صعدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عمليات تهويد مدينة القدس العربية المحتلة عبر هدم مزيد من منازل الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين أصيلي الارض المحتلة.. الذين تشير الاحصائيات الرسمية إلى أنهم أصبحوا لا يشكلون أكثر من ثلث سكان العاصمة المقدسة بسبب عشرات السنين من عمليات بناء المستوطنات الاسرائيلية وترحيل الفلسطينيين بكل الطرق.. بما في ذلك عبر هدم البيوت والمساجد والمحلات التي يرتزق منها أهل فلسطين الاصليون . لقد بدأت حكومة أقصى اليمين التي يتزعمها الثنائي المتطرف ناتنياهو وليبرمان تنفيذ تعهداتها الانتخابية بترحيل مزيد من المواطنيين الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم ووطنهم طمعا في تجسيم شعار استعماري اسرائيلي قديم جديد، أن تصبح فلسطين التاريخية دولة يهودية خاصة على أن يرحل ملايين الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة مثل الاردن ولبنان ومصر التي اعتبرها غلاة الاستعمار الصهيوني منذ عقود "وطنا بديلا" للشعب الفلسطيني.. رغم كل القرارات الاممية والدولية منذ قرار التقسيم في 1947 الذي اعتبر أن تاسيس دولة اسرائيل يعني أيضا قيام دولة فلسطينية مستقلة تشمل كامل الضفة الغربيةوالقدس العربية وقطاع غزة. إن الشعب الامريكي قام بنقده الذاتي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي نظمت في اكتوبر الماضي.. وصوت ضد خيار الصقور والتطرف الذي يرمز اليه فريق الرئيس الامريكي الاسبق بوش الابن ومرشحيه في انتخابات نوفمبر الماضي بزعامة جون ماكين.. وبدات أوروبا ودول حليفة تقليديا لاسرائيل تعدل ساعاتها.. ولم يبق أي مبرر للعرب والدول المناصرة للقضية الفلسطينية كي يصمتوا على تهويد القدس وعلى سياسات التعصب العنصرية والاستيطانية التي تعتمدها حكومة اسرائيل بزعامة الثنائي المتطرف ليبرمان وناتنياهو.. ومهما قيل عن دور اللوبيات الصهيونية في الولاياتالمتحدة والعالم الغربي فان بين ايدي الدول العربية والاسلامية أوراق ضغط اقتصادية وسياسية وثقافية واعلامية كثيرة.. عليها توظيفها لوقف مسار تهويد مدينة القدس سنة اختيارها عاصمة للثقافة العربية ومنع آلتي الحرب والقمع الاسرائيليتين من مزيد طرد الاطفال والنساء والعجائز الفلسطينيين من بيوتهم ومزارعهم ومحلاتهم.. تمهيدا لهدمها وضمها الى المستوطنات السرطانية التي تحاصر القدس وكل مدن الضفة الغربيةالفلسطينية وقراها.. والعالم يتفرج.