تمسّكت بإعادة كتابة القصّة من منظور تطوير أساليبها واعتمدت المونولوغ الدّاخلي الرواية مازالت قادرة على مجابهة قضايا عصرنا في العالم العربي صدرت مؤخرا للأديب محمد المختار جنات رواية "حنايا زغوان" وهي الجزء الثاني من رواية "سبحة الباي" من سلسلة عقود تونسية وهي 120 حولية تاريخية تمتد من سنة 1853 الى سنة 1973 ومؤلفة من سبعة أجزاء متفرعة الى 17 قسما تمحورت حول إعادة كتابة الوقائع التاريخية في ثلاث سنوات من عهد الباي محمد الثاني عن أشغال إعادة جلب ماء زغوان الى تونس وحلق الوادي والمرسى. ويعتبر صدور هذا الجزء حدثا وانتصارا في نفس الوقت.. إنه انتصار على المشاق والمتاعب التي واجهها هذا الأديب لنشر رواياته.. انتصار على الذين لم يؤمنوا به منذ البداية والذين لم يعملوا على مساعدته على نشر ما يكتب الا بمقدار مما جعله يكتفي بالكتابة في صمت الى ان امتلأت أدراج مكتبه ورفوف مكتبته بمخطوطات تتكون من الآلاف المؤلفة من الصفحات الجاهزة كلها للنشر والتي بدأت تظهر عليها علامات تعاقب الأزمان.. صحيح انها مرتبة وعلى غاية من التنظيم وقد بدا لنا اهتمامه بها كاهتمام أم بتوائمها ولكن يبقى من المؤسف ان تنتظر كل تلك الروايات التاريخية التي تعتني بتاريخ تونس وتنير سبيل التلاميذ والطلبة والباحثين والصالحة لان تنتج منها مسلسلات تلفزية في انتظار حل لا نعتقد انه سيتيسر باعتبار انه يستحيل على الأديب محمد المختار جنات ان ينشرها كلها على نفقته الخاصة كما يفعل بقية الأدباء. عن هذا الوضع حدثنا الأديب محمد المختار جنات وهو يتّقد أملا وحيوية ينظر الى الآتي ويعتقد بأنه سيكون أفضل ويكتب.. ويكتب روايات نهرية.. طويلة.. ممتعة.. يكتب للمولعين بالمطالعة ولأصحاب النفس الطويل والصبر الكثير.. وينتظر عملاقا يخرج كل تلك المخطوطات من رفوف مكتبته.. ويسهل وصولها الى القارئ.. وعلى عكس ما قد يتبادر الى الذهن جلستنا معه لإجراء هذا الحديث لم تكن دراما بالعكس فقد ملأ الضحك أرجاء بيته لكثرة الطرائف التي جمعته ببعض أدباء تونس وشعرائها أحياء وأمواتا ولكثرة النكت التي يرتجلها.. . * خطواتك الأولى في مسيرة الإبداع كانت متميزة وقد أطلق عليك اسم قصاص البطولة الوطنية بعد روايتي "أرجوان" التي كتبتها سنة 1963 و"نوافذ الزمن" سنة 1974 فما الذي أسكتك كل هذه الفترة وهلا تحدثنا عن هذه المرحلة من حياتك؟ - تلك كانت مرحلة التأسيس.. مرحلة تحسس الطريق لكتابة الرواية من منطلق إعادة كتابة التاريخ استنادا الى ما قاله عبد الرحمان ابن خلدون: "إذا اعتمد في إخبار التاريخ على مجرد النقد ولم تحكم فيها أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني ولا قيس فيها الغائب بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق". وقوله: "لا تثقن بما يلقى إليك من أخبار التاريخ وتأمل اعراضها على القوانين الصحيحة يقع لك تمحيصها بأحسن وجه". ولذلك اعتمدت في كتابة "أرجوان" إعادة كتابة مرحلة الكفاح من أجل الاستقلال من منطلق 1952 الى بناء الدولة التونسية (الجمهورية وتأسيس البرلمان الذي كان يدعى المجلس التأسيسي سنة 1956. رواية خيوط الشك عطلت المسيرة ولكن لم تتحقق مسألة تسجيل إعادة تاريخ الحركة الوطنية لأنه وقع إيقاف نشر القسمين من الجزء الثاني بعنوان "باب بنات" و"ورد أر يانة" والجزء الثالث بقسميه "بقلاوة الباي" و"باب سويقة" من قبل المغفور له مدير الدارالتونسية للنشر آنذاك عزوز الرباعي. بسبب ما نشر في رواية "خيوط الشك" وطرح إشكالية "هل ان الاستقلال الذي حصلت عليه تونس هو خطوة الى الأمام كما