الأسبوعي- القسم القضائي: «قتلها راجلها ورماها في بئر»... «عريسها دزّها في بئر»... «خمسة أشهر ملّي عرسو هاو قضى عليها...» هذه أهم العبارات التي تداولها أهالي مدينتي دار شعبان الفهري (مسقط رأس الزوج) و قربة (مسقط رأس الضحية) حول حادث وفاة العروس أمينة السعيدي (25 سنة) في ساعة متأخرة من إحدى الليالي الفارطة في ظروف غامضة جدا بعد العثور عليها في بئر فلاحية عميقة كائنة بمنطقة السرادكة الريفية بأحواز دار شعبان الفهري مفارقة الحياة بينما كانت عائدة رفقة زوجها إلى محل سكناهما الذي لا يبعد عن هذه البئر سوى مائتي متر... هذه الأقاويل تدين مباشرة الزوج وتضعه في قفص الاتهام ولكن يوم تحولنا إلى المنطقة (يوم الخميس) كان الزوج أول من استقبلنا بوجه مصفر وارتعاشة في الأطراف والخوف باديا على ملامحه فالمسكين لم يمض لحظة وصولنا إلى منزله سوى ساعة من الزمن على اطلاق سراحه من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية... حدثنا عن ملابسات الحادثة، عن أطوارها لحظة بلحظة، عن الصدمة التي قال أنه تلقاها أثناء وقوع المأساة. تغيّر مفاجئ يقول الحبيب الساسي: «لقد تزوجنا في جويلة الفارط... كانت حياتنا هادئة ونعيش في كنف السعادة... قضينا هذه الأشهر في هناء وطمأنينة... إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان...» يواصل الزوج الذي كان في حالة اضطراب: «منذ نحو 15 يوما تغيّر مزاج زوجتي... أصبحت عصبية نوعا ما وكثيرة الشكوك وحاصرتها عدة أوهام فكنت خير سند لها لمساعدتها على تخطي هذه الفترة العصيبة إذ صرت أساعدها في قضاء شؤون المنزل و أحاول قدر المستطاع الترويح عنها...». رفض طلب وفي مساء يوم الحادثة طلبت مني مصاحبتها إلى منزل عائلتها بقربة -يتابع الزوج- «ولكنني رفضت خاصة وأن الساعة كانت متأخرة نسبيا فحدثت بيننا مناوشة كلامية... حينها حاولت تهدئتها وتوجهنا إلى بيت أحد أقاربنا حيث تناولنا العشاء وتسامرنا بعض الوقت وفي حدود الساعة العاشرة ليلا قفلنا عائدين إلى منزلنا فوقعت المأساة». المأساة يصمت هنا محدثنا وكأنه يلتقط أنفاسه ثم يطلق تنهيدة تترجم المعاناة التي يشعر بها قبل أن يواصل سرد الوقائع الأليمة: «أثناء ترجّلنا ظلت زوجتي تشكك في حبي لها وتكرّر سؤالها لي إن كنت أحبها أو لا وهي في حالة توتّر نسبيا... وفعلا فقد صارحتها بحبي لها... قلت لها «راني نحبّك» حينها فاجأتني وسحبت يدها من يدي بعنف وصارت تسير بسرعة أمامي وتصرخ «لا تكذب عليّ... إنت ما تحبنيش» ثم سرعان ما سمعت صدى ارتطام فهرعت نحو البئر المحاذية للطريق وقمت بإضاءة المكان بواسطة هاتفي الجوال لأفاجأ بزوجتي ملقاة في قاع البئر فسارعت بإشعار عمدة المنطقة الذي أشعر بدوره السلط الأمنية». إيقاف الزوج وفي ذات السياق علمنا أن أعوان فرقة الأبحاث العدلية بإقليم الحرس الوطني بنابل فتحوا تحقيقا في الغرض فأوقفوا الزوج على ذمة التحريات ولكنه تمسك ببراءته وروى تفاصيل الحادثة مفنّدا بالتالي الشكوك التي حامت حول الحادثة والتي تناقلها الأهالي على مدى الأيام الفارطة وبإحالته على قلم التحقيق أطلق سراحه. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: