تونس الصباح: تراجع نسق ارتفاع الاسعار عند الاستهلاك العائلي إلى 3.2% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية مقابل 5.8% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008 حيث سجل مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي لشهر مارس الفارط ارتفاعا بنسبة 3,1% مقارنة بنفس الشهر من سنة 2008 وفق الارقام الصادرة عن المعهد الوطني للاحصاء. ويمكن تفسير ارتفاع تكلفة السلة الاستهلاكية بدرجة أولى بارتفاع اسعار السكن التي تدخل في تركيبة السلة الاستهلاكية للتونسي بنسبة 17.91% حيث ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية بنسبة 5.3% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008 بسبب ارتفاع مصاريف الطاقة المنزلية كالكهرباء والغاز فضلا عن ارتفاع أسعار الايجار. ويفسر بدرجة ثانية بارتفاع اسعار الصيانة والنظافة والمعالجة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية بنسبة 5.3% المتأتية اساسا من ارتفاع النفقات الطبية. وتمثل اسعار النقل التي تدخل في تركيبة السلة الاستهلاكية للتونسي بمستوى 10.54% المصدر الثالث لارتفاع معدل اسعار المواد الاستهلاكية اذ ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية ب3.7% مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة ويعود هذا الارتفاع أساسا الى ارتفاع اسعار النقل بوسائل خاصة. وتضم اسعار النقل واسعار المحروقات وأسعار وسائل النقل الخاصة ويفسر هذا التراجع في النسق الى انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية نتيجة تأثيرات الأزمة المالية العالمية. وسجلت اسعار الترفيه والثقافة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية ارتفاعا بنسبة 3% بسبب الزيادة في اسعار التبغ والسجائر بنسبة 7% والزيادة في المقاهي بنسبة 4.8% خلال شهر مارس المنقضي. كما ارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي للباس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية بنسبة 2.7% رغم انطلاق موسم التخفيضات في شهر فيفري الذي تشارك فيه تلقائيا أغلب محلات بيع الملابس بتونس شرط التخفيض في اسعار البضاعة المعروضة ب20% على الأقل. بالتوازي سجلت اسعار المواد الغذائية استقرارا حيث بلغت نسبة 1.8% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية وهو نفس الرقم المسجل خلال الشهرين الاولين من سنة 2009 حيث تدخل اسعار المواد الغذائية بمستوى 36.5% في تركيبة مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي ويعود الاستقرار في الاسعار الى استقرار مؤشر مجموعة التغذية اذ تؤمن تونس قرابة نصف حاجياتها الاستهلاكية من الحبوب عبر التوريد وأدى الظرف الاقتصادي الراهن المتسم بالركود بسبب الأزمة المالية العالمية الى تراجع مختلف المؤشرات الاستهلاكية في العالم مما أدى باسعار المواد الأولية الى الانخفاض وخاصة الحبوب. وللاشارة فإن مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي لشهر مارس الفارط بلغ 0.4% مقارنة بشهر فيفري من السنة الحالية.