رسميًا: مطار طبرقة يستقبل أول رحلة دولية بعد ركود طويل    إلى حدود 15 جوان: تجميع حوالي 3.51 مليون قنطار من الحبوب    الشهيلي يبلغ ذروته... وأمطار مرتقبة تُنعش بعض المناطق!    6 سنوات سجناً للنائب السابق وليد جلاد في قضية فساد مالي وإداري    فحوى لقاء سعيّد بوزيري الشؤون الاجتماعية وتكنولوجيات الاتصال    ‌الجيش الإسرائيلي: قتلنا رئيس أركان الحرب الجديد في إيران علي شادماني    ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد المخاوف من اضطراب الإمدادات    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي ينهزم أمام نادي فلامينغو البرازيلي    رونالدو يهدي ترامب قميصا يحمل 'رسالة خاصة'عن الحرب    سعيّد يؤكد لدى استقباله رئيسة الحكومة: لا أحد فوق المساءلة والقانون    طقس اليوم: خلايا رعية محلية مصحوبة ببعض الأمطار بهذه المناطق    كيف سيكون طقس اليوم الثلاثاء ؟    وزير أملاك الدولة يعلن عن الانطلاق في إعداد المخطط التنموي للفترة الممتدة بين 2026-2030    ملتقى تونس الدولي للبارا العاب القوى (اليوم الاول) : العناصر التونسية تحرز 9 ميداليات من بينها 5 ذهبيات    هجوم إيراني جديد على تل أبيب وأميركا تنفي المشاركة بالقتال    السفارة الأمريكية تعلن تعليق عملها وتعذر إجلاء مواطنيها من إسرائيل    مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي    ماكرون.. ترامب أبلغ زعماء مجموعة السبع بوجود مناقشات للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران    فوكس نيوز: ترامب طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات    كأس العالم للأندية: التشكيلة الأساسية لفريق فلامينغو في مواجهة الترجي    كأس العالم للأندية: التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي في مواجهة فلامينغو    القيروان: إزالة توصيلات عشوائية على الشبكة المائية في الشبيكة    عاجل: أمر مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا    كأس العالم للأندية: تعادل مثير بين البوكا وبنفيكا    بعد تسجيل 121 حريقا في 15 يوما.. بن الشيخ يشدد على ضرورة حماية المحاصيل والغابات    انطلاق عملية التدقيق الخارجي لتجديد شهادة الجودة بوزارة التجهيز والإسكان    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    أخبار الحكومة    بورصة: تعليق تداول اسهم الشركة العقارية التونسية السعودية ابتداء من حصّة الإثنين    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    عاجل/ هذه حصيلة قتلى الكيان الصهيوني جراء القصف الايراني..    عاجل/ هذا ما قرره القضاء في حق سنية الدهماني..    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    فجر الثلاثاء : الترجي يواجه فلامينغو وتشيلسي يصطدم بلوس أنجلوس: إليك المواعيد !    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس بن على يلقي خطابا في الذكرى 53 للاستقلال
نشر في باب نات يوم 20 - 03 - 2009

ألقى الرئيس زين العابدين بن على بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة والخمسين للاستقلال خطابا فى ما يلى نصه الكامل :
" بسم الله الرحمان الرحيم
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
نحيي اليوم في كنف النخوة والاعتزاز الذكرى الثالثة والخمسين للاستقلال. وهو مكسب تاريخي عظيم توج ملحمة الكفاح الوطني التي خاضها شعبنا الأبى علي امتداد خمس وسبعين سنة وقدم خلالها اروع التضحيات للظفر بحريته واسترجاع سيادته.
إنها ملحمة مباركة شاركت فيها مختلف الفئات من سائر الجهات واضطلع فيها الحزب الحر الدستورى التونسي بدوره الحاسم في مواجهة الاستعمار وتحرير الوطن.
واذ نؤكد وفاءنا الدئم لشهدائنا الابرار وتقديرنا الكامل للمقاومين والمناضلين وقادة الحركة الوطنية وزعمائها وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فاننا نستحضر ايضا الدور الريادي لجيل الاستقلال وما بذله من جهود لتركيز اسس الدولة التونسية الحديثة.
ان اعتزازنا بارثنا النضالي الزاخر بالامجاد لا يوازيه الا ادراكنا للمسؤولية الملقاة علي عاتقنا من اجل الحفاظ على هذا الارث وترسيخ قيمه باستمرار.
وهو واجب مقدس لا ندخر اى جهد للاضطلاع به ايمانا منا بان المحافظة علي الاستقلال لا تتم الا عبر مزيد البذل والانجاز والاضافة والافادة في كل الميادين.
