قضت محكمة أمريكية لفائدة سيدة مات زوجها وهو في ال55 من عمره بسبب السجائر التي كانت وراء اصابته بالسرطان عام 1997. المحكمة قررت تغريم شركة صنع السجائر الامريكية ب8 ملايين دولار (8 مليار سنتيم.. أي ما قيمته حوالي 12 مليار مليم تونسي حاليا).. بسبب مسؤوليتها في اصابة زوجها وأب ابنها بالسرطان.. على أن تسلم الشركة 3 ملايين دولار للزوجة ومليون دولار للابن و5 ملايين دولار للدولة في شكل خطية بسبب التسبب في ضرر للمجموعة. الزوجة طالبت بتعويضات قيمتها 130 مليون دولار (أي حوالي 200مليار مليم تونسي) من شركة التبغ.. لكن المحكمة خفضت قيمة المبلغ بعد أن تأكدت أن الضحية يتحمل ثلثي المسؤولية تقريبا.. بسبب تناوله 60 سيجارة يوميا (3 علب).. القصة تتجاوز هذه الشركة الامريكية المنتجة للسجاير القاتلة والسيدة التي أصرت على مقاضاتها.. مما شجع عشرات الالاف من امثالها باللجوء الى المحاكم.. ضد "القتلة ببطء".. وحسب الاحصائيات الرسمية التونسية فان ما بين 6 الاف و7 الاف تونسي وتونسية يموتون سنويا بسبب السجائر.. وهو ما دعا المسؤولين الى تنظيم حملات توعية وتحسيس واعتبار عام 2009 عام مكافحة التدخين في تونس.. المبادرة مهمة جدا.. وهي تساعد في نفس الوقت على محاربة تعاطي المخدرات التي تبدأ غالبا مع سيجارة محشوة بمواد ممنوعة من الحجم "الخفيف".. تسرب للشباب.. والمراهقين من الجنسين. لكن لم لا نمضي بحزم أكبر في تجسيم القرارات التي قامت بها الدول المتقدمة التي نجحت في تخفيض نسبة المدخنين الى اقل من 20 بالمائة وعلى راسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا.. حيث منع التدخين (والشيشة) قولا وفعلا في كل الاماكن العمومية بما في ذلك الحانات والمطاعم والمقاهي وصالونات الشاي.. فضلا عن المدارس والمعاهد والجامعات ومحطات النقل والمستشفيات والمطارات؟ الفرصة لا تزال قائمة أمامنا.. لمحاربة افة السرطان.. والحد من ضحايا الشيشة والدخان.