عدد من الانشطة الثقافية تشهدها ليالي رمضان حيث تتنوع الوان برامج هذه السهرات لنجد ما يتصل بالموسيقى والمسرح والسينما وفنون الفرجة والآداب.. في هذا الاطار اعد نادي القصة «أبو القاسم الشابي» بالوردية عددا من الانشطة الادبية التي اقترحها على اتحاد الكتاب التونسيين ضمن تعاون مثمر وبناء بفتح آفاقا جديدة بعد سنوات عجاف اقصي خلالها هذا النادي العريق الذي اسسه المرحوم العروسي المطوي من اي نشاط صلب فعاليات الاتحاد.. صفحة جديدة، انطلقت بمجلس ادبي بحضور احباء الادب من رواد نادي القصه واتحاد الكتاب مع عدد من اعضاء الهيئة المديرة للاتحاد حيث ذكرت الكاتبة مسعودة ابو بكر بالحضور باهمية التعاون بين الاتحاد والنادي العريق والمتجسم في اربع جلسات خلال هذا الشهر فيها السرد والشعر والنقد.. الاستاذ رضوان الكوني رئيس نادي القصة ادار اللقاء الذي خصص للحديث عن الدوعاجي ضمن الاحتفال بمائويته مشيرا الى خصائص هذه التجربة في تاريخ السرد بتونس فضلا عن اهمية ادب تلك المرحلة. الاديب احمد ممو قدم مداخلة اشار في اولها الى ما جاء في كتاب المرحوم محمد صالح الجابري بخصوص مراحل القصة التونسية من خلال نماذج فيها جيل الدوعاجي والبشروش والعريبي ومن بعدهم المسعدي والمرزوقي. شهادة ولادة القصة واضاف انه في النصف الاول من القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الثانية ضمت جماعة تحت السور القصاصين والشعراء والفنانين وقد اهتمت الجامعة خصوصا بالدوعاجي من خلال «سهرت منه الليالي» ويظل هناك سؤال وهو كيف كانت نظرة هؤلاء للقصة؟ واشار ممو الى مجلة «العالم الادبي» (1930 1936) او دورها الادبي ومجلة «المباحث» للبشروش 1938 التي تولى الاشراف عليها في فترة لاحقة محمود المسعدي وتحدث عن مواكبة هذه الحركة وماكتبه التيجاني بن سالم في عدد 21 مارس 1933 حيث طرح مسألة تولد القصة وصلتها بالتاريخ الى جانب الغاية في القصة والعاطفة والاسلوب والمقارنة بين القصة والمسرح والرواية. وتحدث احمد ممو عن المفاهيم خلال الستينات لدى الروس والفرنسيين في مجال الكتابات السردية ثم رأى احمد بن عبد السلام حول جوهر القصة وبعض قضاياها.. وذكر ان جيل الدوعاجي كان على وعي تام بالكتابة القصصية حيث كانت وراءهم هموم ومرجعيات ولذلك برزت الخصوصية والذاتية في تلك الكتابات. تلك كانت اشارات الباحث احمد ممو بخصوص جيل الثلاثينات وصولا الى جيل الستينات حيث رأى ان الجانب التنظيري يحتاج الى عمل آخر.. وابرز اهمية اختيار توفيق بكار للدوعاجي كأب للقصة التونسية ورأى ان فيه الكثير من الصواب. الاديب رضوان الكوني اشار في كلمته الى اهمية هذا اللقاء من حيث فكرة التعاون والتواصل بما يخدم الادب التونسي حيث ان هذه المائوية هي مناسبة للبحث اكثر في مسألة الجيل واشار الى ان التيجاني بن سالم بدأ قبل جيل الدوعاجي حيث انه كتب القصة والمقالة ثم تفرغ للكتابة المحددة لوظيفة القصة والرواية ورأى ان البشروش كان رجلا مثقفا ولكنه كان يرغب في كتابة الفن للفن ولا تهمه قضايا الشعب وقصصه على قلتها كانت تعالج فنيا وليس فيها غايات فرضية هذا اتجاه وهناك اتجاه اخر فيه الدوعاجي والعريبي حيث كان يقول «ان الشعب يعمل ونحن نغني له» وبخصوص المسعدي فانه كان في الماورائيات بخصوص رسالة الانسان للانسان. منفعة المائويات.. الدوعاجي والعربي ذهبا الى هموم الشعب واما محمد المرزوقي فانه كتب القصة وكان مهتما بالقضايا العمومية ولعله كان اعرق كاتب تونس كتب في القضية الفلسطينية سنة 1948. هذه الآراء شهدت تعقيبا من الحاضرين حيث كان مجال النقاش مفتوحا ومتداخلا بين آراء عدة اهتمت بمفاهيم وتحديدات الكتابة القصصية وشخصية التيجاني بن سالم الذي اصدر عنه الجيلاني بلحاج يحي كتابا الى جانب مسألة الاختصاصيات بالاعلام والمائويات التي رأى عدد من المدخلين ضرورة ان تكون لها وظيفة من حيث ما نضفيه على امراض الادبي من مكاسب وقرارات وانجازات بخصوص التحفيز على مزيد الابداع والتشجيع والكتابة ومسائل النشر وانتشار الكتاب التونسي واشعاع الادب التونسي وتحسين احوال الادب والكتاب وايلائهم مكانة مخصوصة في المجتمع الذي برز فيه اكثر «الكوارجية والمزاودية». وقد كانت كلمة الاديب بوبكر العيادي مهمة بخصوص تطور التجربة الادبية في تونس وذكر ان الادب معني بالاضافة والبصمة والخصوصية ولا وجود لتجاوز كما ابرز اهمية عدد من الاسماء في القصة والرواية حيث اشار الى جمالية الكتابة السردية في تونس خصوصا لدى بعض الاسماء وهذا يتطلب اكثر حب الادب التونسي ودعمه والعمل على ايصاله عبر الترجمة والتوزيع.. وقد حضر الروائي بوبكر العيادي اللقاء حيث انه يقضي عطلته بتونس بعد فترة عمل بباريس وقد كان تدخله انيقا ومميزا. احمد ممو رد بكلمة جاء فيها ان الكاتب التونسي يعاني من توصيل نصه الى الخارج وقال نحن في حاجة الى التأسيس ولابد من النظر لهذه التجارب لتجاوز ودون اشهار اللقاء كان حميما وجميلا و«رمضانيا» بصدق.