وما مشروعنا الاصلاحي الشامل الذى اخترناه لبلادنا منذ تحول السابع من نوفمبر الا تجسيم لهذه الرؤية وتاكيد لما يحدونا من ارادة ثابتة للارتقاء بشعبنا الي اعلي مراتب العزة والمناعة. وهو رهان يزداد حجمه وتتعاظم مسؤوليته في زمن تبدلت فيه المفاهيم وتغيرت فيه الاوضاع والتحديات واخترنا فيه لبلادنا تنمية عادلة وشاملة تتكامل ضمنها الابعاد السياسية والاقتصادية مع الابعاد الاجتماعية والحضارية.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
اننا نثابر علي تطوير الحياة السياسية في بلادنا وعلي تكريس الديمقراطية والتعددية وضمان حقوق الانسان انطلاقا من تصورنا لبناء مجتمع معتدل ومتوازن قوامه الحرية والحوار والوفاق والمشاركة النشيطة في كل ما يهم شؤون الوطن.
وهو اختيار ثابت لدينا كفيل بتعزيز الوحدة الوطنية وتوفير التعبئة الفكرية والاجتماعية اللازمة لكسب ما هو مطروح علينا من رهانات وبلوغ ما رسمناه لشعبنا من طموحات.
وعلى هذا الاساس نعمل دوما علي دفع المسار الديمقراطي التعددي مع كل مرحلة بما نتخذه من مبادرات واجراءات في نطاق التروي والتشاور مع كل الاطراف المعنية حتي نحمى هذا المسار من الانتكاسات المحتملة ونصل به الى ابعد الافاق الممكنة.
واذ ستشهد سنة 2009 مناسبة وطنية كبرى هي الانتخابات الرئاسية والتشريعية فاننا سنعمل على ان تكون هذه الانتخابات محطة سياسية متميزة في تاريخ بلادنا وان تدور في كنف الشفافية واحترام القانون ومراعاة قواعد الممارسة الديمقراطية في ظل ما وفرناه لها من شروط وضمانات.
وسنتيح الفرصة لمواكبة هذه الانتخابات امام كل من يرغب في متابعة سيرها ونتائجها من الملاحظين من تونس ومن البلدان الشقيقة والصديقة.
وقد اصدرنا تعليماتنا لتوفير كل الوسائل والامكانيات لتسهيل عمل الملاحظين ومساعدتهم علي التنقل عبر مختلف مكاتب الاقتراع ليقفوا على ما بلغه شعبنا من نضج ووعي وليلمسوا عن كثب مدى حرصنا على سلامة العملية الانتخابية واحترام القانون ومبادئ المنافسة النزيهة.
ووفرنا كذلك كل الوسائل والامكانيات امام الاحزاب القانونية علي اختلاف مواقعها في الحكم او فى المعارضة لتضطلع بدورها في الاستعداد لحملاتها الانتخابية وتحقيق النتائج التي ترجوها من صناديق الاقتراع.
ولما كانت هذه السنة تتوافق مع الذكرى الخمسين لاصدار الدستور يوم غرة جوان 1959 فانه يحق لنا ان نستحضر باعتزاز هذه الذكرى وان نعرب عن كبير تقديرنا لاعضاء المجلس القومي التاسيسي الذين تولوا في ذلك الوقت اعداد نص الدستور وبادروا بوعى عميق ووطنية فياضة بتثبيت استقلال تونس وسيادتها ضمن اول فصل منه. فوضعوا بذلك اسس الدولة التونسية وبنوا مقومات الدولة الحديثة ونظامها الجمهوري واقروا الحقوق والحريات التي تستجيب لطموحات الشعب التونسي.
وما مبادرتنا بعد التحول بتصحيح بعض الانحرافات التي طرات على هذا الدستور الا تكريس امين لسيادة الشعب اضافة الي الاجراءات الاخرى التي اتخذناها لتعزيز هذه السيادة وتطوير الحقوق والحريات واحداث المجلس الدستوري خاصة ترسيخا لدولة القانون.
ان الذكرى الخمسين لاصدار الدستور تبعث فينا النخوة وتستحثنا لاستجلاء العبرة من هذا الحدث عبر ما سينتظم بالمناسبة من تظاهرات وندوات فكرية تلقى الاضواء على الظروف التي نشأ فيها الدستور التونسي وعلى ما اشتمل عليه من مبادىء وقيم تشكل اليوم الوثيقة المرجعية الرسمية التي يحتكم اليها التونسيون والتونسيات كافة.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
ان النماء الاقتصادي هو أساس قوة الشعوب ولا سبيل الي اثبات الذات والحفاظ على الكرامة في ظل تبعية اقتصادية تمس من استقلالية القرار الوطني. لذلك بادرنا على امتداد العشريتين الماضيتين بادخال عدة اصلاحات هيكلية علي اقتصادنا.
