تعاقبت خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية التحركات الدبلوماسية والسياسية في عدد من عواصم المشرق العربي الإسلامي بينها الرياضودمشق وبغداد والدوحةوطهرانوأنقرة والقاهرة.. وبعد القمة العربية المصغرة التي عقدت في الرياض ومهدت لبدء التحضيرات في دمشق لاجتماع وزراء الخارجية العرب ثم للقمة العربية الدورية في العاصمة القطرية الدوحة أدى وزير الخارجية الايراني متقي زيارة إلى السعودية ابلغ خلالها رسالة من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى العاهل السعودي عبد الله تلتها تصريحات ايجابية عن مستقبل العلاقات العربية الايرانية والسعودية الايرانية صدرت عن رئيس الدبلوماسية السعودي الامير سعود الفيصل.. وهي تصريحات وراءها أكثر من رسالة سياسية لأنها تمهد بقوة إلى طي مرحلة الحملات الاعلامية المتبادلة السابقة.. والتصريحات الخليجية السابقة حول ما وصف حينا ب"الخطر الايراني" ثم "التحدي الإيراني". وقد سبقت هذه التحركات رسائل متبادلة بين ملك البحرين والرئيس الايراني وزيارات في الاتجاهين شاركت فيها وفود رفيعة بحرينية وايرانية ترأس بعضها وزراء الخارجية والداخلية وبرلمانيون بارزون ورجال أعمال من البلدين.. تاكيدا على طي مرحلة "سوء التفاهم" السابقة . في نفس الوقت كانت أنقرةوطهران وبعض العواصم العربية والاسلامية مسرحا لقمم ثنائية عديدة تؤكد وجود مساع لتفعيل العلاقات العربية التركية الايرانية والاستفادة من الدعم الاسلامي والدولي والاقليمي لقضايا الشعب الفلسطيني واللبناني ولمطلب انهاء احتلال اسرائيل لكل الاراضي العربية المحتلة في جوان 1967 بما فيها القدس وكامل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وما تبقى من أراض محتلة في الاردن ومصر.. فضلا عن بقية الملفات الخطيرة في المنطقة وبينها قرار محاكمة الرئيس السوداني دوليا. إن إعلان واشنطن ولندن وحلفائهما استعدادها للحوار مع طهران وللتعاون أكثر مع أنقرة في القضايا الاقليمية ومن بينها الاوضاع في العراق وافغانستان وفلسطين ولبنان ينبغي أن يحفز الدول العربية الى استباق قمة الدوحة بمبادرات ذكية توظف مؤسسات منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية لتوسيع فرص التنسيق والتعاون في خدمة قضايا المنطقة.. وعلى رأسها إعادة اعمار قطاع غزة وبناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.