تنظم هذه الأيام مجددا مؤتمرات قمم عربية وإسلامية وإقليمية جديدة بينها قمة مصغرة في الرياض بمشاركة 4 دول عربية بينها مصر وسوريا وقمة في طهران بمشاركة 10 دول إسلامية تابعة لمنظمة "ايكو" للتعاون الاقتصادي بينها سوريا وتركيا وإيران وباكستان وأفغانستان فيما يحضر الرئيس العراقي على رأس وفد رفيع بصفة "مراقب".. وتتواصل التحركات لتنظيم قمم ومؤتمرات رفيعة المستوى خليجيا وعربيا.. بينها القمة العربية العادية المقرر تنظيمها في الدوحة موفى الشهر الجاري.. وكان الشهران الماضيان شهدا بدورهما سلسلة من القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية والدولية في المنطقة من مسقط إلى الرياض ومن شرم الشيخ إلى الدوحة والكويت. ولا شك أن تحركات الدبلوماسية ولقاءات وزراء الخارجية ورؤساء الدول مهمة في تحسين العلاقات الثنائية والإقليمية وتوجيه رسائل سياسية إلى العالم فيما يتعلق ببعض الملفات المشتركة ومن بينها مناصرة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ورفض السياسات الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية والحليفة. كما تكتسي هذه التحركات أهمية كبيرة في مرحلة يمر فيها العالم أجمع بأزمة اقتصادية تستوجب مبادرات إقليمية ملموسة لامتصاص انعكاسات تلك الأزمة على اقتصاديات كل دول المنطقة.. الغنية منها والنامية.. والنفطية وغير النفطية على حد سواء.. قبل أن تغرق السفينة بالجميع. لكن هذه القمم والمؤتمرات لا ينبغي أن تصبح هدفا في حد ذاته.. ولا بد أن تتجاوز اللقاءات التقاط الصور الجماعية التذكارية لتكون مناسبات لاتخاذ قرارات عملية واضحة ومتابعة تنفيذ الكم الهائل من القرارات السابقة الخاصة بالشراكة الاقتصادية وبدعم الشعب الفلسطيني ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومتابعتهم دوليا إعلاميا وسياسيا وقضائيا. إن المنطقة تستحق فعلا مؤتمرات مصالحة وتنقية أجواء عربية تدعم جهود توحيد القوى الوطنية الفلسطينية لكنها تحتاج أكثر إلى تجسيم فعلي لشعارات الأخوة وتقاطع المصالح.. بعيدا عن صراعات المحاور والأجنحة وعن مختلف أساليب المزايدات.