وحرصنا علي تطويره وتحديثه واكسابه ما يلزم من مقومات الصمود والنجاعة لمواكبة الانساق الاقتصادية العالمية وكسب رهان المنافسة والتصدير.
وأمكن لنا بفضل هذه الاصلاحات العميقة ان نحقق نتائج ايجابية علي صعيد التنمية الاقتصادية يعكسها التطور المتواصل للنمو في بلادنا كما تشهد بذلك المؤسسات والهيئات المختصة في العالم. وقد سجلنا هذا النجاح رغم محدودية الامكانيات ورغم الصعوبات الناجمة عن عولمة الاقتصاد وتقلبات الاسعار في الاسواق العالمية.
لكن هذا المكسب المتميز يجب الا يحجب عنا حجم الصعوبات المتوقعة والتحديات المرتقبة وما يتطلبه منا من يقظة وجد واجتهاد للمثابرة علي التقدم دائما الي الامام واجتياز كل مرحلة باوفر حظوظ النجاح.
واذ توفقت بلادنا الي ان تحد اكثر ما يمكن من اثار الازمة المالية العالمية الراهنة بفضل سلامة خياراتها وصواب توجهاتها فان الانعكاسات الاقتصادية لهذه الازمة تستدعى منا تعميق التفكير لاستشراف ابعادها وبلورة البرامج والخطط اللازمة للوقاية من انعكاساتها على اقتصادنا الوطني. لذلك دعونا مؤخرا الي فتح حوار وطني معمق حول الانتاجية ودورها في كسب التنافسية الاقتصادية.
وقد حاولنا بالتوازي مع ذلك ان نجعل من التنمية الاجتماعية مدخلا لبناء مجتمع متضامن ومتماسك اذ لا شىء يعصف بالمجتمعات ويخل باستقرارها مثل اختلال التوازن بين فئاتها وتفكك اواصر الحوار والتكامل بينها.
وهو توجه نجسمه باطراد من خلال ما نرصده من اعتمادات ضخمة في مجال التحويلات الاجتماعية لفائدة قطاعات التربية والتعليم والسكن والصحة العمومية وكذلك من خلال سياسة العمل الاجتماعي التي نستهدف بها الفئات الاحوج من غيرها للاحاطة والمساعدة فضلا عما نقره من اجراءات وبرامج لتعزيز الطاقة الشرائية للمواطن وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى واذكاء روح التازر والتكافل بين مختلف مكونات مجتمعنا.
وسنواصل العناية بتنمية مواردنا البشرية عبر منظومة تربوية وتعليمية وتكوينية مترابطة الحلقات نتولي دوما تقويمها وتطويرها لتتماشي مع احدث المستجدات المعرفية والتكنولوجية في العالم اعتقادا منا بان مواردنا البشرية هي راس مالنا الوطني الذى نراهن عليه لتنمية بلادنا والحفاظ علي مكاسبها وتعزيز مناعتها.
وسنعمل على ان تكون بلادنا في صميم العصر ماسكة بكل الادوات التي تدعم منزلتها علي الساحة الدولية وتؤكد قدرتها على مواكبة الحضارة البشرية والاستفادة من تطورها والاسهام في اثرائها.
وما تعميق قيم الحداثة وترسيخها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الا حقيقة ثابتة ببلادنا تجسمها اليوم المراة التونسية تجسيما رائعا بما تتمتع به من حقوق ومكاسب وما تمارسه من حضور فاعل في شتي المواقع والمؤسسات والمجالس وداخل مكونات المجتمع المدني عامة علاوة علي انخراطها في العمل السياسي الذى هو جزء لا يتجزا من حقوق المواطنة والالتزام بخدمة الصالح العام.
وان ما تحظى به المراة التونسية من منزلة فضلى في الاسرة والمجتمع تميزها عن نظيراتها في عدة بلدان اخرى على الصعيدين الاقليمي والدولي من شانه ان يحملها واجبات اكثر ويلقى عليها مسؤوليات اكبر في البيت والادارة والمصنع والحقل والعمل الجمعياتي عامة لترتقي بادائها واسهاماتها الي مستويات افضل في مرحلة تتهيا فيها بلادنا الي قطع خطوات اخرى حاسمة علي درب النماء والرفاه.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
تحتفل بلادنا غدا بعيد الشباب بعد ان جعلنا هذا العيد مقترنا بذكرى الاستقلال حرصا منا على تأمين الترابط بين الاجيال ومواصلة مسيرتنا التنموية الشاملة بالتعاون والتكامل بين كل الفئات في كل الاوقات اسوة بالاجيال السابقة التي ضحت من اجل تحرير البلاد وناضلت في سبيل بناء دولة الاستقلال.
