تونس-الصباح: في إطار تنفيذ برنامج تشغيل حاملي الشهادات العليا ممن طالت بطالتهم، علمت "الصباح" من مصادر مختلفة أن الفترة المقبلة قد تشهد انضمام بعض المؤسسات الكبرى ذات القدرة التشغيلية العالية وتنشط أساسا في القطاع الخاص وفي عدة قطاعات خاصة منها قطاع الخدمات والتجارة، والتسويق.. فبعد هيئة الخبراء المحاسبين، وشركة المغازة العامة، اللذين أطلقا خلال الشهر المنقضي برامج تشغيل خريجي التعليم العالي ممن طالت بطالتهم، يبدو أن الحوافز والتشجيعات المهمة التي أقرتها الدولة لفائدة المؤسسات لتشغيل خريجي التعليم العالي ممن طالت بطالتهم قد أسالت لعاب مؤسسات وقطاعات اقتصادية أخرى دخلت على الخط وأعربت عن استعدادها لانتداب حاملي الشهادات العليا. وينتظر ان يتم قريبا قيام قطاع معروف ينشط في مجال الخدمات عن بعد، على غرار مراكز النداء بإطلاق مبادرة في هذا الاتجاه تهدف إلى انتداب عدد كبير من خريجي الجامعات، والاستفادة من الحوافز التي يوفرها هذا البرنامج التشغيلي الجديد الذي يندرج ضمن إعادة هيكلة السياسة النشطة للتشغيل في تونس، وامتصاص أكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل خاصة من المحرزين على شهادات تعليم عال. جدير بالذكر أن هيئة الخبراء التونسيين تعهدت بادماج قرابة ألف حامل شهادة عليا في مجال المحاسبة من الذين طالت بطالتهم، أما شركة المغازة العامة فقد وقعت بدورها اتفاقية نموذجية مع وزارة التشغيل والإدماج المهني للشباب تنص على ادماج 450 شابا وشابة بالشركة خلال ثلاث سنوات وتشمل اختصاصات يواجه أصحابها صعوبة اندماج بسوق الشغل، في مجالات تجارة التسويق وتجارة الجملة والتفصيل وتقنيات التواصل والبيع واللغات الأجنبية والإعلامية... تجدر الإشارة الى أن الدولة وضعت حوافز وتشجيعات هامة للمؤسسات الاقتصادية للتشجيع على انتداب هذه الفئة من طالبي الشغل. علما أن الهدف من البرنامج الرئاسي تشغيل اكثر من 7 آلاف طالب شغل من حاملي الشهادات العليا ممن طالت بطالتهم خلال سنة 2009، ضمن 20 الف شاب تم إدراجهم بقائمة أعدتها مكاتب التشغيل في مختلف جهات البلاد. يذكر أن تونس تعتبر وجهة عالمية لمراكز النداء والإسناد الخارجي إذ تستقطب أكثر من 200 مركز نداء تساهم في معاضدة المجهود الوطني على مستوى تصدير الخدمات والتشغيل عبر توفير ما يزيد عن 17 ألف فرصة عمل حاليا. وتنشط مؤسسات مراكز النداء في مجال إسداء الخدمات للحرفاء عن بعد باستعمال تكنولوجيات الاتصال الحديثة التي تسدي خدمات متصلة بمجالات استعمال وصيانة الإعلامية والجباية والتأمين والخدمات البنكية وضبط المواعيد للاستشارة والتسويق وخبرات في مجال الصحة ومعالجة النصوص. لكن هذا القطاع ورغم تشغيليته العالية وقيامه بإعلانات انتداب يومية تنشر في الصحف، إلا أنه يبقى عملا ظرفيا ومؤقتا بالنسبة الى شريحة كبيرة من خرّيجي الجامعات في ظل صعوبة إيجاد شغل. كما يشكو المنتدبون بهذه المراكز من انخفاض الأجور( ما يتقاضاه عمال مراكز النداء في تونس أقل ب 4 مرات مما تعرضه مراكز الاتصال بفرنسا.)، ومن الضغوطات النفسية بسبب طول ساعات العمل من جهتها تشكو مراكز النداء من ضعف إتقان بعض المنتدبين التخاطب عبر الهاتف باللغات الأجنبية وبالخصوص اللغة الفرنسية، والانقليزية، وعدم استقرار المنتدبين، وقلة توفر فضاءات مهيأة تستجيب لمتطلبات نشاط هذا النوع من المؤسسات. من غير المستبعد أن تحذو مؤسسات أخرى على منوال المؤسسات التي بادرت بإقرار برامج انتداب خريجي الجامعات، خاصة منها الناشطة في التسويق والبيع بالتفصيل..