كان يقول الزعيم الحبيب بورقيبة أو خطوة الى الوراء كما كان يرى الزعيم صالح بن يوسف . علما بأنني خلال إيقاف نشر كتبي كنت اشتغل ملحقا بإدارة الحزب الاشتراكي التونسي وأعمل مع كل من الشاعر سويلمي بوجمعة وإبراهيم الأسود والحسين المغربي تحت إمرة الشيخ العروسي المطوي في إدارة تكوين الإطارات الحزبية لتسجيل مراحل الاشتراكية الدستورية وإعادة صياغة خطب الرئيس الحبيب بورقيبة باللغة العربية. وفي مرحلة إلحاقي للمرة الثانية بإدارة الحزب من قبل وزارة التربية القومية حيث كنت أعمل بالمركز البيداغوجي تعذرت على السيد مدير الدارالتونسية للنشر آنذاك كذلك عملية نشر رواياتي الجاهزة تماما بسبب الظروف التي حفت بالدار وبالشركة التونسية للتوزيع (مرحلة التصفية) والنظر وإعادة النظر في طرق النشر والتوزيع. * قال عنك أصدقاؤك انك كاتب ملتزم بالواقعية الكلاسيكية فهل ألقوا بك في يم تتلاطم أمواجه أم أنهم أحاطوك بإطار وضيقوا عليك الخناق؟ - في التحاق زمرة من الأدباء الشبان بنادي القصة - وكنت احد أعضائه المؤسسين- وكان من بينهم الأخ أحمد ممو ورضوان الكوني والمرحوم سمير العيادي وقع طرح عدة رؤى في كتابة القصة التي تعاورتها الواقعية والسرد التقريري وانتابتها حمى التجديد والتجربة وتجربة التجديد التي تزعمها غز الدين المدني بقصة "الإنسان الصفر".. وكنت من بين من تمسكوا بإعادة كتابة القصة من منظور تطوير أساليبها واعتماد المونولوغ الداخلي وهو أرقى التداعيات القصصية. وقدمت تجارب نشرت في مجلة قصص من أهمها" النسيان" وعقبت على نظرية التجديد المبنية على تفكيك السرد وتكتيله من منظور المونولوغ بقصة "البحث عن البقرة" المنشورة أيضا في مجلة قصص * على ذكر الأصدقاء أي علاقة ربطت بينك وبين المرحوم العروسي المطوي والشاعر الميداني بن صالح والجيلاني بن الحاج يحي وهل من تعليق على بعض الطرائف التي راجت عن هذه العلاقة؟ صداقة متينة سببها بخلاء الجاحظ - كان المرحوم العروسي المطوي أستاذي الذي درسني مادة التاريخ بجامع الزيتونة في فرعه بمكتب بن عبد الله بالصباغين بالعاصمة وأذكر ان ما ربط بيننا كانت نكتة أثرت بها الأستاذ حين بخسني حقي وشط في منحي عددا أعتقد أنني استحقه إذ سألني ماذا تعرف عن الجاحظ فقلت له أعرف "البخلاء". أما أخينا الجيلاني بن الحاج يحي فقد انضممت الى مكتبه بالمركز القومي البيدغوجي وتوليت عنه مجابهة دور النشر وتصحيح النشرة التربوية ولم تخل حياتي معه من نكت ودعابات ظل يحتفظ بأغلبها ومن بينها مجيئي برواية "أرجوان" في قفة. إضافة الى انه يتهمني بأني أختصر الحكايات بروايتها مطولا . * وجيل الكتاب الحالي هل تربطك بهم علاقة؟ وهل لديك فكرةعن نثرهم وشعرهم؟ - بالطبع تربطني بهم علاقة من خلال مجلة قصص مطالعة وكتابة اذ نشرت في العدد 147 الذي صدر مؤخرا قصة قصيرة بعنوان "القشابية" واعتقد أنهم يضيفون معي للقصة التونسية إمداد التواصل من اجل كتابة إبداعية تلتزم قضايانا التونسية . واعتقد ان ما ظل ينقص القصة التونسية هو الخيال العلمي عن الانسان وأطفال الأنابيب والأقمار الصناعية وأذكر أنني كتبت قصة في هذا المجال ولكن لم أتلق عليها تشجيعا حتى أثريها وأشطح فيها بخيالي. * وماذا عن علاقتك بالشعراء.. وهل تعتقد ان الشعر ما زال وسيلة نضال توصل قضايا الشعوب الى منتهاها؟ - تتداعى لذهني مقولة المغفور له صديقي الميداني بن صالح الذي جمعتني به صحبة أودت بنا معا الى موسكو صارحني خلالها بمؤاخذته لكل القصاصين الذين فشلوا في كتابة الشعر قائلا :"كلكم بدأتم شعراء وتحولتم الى قصاصين لعجزكم عن التعبير عن مشاعركم شعرا." فأفدته بأني وان تبت أنا وصالح الجابري عن كتابة الشعر لأننا رأينا فيه الحمار القصير الذي يسهل ركوبه على كل من يمسك قلما فإن أستاذنا وصديقنا رئيس نادي القصة ظل يمارس الشعر (والمقصود هنا هوا لعروسي المطوي) رغم مِؤاخذتك له في تجديده لكتابة الشعر . * معه إذن حلقت ذقنك وغسلت أسنانك بمعجون الأسنان ومشروب غازي مشهور عالميا؟ - لا.. لا لقد كان ذلك خلال زيارة أديتها وجمع من الأصدقاء الى مدينة بيروت ايام الحصار والحرب وقد نهضت صباحا ولم أجد ماء وقد كان ذاك المشروب متوفرا وبكثرة فاستعملته عوضا عن الماء) وبغض النظر عن ما ينشر من قصائد أراها ناجحة فإن مجال القصة في التعبير أرحب من مجال الشعر المقيد بقصر النفس ولو دفعني الشعر الى الإشادة بآثار حنايا زغوان فإنني لا أستطيع ان أكتب عنها ما يوازي مجلدين مما نشرته عن حنايا زغوان. بالطبع مازال الشعر وسيلة نضال في الأقلام الثائرة وأخص بالذكر منها شاعر الثورة الفلسطينية محمود درويش ومازالت قضية تحرير القدس تبحث عن شاعر لها مسلم كان أم عربيا تونسيا أم مغربيا. إشادة بالرواية الجزائرية * والرواية؟ - والرواية أيضا مازالت تجابه قضايا عصرنا في أوطاننا العربية المنفصلة وأشيد في هذه المناسبة بالمحاولات الجزائرية ابتداء من روايات محمد ديب عن تحرير الجزائر الى الطاهر وطار الذي كتب عن فترة حكم الرئيس السابق بومدين. * الرواية التاريخية هل هي كتابة للتاريخ وتسجيله ام هي قراءتك انت للتاريخ وفهمك له؟ - أنا في إعادة كتابتي للتاريخ لا انتهج ما اعتبره بعضهم نهجا لجرجي زيدان ذلك لانني لا أوثق في إعادة التاريخ الوقائع بل أخرجها من المجتمع والعوامل التي تكتنف المجتمع التونسي وللتدليل على ذلك استشهد بكتابة حنايا زغوان التي ربطت فيها حاجة التونسيين للماء العذب غير الموجود في تونس ومتوفر في زغوان يتدفق مما يسميه التونسيون بالحنفيات ونسميه في الجنوب" بالسبابل "و هذه التسمية اصح حسب رأي لأنها مأخوذة من السابلة التي أقيمت لها في حومات تونس وأخص بالذكر منها الحلفاوين"سبالة" يتوضأ من مائها المصلون قبل دخولهم لمسجد صاحب الطابع. فالحنايا الأثرية التي تروي تاريخا مجيدا لا يقل في أهمية عن الأهرامات الفرعونية في مصر التي شيدت لحفظ أجساد الموتى بمدها من زغوان الى حمامات انطونيوس بقرطاج وهذا يوضح مقولة ابن أبي دينار في أحقية مفاخرة التونسيين للمصريين بآثار حجرية صلدة قوية صمدت قرونا لتبرهن عن مقدرة التونسي على تشييد مفخرة معمارية لا تقل أهمية عن مفخرة الأهرامات التي شيدها المصريون في الجيزة بغض النظر عن الجدوى لكلا المعمارين الأثريين فالأهرامات بنيت لتخليد الموتى وحمامات انطونيوس شيدت ليتطهر فيها الإنسان من ولادته إلى يوم عرسه مع إضافة هامة جدا وهي استعمال المياه المستعملة في الحمامات في سقي المزارع. ... الرواية النهرية * اشتهرت بكتابة الرواية النهرية "أرجوان" في 500 صفحة و"نوافذ الزمن" في 350 صفحة وأطولها سبحة الباي رغم انها في ثلاثة أجزاء فإنها كاملة تقع في 1400 صفحة فهل ان اللغة العربية قاصرة عن تلخيص واختزال أحداثها؟ ألا تخاف ان يرميك النقاد بالحشو والثرثرة؟ - الرواية ليست قصة فقط بل هي كما قال ابن خلدون حياة للعمران ولنسيجه الآدمي المتوارث عصرا فعصرا لحكاية تاريخ ظل امتدادا لواقعنا المعاش وهذا تفسره "حنايا زغوان" التي ظلت باقية رغم ان التكنولوجية العصرية أزالت بالأنابيب المضغوطة والمدفونة في اعماق الأرض حاجتنا إليها. وهذا لا يعني ان علينا ان نهمل ما قاساه أجدادنا من متاعب في بناء الحنايا بحجارة ضخمة تحت سياط الرومان. والاختزال مناف لبناء المجتمع الإنساني الصانع للتاريخ. * وكثرة الشخصيات ألا ترى انها تشتت ذهن القارئ وتعسر عليه عملية التركيز والفهم وقد تدفعه الى اليأس وإرجاع الكتاب الى الرف الذي أخذه منه؟ - إن كثرة الشخصيات يتطلبها عمل روائي سواء كان معماريا "كحنايا زغوان" أو ثوريا كالكفاح من أجل ما يسمى الآن بحقوق الإنسان وعرف قديما عند التوانسة بعهد الأمان الذي تمخضت عنه البرلمانات. - وأمام القارئ وسيلتان لاستيعاب الرواية التاريخية المطولة تتمثل الأولى في حبه للمطالعة والثانية في كرهه للمطالعة وحاجته الى التفرج على هذه الأحداث في مسلسلات تلفزية ملونة يتخللها الغناء والرقص تحكي له ما يدور له معبد المياه بزغوان وما استهدفه هذا المعبد من إغارة القائد العربي موسى ابن نصير فاتح زغوان وسبيه لراهبة من معبد المياه. * ماذا بعد" دقلة ماركس" وماركنتية وزواولة وغربال نويرة... ماذا بعد 1973... ماذا عن الراهن؟ - الراهن سيتجلى قريبا في قصص زهور للأطفال وستصدر قريبا المجموعة لمستويات أربعة من بينها ظل التغيير ونجع قمودة عن حركة 7 نوفمبر. وربما تساعدني الظروف على كتابة ثلاثية عن مرحلة التغيير التي نعيشها وما يقال عن ان التاريخ لا يكتب الا بعد موت السلطان فنده ارنست هيمنغواي "في رواية" لمن تقرع الأجراس" التي تناول فيها الثورة الاسبانية التي مازالت متواصلة الى يومنا هذا. كذلك فندها عبد الرحمان منيف في الخماسية ومطاع الصفدي الذي كتب عن الحكم في سوريا "انا ثائر" ونجيب محفوظ في رواية "ميرامار". التحقت مؤخرا بالخوارج.. * كتبت روايات مطولة مسحت تاريخ تونس الحديث وهي وبشهادة النقاد مشوقة وممتعة ألم يشجع هذا دور النشر أو وزارة الثقافة على مساعدتك على نشر البقية؟ - من المؤسف ان يسبقني الى حركة الخوارج عن دور النشرلا بعض أعضاء نادي القصة الميسوري الحال كعبد القادر بن الحاج نصر ورضوان الكوني وأحمد ممو ومحمد الهادي بن صالح وقد نهجت سيرهم وخرجت هن دور النشر التي دفنت قصص "زهور" للأطفال طيلة 16 سنة حيث أحرزت هذه المجموعة على تأشيرة للنشر من وزارة التربية والعلوم في 4 أوت 1992 وهي مرقمة ب 8-9-10-11- 1992 وأبرمت عقدا لنشرها مع دار" سيراس" للنشر بتاريخ 27 جانفي 1993 وها أنا الآن منكب على طباعتها بعد ان يئست في مطبعة "الساتباك" على نفقتي وستبرز المجموعة الأولى منها قبل موعد معرض الكتاب. وها أنا أكتب وأنشر وأقرأ.... ومن المؤسف ان لا أرى دور النشر في القطاع الخاص أو العام تشجعني بمساعدتي على نشر الروايات والأعمال الأدبية الطويلة كالروايات التونسية الكبيرة والمتعددة الأجزاء في عناق تونسية وآمل ان يسخر الله من يحتضن الثقافة التونسية ويساعدها على الوصول إلى القارئ الزاهد في مطالعتها تحت تأثير المسلسلات التلفزية المصرية العملاقة التي نجمت كالفقاقيع في الدول العربية من الصومال إلى دبي. * ألم تعرض عليك التلفزة إنتاج رواياتك التاريخية في مسلسلات تقرب التاريخ التونسي من عموم المشاهدين فيطلعوا على تاريخ تونس قبل تواريخ البلدان الأخرى؟ - التلفزة لم تعد تعلم بوجودي حيا منذ أن انقطعت عن الإنتاج لها والكتابة في مجلتها أو في الإذاعة التونسية. وهذا يجعلني اتوجه بالتحية الى جريدة الصباح التي مازالت تهتم بأدباء تونس تسأل عنهم تكرمهم وتنشر أخبارهم وتحاول ان توصل قضاياهم وكم أتمنى ان تنسج بقية الجرائد على منوالها علما باني من قرائها الأوفياء منذ تعاملت مع المرحوم الهادي العبيدي ومؤسسها المرحوم الحبيب شيخ روحه.