توقفت كلمتا رئيس الدولة زين العابدين بن علي أمس وأول أمس الموجهتان في الدوحة إلى القمة العربية ال21 والقمة العربية الأمريكية الجنوبية الثانية عند أكثر الملفات حساسية وخطورة ودقة في عالم اليوم وهو الشباب. وقد أكد البيان الختامي للقمة العربية الحادية والعشرين تأييد المؤتمر لمبادرة الرئيس بن علي الداعية الى وضع سنة 2010 تحت شعار السنة الدولية للشباب والى عقد مؤتمر عالمي للشباب تحت رعاية الاممالمتحدة. وأقر بيان قمة الدوحة بضرورة اتاحة الفرص أمام الشباب "لتمكينه من المشاركة الفاعلة في حياة المجتمع وتوفير فرص العمل له واذكاء الشعور الوطني وتعزيز انتمائه للحضارة والهوية العربية". والتركيز على حاجة الشباب الى حوار شامل ومفتوح مواكبة لاخر ما كشفته الدراسات والتقارير الاجتماعية والطبية النفسية حول انتشار ظواهر خطيرة في المجتمعات المعاصرة عربيا وعالميا من بينها البطالة والعنف والنزوع الى التطرف شمالا ويمينا.. وتزايد الاقبال على تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية المحظورة من جهة وعلى المواقف السياسية الراديكالية المتشددة حينا اخر.. والحل كان ولا يزال في الرهان على الحوار.. وعلى الاستماع الى الشباب والتعرف على مشاغله وهمومه ومشاكله ومقترحاته.. مع العمل على تعميق وعيه وصقل مواهبه بهدف صرف طاقاته نحو البناء والفعل.. ودفعه نحو خيار الاعتدال والتمشي العقلاني الايجابي.. على ساسة المنطقة والعالم اعطاء الشباب فرصته قولا وفعلا.. وبناء جسور تواصل وحوار مسؤول معه.. مع تشريكه أكثر فاكثر في اتخاذ القرار وفي الحياة العامة والعملية السياسية.. لأن الشباب ينبغي أن يبقى في كل المجتمعات نقطة قوتها.. وبوابة الامل.. وليس المعضلة المستعصية.. وكل فشل في الحوار الناجع مع الشباب يعني تراكم مؤشرات الفشل المجتمعي وتعثر سياسات التنمية.