ونحن اذ نعتز بشبابنا وبتمسكهم بهويتهم وتراثهم وخصوصياتهم وبتجذرهم في اصالتهم الثقافية والحضارية والدينية دون قطيعة مع عصرهم وفي تواصل مع غيرهم فاننا ندعو شبابنا الي مزيد التحلي بالمثابرة والاجتهاد سواء في مدارج العلم والمعرفة والتكوين او في مجالات العمل بمختلف انواعها لاننا نريده شبابا واعيا ومقداما واثقا بقدراته وفيا لوطنه يتوق دائما الي التفوق والتالق في جميع الميادين.
وان لشباب تونس في ميثاقهم التاريخي غير المسبوق الذى تم امضاؤه يوم 7 نوفمبر 2008 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين للتحول ما يحفزهم الي الالتزام الدائم بالولاء للوطن دون سواه والمشاركة في تنمية بلادهم والدفاع عنها واعلاء شأنها بين الامم.
وتجسيما لخيارنا الاستراتيجي في الاحاطة بالشباب والاهتمام بقضاياه ودعم الحوار معه في سائر الميادين وعلى كل المستويات حرصنا على تشريك المجموعة الدولية في تعزيز هذا التوجه واثرائه وذلك بالدعوة الي وضع سنة 2010 تحت شعار السنة الدولية للشباب واقترحنا بان يعقد خلالها مؤتمر عالمي للشباب باشراف منظمة الامم المتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية.
واذ اذنا بضبط استراتيجية وطنية للشباب بالنسبة الي الخماسية القادمة في ضوء النتائج التي اسفرت عنها سنة الحوار مع الشباب فاننا سنعمل علي ان تلبي هذه الاستراتيجية حاجيات الشباب وطموحاته وتجعل منه شريكا كامل الحقوق والواجبات في كل ما يهم شؤون وطنه.
واذا كان تشغيل الشباب عامة وحاملي الشهادات العليا منهم خاصة ما يزال يستاثر باهتماماتنا فاننا لن ندخر اى جهد لايجاد الحلول الملائمة للسيطرة علي هذه الظاهرة والتقليص من حدتها بفضل ما نضعه من برامج واليات وما نتخذه من مبادرات واجراءات لفائدة جميع الفئات.
وأؤكد مجددا ان كسب هذا الرهان موكول الي سائر مكونات المجتمع التونسي لتوفير اكثر ما يمكن من الفرص التي تفتح امام شبابنا افاقا اوسع للحصول على مواطن الشغل وموارد الرزق.
وإذ نؤكد كذلك اعتزازنا بنخبنا في مختلف الاختصاصات وتقديرنا لانخراطها في خياراتنا الوطنية فاننا نجدد التعويل على هذه النخب لاسيما علي اهل الفكر والثقافة والابداع ليواصلوا الاضطلاع بمهامهم في مجال ترسيخ الوعى بثوابتنا وقيمنا وابراز عراقة تونس وعمق مخزونها الحضاري وتقديم أفضل الصور لعطائها ومساهمتها فى الحضارة الكونية.
ولئن كنا مرتاحين لما تشهده الحياة الثقافية ببلادنا من حيوية متواصلة ونشاط مستمر في شتى الميادين فاننا مرتاحون كذلك لما تتميز به السنة الحالية من احداث ثقافية كبرى تعبر عما تزخر به تونس من تراث حضارى عريق وما تحتضنه من اعلام افذاذ في مختلف العلوم والمعارف وذلك بالخصوص من خلال برامج الاحتفال بمدينة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية والاحتفاء بالذكرى المائوية لميلاد الشاعر الخالد ابي القاسم الشابي والذكرى المائوية لميلاد العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور.
وفي نطاق حرصنا علي اثراء المشهد الاعلامي والثقافي التعددى ودفع المبادرة الخاصة في هذا المجال ناذن اليوم بانطلاق البث للقناة التلفزية الفضائية الجامعة نسمة تي في تواصلا مع ما يتطلبه التنافس الاعلامي الوطني والعالمي اليوم من توسيع مجالات المشاركة والابداع امام اصحاب المبادرات واضفاء المزيد من الحرية والتنوع والتطور علي المادة الاعلامية والاستجابة لتعدد الميول والاذواق وتاهيل بلادنا لمواكبة الثورة الاتصالية في العالم.
