التجار يشتكون ويطالبون بالتمديد تونس-الصباح: يبدو ان التوجه سائر لدى وزارة التجارة والصناعات التقليدية للتمديد في فترة التخفيضات الشتوية الى موفى شهر مارس المقبل ليمتد "الصولد" على مدى شهرين كاملين. وحسب مصادرنا فان التجّار اشتكوا من قلة الاقبال ومن ضعف الحركة التجارية .وأوعزوا ذلك لعدة أسباب أهمها الظروف المناخية التي عاشتها البلاد مؤخرا وخاصة البرد الشديد والأمطار التي جعلت المواطن يعكف في البيت ولا يتردد على المحلات التجارية الى جانب الوضع المادي لبعض العائلات وتعدد مصاريفها والتزاماتها الأخرى. أما المستهلك فالى جانب تأكيده لما جاء على لسان التجار فانه أضاف لذلك عدم وجود ما يستحق الذكر من بين المعروض متهما التاجر بعرض السلع القديمة التي لم تجد الرواج المطلوب خارج موسم الصولد والاكتفاء بتخفيض ضعيف -إن وجد- على الملابس الجديدة التي تحمل بصمات الموضة. التجار يشتكون من الركود وقد التقت "الصباح" ببعض التجار في ولاية اريانة والذين أجمعوا تقريبا على ضعف الحركة التجارية هذه الأيام وعدم مردودية "الصولد" هذا العام عكس السنوات الماضية. وذكرالسيد ياسين خماخم (تاجر أحذية) أن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب وأن موسم "الصولد" شهد في أيامه الأولى إقبالا هاما ،لكن بعد ذلك سجل تراجعا كبيرا في نسبة الاقبال. وأضاف ان السبب واضح ويتمثل خاصة في الظروف المناخية الصعبة والبرد الشديد والامطار التي ميزت الايام الاخيرة.واعتبر محدثنا أن قطاع الاحذية يعتبر من القطاعات التي حافظت على نسبة الاقبال العادي رغم النقص الطفيف آملا في تحرك الأمور أكثر في الايام الاخيرة ل"الصولد". من جهتها صرحت السيدة آمال بائعة في محل للملابس الجاهزة أن الركود متواصل وأن الحركة التجارية وان كانت أفضل بكثير عند "الصولد" فانها لم تحقق المأمول.وعبرت عن أملها في اقبال المواطن بعد أن يعود الطقس الى حالته الطبيعية من الصفاء والدفء. وطالبت بالتمديد في فترة الموسم حتى يتمكن التاجر من بيع السلع المتوفرة لديه وجلب ملابس الربيع والصيف التي يكون الاقبال عليها عادة خلال أشهر مارس وأفريل وماي. أما السيدة هاجر وهي صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة فقد عبرت عن قلقها من الركود المسجل وعدم اقبال المستهلك نافية أن تكون السلع المعروضة لديها قديمة أو بعيدة عن الذوق والموضة ومؤكدة أنه لا مجال للتلاعب ب"الصولد" الذي تبقى شروطه واجراءاته مضبوطة بالقانون وكل المخالفات تواجهها عقوبات وتتبعات من قبل المصالح الاقتصادية. وطالبت السيدة هاجر بالتمديد في موسم الصولد حتى لا يكون لضعف الموارد تأثيرات على التاجر وبالتالي تأثيرات على عمله ونشاطه الخاص بفترة الربيع والصيف. المستهلك في انتظار تحسن الطقس .. وتوفر السيولة ومن ناحيته برر المستهلك ضعف الاقبال بحالة الطقس وكذلك ضعف مقدرته الشرائية الى جانب شكوكه في مصداقية "الصولد" وقد تحث الينا السيد ناجي مؤكدا أن المعروض لا يرتقي الى مستوى الجودة وأنه على عكس الأغلبية لا يقتني حاجاته الا بعد انتهاء موسم التخفيضات ليقتني حسب الموضة والذوق.أما السيد صابر الجبابلي فقد أرجع سبب ضعف الاقبال على "الصولد" الى حالة الطقس مؤكدا أنه لا يشتري عادة لنفسه بل لزوجته وأبنائه وحالة الطقس لا تساعد على خروجهم من المنزل في مثل هذه الظروف المناخية مؤكدا على أن هناك فرص متاحة فعلا في "الصولد" الذي يجد فيه المستهلك ضالته في تخفيضات هامة. الآنسة حسناء كانت محملة بالحقائب مؤكدة انها تستغل موسم التخفيضات لاقتناء حاجاتها من الملابس والاحذية بأسعار أرخص وبتخفيضات هامة وجدية. مضيفة أنها لاحظت ضعف الاقبال وأرجعت ذلك الى حالة الطقس وأن الايام القادمة ستشهد عودة المستهلك الى الفضاءات التجارية.ودعت حسناء المستهلك الى ضرورة الانتباه من بعض مظاهر الغش التي تبقى قليلة مؤكدة مرة أخرى أن ال"الصولد" فرصة تساعد المستهلك على اقتناء حاجاته بأسعار أقل. قطاع الملابس الجاهزة والاحذية في الصدارة وحسب مصادر عليمة فقد تمّ إحصاء مشاركة حوالي 1243 مؤسسة تجاريّة وإحصاء كذلك 1848 نقطة بيع في كامل تراب الجمهوريّة في موسم التخفيضات الحالي. وتوزعت المحلات المشاركة في "الصولد" على تونس العاصمة التي كانت لها النسبة الأعلى من المشاركة ب774 نقطة بيع تنتمي الى 451 مؤسسة تجاريّة .و تراوحت نسب التخفيض المعلنة في تونس العاصمة ما بين 20 و80%. واحتلت ولاية أريانة المرتبة الثانية ب 397 نقطة بيع وتراوحت نسب التخفيض المعتمدة ما بين 20 و80% كذلك. وتأتي في المرتبة الثالثة ولاية سوسة ثم صفاقس وبنزرت... وشاركت جميع ولايات الجمهورية في موسم "الصولد" باستثناء ولايتي باجة وتوزر. وبالنسبة إلى التوزيع القطاعي للمشاركات، فان النسبة الأعلى كانت كالعادة لقطاع الملابس الجاهزة (842 تاجرا) يليه قطاع الأحذية (280 مشاركة) هذا الى جانب مشاركات أخرى ضعيفة ومحتشمة في قطاعات التجهيزات الالكترونية والأثاث المنزلي والعطور ومواد التجميل والنظارات.