من بين المفاجآت التي حصلت لي وثلة من الزملاء الصحفيين خلال زيارة عمل الى طهران قبل أعوام استقبال الايرانيين والايرانيات للعائدين من السفر في المطار بالورود الجميلة.. وتوديع المغادرين بمثلها.. وصادف أن كنا في شهر رمضان المعظم وقبيل عيد الفطر فرأيت الناس يتسابقون في شراء باقات الورود لتبادلها في شكل هدايا العيد.. بعيدا عن "الهمهاما" و"السكريات" وأطباق "البقلاوة" وأخواتها.. من حزب " الكوليستيرول ".. وخلال دردشتنا مع سفير تونس في طهران فهمنا أن الايرانيين كانوا ولايزالون ( بعد حوالي 30 عاما عن رحيل الشاه " المتغرب") يحتفلون بأعياد الربيع والورود الموروثة عن عهود الفرس القدامى أكثر مما يحتفلون بمواسم الذبائح و" الزرد"..بخلاف ما عليه الامر في غالبية الدول العربية.. رغم اعتزاز الايرانيين بهويتهم الاسلامية مثلنا وأحيانا أكثر منا.. + تذكرت مشاهد الزهور بين أيدي الايرانيين والايرانيات وأنا أطالع منذ أيام ما ينشر في الانترنات وبعض المواقع من حملات "تكفير" لمن يحتفل بعيد الحب.. ويفكر في اهداء وردة حمراء الى حبيبته أو حبيبه..؟؟ غريب أمرنا نحن العرب.. كأن البعض حكم علينا أن نبقى متخلفين.. وندور في حلقة مفرغة.. بما في ذلك من خلال رفض الورود التي ترمز الى الرومنطيقية والمودة والرحمة والتحابب.. ++ بصراحة لقد حان الوقت ليثور فيه عشاق الورود الجميلة على عشاق " الأشواك".. ولتحيا كل أعياد الحب.. ومزيدا من تبادل هدايا الزهور والورود.