ونحن اذ نهنىء اصحاب المبادرة بهذه القناة الثانية للقطاع الخاص في المجال المرئى نرجو ان تكون هذه القناة رافدا جديدا من روافد المشهد الاعلامي والثقافي والفني بتونس وسندا اضافيا للارتقاء به الي افضل المستويات.
واريد بهذه المناسبة ان أؤكد للاسرة الاعلامية كافة ان المادة الاعلامية الناجحة هي التي تكون مستمدة من حياة المواطنين ومن مشاغلهم وتتميز في شكلها بالجدية والطرافة وحسن الاداء كما تتميز في مضمونها بروح التثقيف والارشاد والتوعية.ذلك ان الالحاح على ابراز الاخطاء والتجاوزات وتعمد الاثارة والتشكيك والاساءة هي ممارسات لا تليق بمجتمعنا وليست من الحرية والديمقراطية في شىء.
ونحن ندعو الي ضرورة التحلي باخلاقيات المهنة واحترام القانون وحرمة الاشخاص وعدم المس بهيبة المؤسسات والهيئات الادارية والمهنية والاجتماعية والقضائية وان يكون التواصل مع اهتمامات المواطنين قائما على الصراحة والصدق في عرض الافكار والمواقف قصد اصلاح الاخطاء والتجاوزات بنقد نزيه يجمع ولا يفرق يبنى ولا يهدم يصلح ولا يفسد.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
ان حرصنا على تعزيز مناعة تونس وصون حريتها ودعم مقومات سيادتها يتكامل لدينا مع تعلقنا باستتباب الامن والسلم والاستقرار في العالم علي اساس احترام مبادىء الشرعية الدولية وتوفير اسباب التنمية المتضامنة وترسيخ الحوار بين الحضارات والثقافات والاديان والقضاء علي اسباب العنف والتطرف في العالم.
وعلى هذا الاساس اقمنا تصورنا للعلاقات الدولية وبنينا مواقفنا ازاء سائر القضايا وسعينا الي تكريس تضامننا المغاربي والعربي والافريقي وتوسيع دائرة الشراكة والتعاون مع محيطنا الاقليمي والدولي.
واذ احتفلت شعوبنا المغاربية يوم 17 فيفرى الماضي بالذكرى العشرين لقيام اتحاد المغرب العربي فاننا نؤكد مجددا تعلقنا بهذا البناء المشترك باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه متطلعين الي تجاوز الصعوبات الظرفية التي حالت الي حد الان دون دفع مسيرته وتسريع وتيرة بنائه.
وبهذه المناسبة ندعو الي الاسراع باقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر وانجاز المشاريع المغاربية الكبرى لاعتقادنا انها محرك اساسي لدفع مسار الاتحاد المغاربي وتحقيق الاندماج الاقتصادى بين بلدان المنطقة.
كما نؤكد مجددا مساندة بلادنا للقضية الفلسطينية ومناصرتنا للشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه المشروع من اجل اقامة دولته المستقلة مذكرين بما اتخذناه من مواقف ومبادرات تضامنية اثر الاعتداءات الاخيرة علي غزة.
وندعو كذلك الاطراف الفاعلة في العالم الي توحيد الجهود من اجل اعادة اعمار غزة وايجاد حل عادل وشامل ودائم يمكن الاشقاء الفلسطنيين من استرجاع حقوقهم ويوفر لبلدان المنطقة باسرها ظروف الامن والاستقرار.
ونحن نعمل دائما علي تكريس التضامن العربي وعلى تفعيل علاقات التعاون والاندماج العربيين مثلما نعمل على تعزيز اسس العمل الافريقي المشترك في اطار هياكل الاتحاد الافريقي ومؤسساته.
وان سعينا متواصل الي تعزيز العلاقات الثنائية ومتعددة الاطراف مع اوروبا علي اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لاسيما بعد دخول اتفاقية منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي حيز التنفيذ.
وهو ما يتكامل مع استعدادنا الي الانخراط في كل المبادرات التي تهدف الي ترسيخ الامن والسلم في الفضاء المتوسطي وتعزيز روابط التعاون والشراكة داخل هذا الفضاء وتوثيق علاقات الصداقة والتعاون مع بلدان القارتين الامريكية والاسيوية.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
ان ولاءنا لتونس نابع من تعلقنا بها واعتزازنا بامجادها ووفاءنا لشهدائها. وسنواصل الحرص مع جميع التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج على التفاني في خدمتها والمحافظة على سيادتها ودعم استقلالها والارتقاء بها الى اسمى مراتب التقدم و المناعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.