اساسي الى السنة الدراسية القادمة (2010) رغم الاعلان عنه مبكرا هذا العام وبين الترتيب لعودة «السيزيام» القديمة بصبغتها الاجبارية وكمحطة عبور رئيسية للمرحلة الاعدادية وتوظيف الجيز الزمني الفاصل بين الموسمين الدراسيين في الاعداد المحكم لاستعادة «السيزيام» مجد كرسيّها الغابر دائما حسب مروجي هكذا تخمين مدعمين قراءتهم الاستباقية للقرار النهائي لوزارة التربية والتكوين والذي لم يصدر بعد بغياب محطة تقييمية ناجعة وموضوعية خلال كامل المرحلة الاساسية الأولى بعد التخلي عن «الكتريام» وهو ما يقتضي في نظرهم العودة «للسيزيام» في ثوبها القديم.. في مقابل هذه القراءة تقلل بعض الآراء الأخرى المتداولة من قوة حجة هذا التخمين على اعتبار انه ليس من الهيّن الرجوع عن قرارات رسمية اتخذت سابقا وشكلت منعرجا حاسما في المنظومة التربوية ككل وفي حياة العائلة التونسية التي رحبت باجراء الغاء السيزيام.. فهل تعود الممحاة من جديد لفسخ ما سبق من اجراءات والعودة الى نقطة الصفر أم ان قاطرة الاصلاح ستواصل جذب القطار الى الأمام نحو ايجاد صيغة مدروسة وجادة قادرة على توفير كلية تقويمية لمردودية عملية التعلم وما احوجنا اليها في هذه المرحلة وهل لتساؤلات وحيرة الأسر التونسية من رد يقين يقطع طريق الشك والشائعات ويحدد التوجه الرسمي والنهائي قبل انطلاق السنة الدراسية الجديدة؟ الملف تحت الدرس الأمر الثابت راهنا ان توجه وزارة التربية والتكوين يسير نحو اعادة النظر في مناظرة «السيزيام» والملف حاليا تحت الدرس ولم يتسن الحصول على معلومات اضافية عن التوجهات او التعديلات التي ستطرأ على هذا الامتحان وان سبق لوزير التربية والتكوين السيد حاتم بن سالم ان نفى بصفة قطعية تعقيبا على سؤال «الصباح» في هذا الموضوع خلال ندوة صحفية نفى العودة الى «السيزيام» في صبغتها القديمة المعتمدة على التقويم الانتقائي المؤدي الى النجاح او الرسوب واكد في المقابل وجوب توفر محطة تقييمية بالابتدائي بديلة «للكتريام» بعد التخلي عنها تتيح التوقف عند مردود التلميذ والعملية التربوية خلال هذه المرحلة من نظام التعليم الاساسي دون تقديم تفاصيل ضافية حول ملامح «السيزيام» الجديدة. في ذات السياق وعلى هامش اللقاء الصحفي كانت توفرت لنا افكار أولية حول طبخة المراجعة المنتظرة حيث يسير التفكير نحو ايجاد صيغة تضمن مشاركة كافة تلاميذ السادسة اساسي في المناظرة على اعتبار ان الترشح لها حاليا اختياريا في مستوى الارتقاء للسنة السابعة واجباريا فقط للارتقاء للمدارس الاعدادية.. وبطبيعة الحال لا يمكن ان يكون التقويم جديا وموضوعيا في غياب المشاركة المكثفة للتلاميذ في هذا الامتحان وهو ما يرشح ان تكون مبدإ مشاركة عموم التلاميذ متأكدة مستقبلا. لكن عن طبيعة نظام التقويم ومعاييره وعن امكانية اعتماد ادماج المعدات المتحصل عليها اثناء السنة الدراسية صلب مقاييس امتحان السيزيام لم تتحدد التصورات بعد بل الاصح اننا لم نتمكن من اختراق التكتم حولها ونأمل ان يطول ذلك أكثر وان تبادر الوزارة الى الكشف والاعلان عن تفاصيل «السيزيام» في شكلها الجديد وتبديد حيرة العائلات المعنية بهذا الامتحان عاجلا أم آجلا..