بادئ ذي بدء أنا أول من ألّف كتابا عن تاريخ المسرح التونسي كان ذلك سنة 1972 وعنوان الكتاب هو «تاريخ المسرح التونسي منذ نشأته الى نهاية الحرب العالمية الاولى» وقد طبعته على نفقتي وقد قضيت سنوات في البحث والتنقيب لأتمكن من جمع مادة هذا الكتاب وقد أثبتّ فيه حقائق لا سبيل الى الشك فيها. من ذلك ان الشبان التونسيين المولعين بالمسرح والذين كوّنوا مع اعضاء فرقة قرداحي الجوق التونسي المصري وبقوافي تونس بعد رحيل هذا الاخير صعدوا اعلى خشبة المسرح في 2 جوان 1909 شارك هؤلاء التونسيون في باكورة اعمال الجوق التونسي المصري» وهي مسرحية «نديم او صدق الاخاء» (تأليف اسماعيل عاصم المحامي) قلت اعلاه ان شبانا تونسيين هم محمد بورقيبة (شقيق الرئيس السابق الحبيب بورقيبة الأكبر) ومحمود بوليمان (والد السيد محمد علي بوليمان رئيس بلدية تونس شيخ المدينة سابقا) واحمد بوليمان (الذي سخر كل وقته طيلة سنوات لخدمة المسرح التونسي) في 2 جوان 1909. واذا بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث تصدر بلاغا في الصحافة يوم 22 مارس المنصرم تعلن فيه ان الاحتفالات بمائوية المسرح التونسي ستنطلق يوم 26 ماي 2009 لان التونسيين مثلوا لأول مرة في نفس اليوم (26 ماي) قبل قرن (1909). وهذا خطأ أستغرب ان تقع فيه اللجنة الموقرة المكلفة باحياء مائوية مسرحنا لكني اعرف جيدا ان الدكتور حمادي بن حليمة هو الذي اوقعها في هذا الخطإ فلصديقي الدكتور حمادي بن حليمة اطروحة تكميلية (complementaire) نشرها بعد كتابي جاء فيها ان التونسيين صعدوا لاول مرة على خشبة المسرح في 26 ماي 1909. والواقع انه جاء في جريدة «الاقدم» بتاريخ الخميس 3 جوان 1909 ما يلي: «مساء يوم الاربعاء الغابر قام الجوق التونسي الذي تأسس حديثا تحت رئاسة الممثل البارع أحمد عفيفي المصري بتمثيل رواية (مسرحية) من أفضل الروايات المصرية وهي رواية ىصدق الاخاء». ويبدو أن الدكتور ابن حليمة أساء فهم كلمة «الغابر» وتعني «الماضي» فعوض ان يفهم منها «يوم الاربعاء 2 جوان» فهم «يوم الاربعاء 26 ماي». ولو أراد كاتب المقال ذلك لكتب:يوم الاربعاء قبل الماضي». يجب اذن على لجنة المائوية ان تصلح خطأها وان تقتنع بان المسرح التونسي نشأ في 2 جوان لا في 26 ماي.