مرض نفساني دفع الزوج إلى قتل زوجته بعد علاقة حب دامت 9 سنوات أحيل على انظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم في العقد الرابع من عمره لمحاكمته من أجل تهمة قتل نفس بشربة عمدا طبق الفصل 205 من القانون الجنائي. المتهم في هذه الجناية موظف بشركة تعرف على الهالكة وربط معها علاقة عاطفية دامت 9 سنوات ثم في سنة 2004 قرر ان يتوج علاقة الحب تلك بالزواج فتزوّج بها وسارت حياتهما الزوجية في البداية على احسن ما يرام وانجبا ابنا عمره الان 3 سنوات ولكن في سنة 2007 اصبح المتهم ينتابه القلق واصيب بمرض فقدان الشهية للأكل فتوجه الى طبيبة خاصة وفسر لها حالته المتوترة وعدم رغبته في ممارسته حياته الطبيعية فأمدته بدواء ولكن حالته لم تتحسن فطلبت منه ان يجري بعض التحاليل. وفي الاثناء وبالاضافة الى ما يشعر به من اكتئاب حصلت له مشاكل في العمل فزادت الطين بلة. فقرر التوجه صحبة زوجته الى منزل عائلتها بجهة بوسالم وبعد مضي فترة عاد الى محل الزوجية. ومنذ عودته لم يفارقه ذلك الشعور وليلة الواقعة وبينما كانت زوجته نائمة بغرفة النوم انتابه شعور بكون الحالة النفسية السيئة التي يعيشها سببها زوجته وخيل اليه بانها هي الداء الذي يعاني منه وبتخلصه من ذلك الداء سيرتاح فاقترب منها ووضع يده على كتفها فدفعته عندها طوقها بذراعية وضغط على رقبتها فحاولت الدفاع عن نفسها ولكن المتهم التقط «كشكولا» كانت تضعه الهالكة على رأسها وضغط بكل ما أوتي من قوة حتى تأكد من وفاة زوجته عندها اتصل بشقيقه واخبره عن الواقعة ثم اتصل بشرطة النجدة الذين حلوا على عين المكان بجهة جبل الاحمر وعاينوا جثة الهالكة ملقاة فوق فراش الزوجية مفارقة للحياة. وقد تم عرض الجثة على الفحص الطبي فأكدت التقارير الطبية ان الوفاة ناتجة عن الخنق. اما المتهم فتم ايقافه في الحين واعترف بتفاصيل الواقعة على النحو السالف ذكره. واعترف كذلك خلال محاكمته واضاف انه تزوّج بالهالكة عن قصة حب في سنة 2004 وانجبا ابنا وخلال سنة 2007 توترت علاقته الزوجية بيسبب بعض التصرفات التي كانت تصدر عن الهالكة وتتمثل هذه التصرفات في عدم الاهتمام به وتطور الأمر الى ان اصبحت الهالكة لا تقوم بواجباتها الزوجية ونظرل لتلك الحالة اتصل بحكيمة مختصة وصفت له دواء ولكن بدون نتيجة حيث اصبح يشعر بقلق وضغط دائمين مع عدم النوم وليلة الواقعة وبدون شعور منه تولى قتل زوجته خنقا ودون تخطيط لذلك. ورافع محامي المتهم ولاحظ ان شخصية منوبه تتسم بالانفعالية وانه يعاني من مرض الحرج النرجسي والمرض الزوجي كما بين الاختبار الطبي وطلب اصليا بعدم سماع الدعوى في حقه لانتفاء المسؤولية الجزائية عن منوبه وذلك بناء على مضمون التقرير الطبي وما تضمنه الفصل 38 من المجلة الجزائية. واحتياطيا طلب عرض منوبه على لجنة من الاطباء لبيان ان كان المرض النفسي يؤدي الى انتفاء المسؤولية الجزائية من عدمها، وطلب بصفة احتياطية مراعاة نقاوة سوابق موكله واعتبار التهمة من قبيل العنف الناجم عنه المون دون قصد القتل. واضاف محام آخر ان جريمة الحال ولئن توفر فيها الركن المادي والركن الشرعي الا ان الركن المعنوي لم يتوفر لدى منوبه ضرورة ان ما قام به لم يكن نتيجة ارادة بل فرض عليه فرضا من حالته النفسية والمبينة بكل وضوح بالتقرير الطبي. وقد حجزت القضية للمفاوضة.