رغم أنه من المواضيع المتداولة والتي تثار باستمرار سواء عبر وسائل الإعلام أو ضمن اجتماعات مجالس البلديات أو الولايات ويتم الحديث عن وجود برامج وتدخلات للتعهد والصيانة والمتابعة... إلا أن ملف البنايات المهددة بالسقوط لم يجد طريقه بعد إلى التسوية النهائية وظل في كل مرة وخاصة تزامنا مع نزول كميات كبيرة من الأمطار أو حدوث فيضانات، يطفو من جديد على السطح حاملا معه أنباء إنهيار جزء من منزل أو شرفة أو سقوط أجزاء من بناية وتهديد سلامة المتساكنين وحتى المارة. تعد حادثة سقوط أجزاء من بناية بنهج الفزازنة بجهة القلالين وسط العاصمة مع بداية الأسبوع الجاري مثالا وشاهدا حديثا على ما أسلفنا ذكره، كما كانت الحادثة دافعا لكتابة هذه الأسطر والقول بأن ملف البنايات القديمة والمهددة بالسقوط يجب أن يتم تناوله بأكثر حزم ومسؤولية... أخطار حقيقية والمطلوب أن تجلس كل الأطراف المعنية بموضوع البنايات المهددة بالسقوط من بلديات ووزارة تجهيز وإسكان... وبحث الموضوع من جوانب مختلفة لاسيما تلك الجوانب التي تعيق أحيانا عمليات التدخل للتصرف في العقار وإزالته أو هدمه، مع العمل على إعطاء أولوية للبنايات التي أصبحت وضعيتها لا تتحمل التأجيل وتمثل أخطار حقيقية على سلامة متساكني ذلك العقار وكذلك المتساكنين المجاورين أو عابري السبيل في الحي الذي توجد فيه تلك البناية موضوع الخطر... ونشير في هذا السياق إلى أنه إذا كان سقوط البناية بجهة القلالين لم يخلف ضحايا وإذا كانت أحداثا سابقة من هذا القبيل أو من نوع سقوط أجزاء بعض الشرفات القديمة لم تخلف جميعها ومن ألطاف اللّه ضحايا وأضرارا بشرية... إلا أن لا أحد يستطيع التكهن بما قد تحمله أحداثا مماثلة مستقبلا، من أخبار ومخلفات... التدخلات العاجلة ونشير أيضا إلى أن موضوع البنايات القديمة المهددة بالسقوط ينتشر بأكثر حدة وسط العاصمة وخاصة في المدينة العتيقة والأحياء المجاورة كما يهم الموضوع عديد البلديات الأخرى والولايات نذكر من بينها بنزرت يتعلق جانب كبير من هذه البنايات بملف أملاك الأجانب لوجود عديد البنايات المهددة بالسقوط لاتزال على ملك أجانب أو اقتنتها الدولة ولاتزال في طور التسوية وعادة ما يتسبب هذا الموضوع في تعطيل عمليات التدخل وستوية هذه العقارات إما بالهدم أو الترميم في ظل الإشكاليات التي تنشأ من حين لآخر مع متساكني تلك البنايات خاصة فيما يتعلق بإعادة إسكانهم وتعويضهم...إلخ. لكن أيضا وأمام تشعب الملف يجب أن لا يتم إغفال موضوع السلامة والتدخلات العاجلة في بعض البنايات التي تبدو حالتها - حتى بالعين المجردة - خطرا محدثا... ونذكر هنا أن المخطط الحادي عشر للتنمية تضمن برنامجا للتدخل في 4 مدن قديمة (تونس وصفاقس وسوسة والقيروان) وذلك بتهذيب شبكات البنية الأساسية وتحسين الواجهات وتبليط وتجميل الساحات ومن المنتظر أن يتم إعداد الدراسات الفنية خلال السنة الجارية على أن تنطلق الأشغال خلال السنة المقبلة، فحبذا لو تأخذ هذه الدراسات الفنية، بعين الاعتبار موضوع التدخلات الاستعجالية في البنايات المهددة بالسقوط». منى اليحياوي