دعا الرئيس زين العابدين بن علي أمس في الذكرى 53 لإعلان استقلال تونس وسائل الإعلام والقائمين عليها إلى" التحلي بأخلاقيات المهنة واحترام القانون وحرمة الأشخاص وعدم المس بهيبة المؤسسات والهيئات الإدارية والمهنية والاجتماعية والقضائية". ووجه رئيس الدولة بالمناسبة رسائل واضحة إلى الشعب ونخبه وخاصة إلى الأسرة الإعلامية الموسعة فحواها " ان المادة الإعلامية الناجحة هي التي تكون مستمدة من حياة المواطنين ومن مشاغلهم وتتميز في شكلها بالجدية والطرافة وحسن الأداء كما تتميز في مضمونها بروح التثقيف والإرشاد والتوعية". إلا أن الخطاب شدد على كون نقل وسائل الإعلام لمشاغل المواطنين والتفاعل مع القضايا التي تؤثر في حياتهم اليومية لا يعني "الإلحاح على إبراز الأخطاء والتجاوزات وتعمد الإثارة والتشكيك والإساءة"، بل المساعدة على البناء وتقديم الاقتراحات العملية والملموسة وفتح فضاءات للحوار النزيه. وقد أكد رئيس الدولة أن من بين مهمات وسائل الاعلام التواصل مع اهتمامات المواطنين ومشاغلهم ومشاكلهم.. بأسلوب مهني قائم على الصراحة والصدق في عرض الأفكار والمواقف قصد إصلاح الأخطاء والتجاوزات بنقد نزيه يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يصلح ولا يفسد. أهمية هذه الرسائل السياسية كونها اقترنت بفقرات مهمة حول المسار السياسي والانتخابي والاجراءات التي تقررت لضمان حسن سير العملية الانتخابية وضمان هامش أكبر من حرية مختلف المترشحين والاحزاب التي تدعمهم سواء كانت في الحكم أو في المعارضة. كما اقترنت بفقرة مهمة في الخطاب حول علوية الدستور التونسي الذي تستعد البلاد ونخبها إلى الاحتفال بمرور نصف قرن على اصداره بصيغة ضمنت تعريف تونس الحديثة المنفتحة على ابداعات ارقى النظم الجمهورية الديمقراطية المتمسكة بهويتها الوطنية والثقافية. ولا شك أن من أهم مؤشرات تقدم أي مجتمع أو دولة تطور وسائل الاعلام فيها ومساهمتها في لفت نظر صناع القرار الاقتصادي والسياسي الى النقائص مع تقديم مقترحات لهم تعكس مشاغل المواطنين ووجهات النظر المتباينة داخل الرأي العام الوطني.. لكن لا مفر في كل الحالات من احترام أخلاقيات المهنة الصحفية ومنع النيل من أعراض الناس أو استغلال بعض البرامج التلفزية للقيام باشهار محظور لبعض الاشخاص أو المهنيين لأهداف شخصية ضيقة او حسابات ظرفية.