تونس الصباح يتواصل تنفيذ البرنامج الخصوصي لادماج اصحاب الشهادات العليا ممن تجاوزت فترة بطالتهم ثلاث سنوات عبر تكثيف المبادرات مع المؤسسات الكبرى ذات القدرة التشغيلية العالية والناشطة في القطاع الخاص. وتشهد هذه الفترة تشريك عديد المهنيين على غرار القطاع البنكي والخدمات والتجارة والتوزيع والتسويق لانتداب هذا الصنف من طالبي الشغل وذلك في اطار عقد الادماج. وقد افادنا مصدر مسؤول بوزارة التشغيل والادماج المهني للشباب ان عمليات التشغيل منذ بداية السنة الحالية توزعت على العديد من المؤسسات في اطار الحرص على تمكين المنتفعين من اكتساب مؤهلات وقدرات مهنية تتناسب ومواطن الشغل المتوفرة واضفاء المرونة في التعامل مع متطلبات سوق الشغل وخوض تجارب جديدة وامتلاك مهارات اضافية يمكن ان تفتح لهم ابواب النجاح ويوفر البرنامج امتيازات عديدة لفائدة طالب الشغل والمؤسسة المنتدبة حيث تنجز عمليات التشغيل والادماج بالتوازي مع تأهيل او تكوين تكميلي صلب المؤسسة او خارجها في مجالات تتوافق مع مواطن الشغل وذلك على امتداد 400 ساعة تتحمل الدولة كلفتها كما تسند الدولة منحة للمنتفع خلال فترة التأهيل بمبلغ 150د شهريا على امتداد سنة كاملة فضلا عن منحة تؤمنها المؤسسة. افاق واعدة لاصحاب الشهادات العليا في التجارة والخدمات وقد انخرطت العديد من المؤسسات في هذا البرنامج وتابعت مراحل الانتداب والتكوين على غرار غرفة الصناعة والتجارة التونسية الفرنسية التي تعهدت بدورها بادماج هذه الفئة من الشباب العاطلين عن العمل داخل 1000 مؤسسة تقريبا تابعة لها. وقد انخرط 1000 حامل للشهادات العليا في عروض شغل خاصة بالخبراء والمحاسبين بالاضافة الى مراكز النداء والتي فتحت ابواب الانتداب بشكل مباشر للعديد من الشبان وقد طرحت العديد من العروض المهمة في سوق الشغل يكفي ان نذكر ان مركزا واحدا من هذه المراكز يوفر خلال هذه السنة 700 موطن شغل من جملة 1000 موطن تم الاتفاق على توفيرها مع الغرفة النقابية لمراكز النداء. وعلى رأس قائمة المؤسسات المنتدبة تأتي شركة المغازة العامة والتي تعهدت بتشغيل 450 شابا في نطاق برنامج الادماج وقد افادنا السيد يونس الجنحاني مدير الموارد البشرية بالمؤسسة انه قد تم الى حد الان انتداب 46 شابا تسلم 53 منهم خططهم الوظيفية وقد خضعوا الى دورات تكوينية مهمة من أجل ادماجهم في سوق الشغل وقد شمل برنامج الانتداب كل جهات البلاد دون استثناء ومازالت ابواب الانتداب مفتوحة من أجل اعطاء صلاحيات أكبر للجهات في وضع وتنفيذ برامج لدعم فرص الادماج في اطار عقود برامج سنوية مع المجالس الجهوية وذلك تجسيما لاهداف الهيكلة الجديدة للشغيل لتمكين الجهات من صلاحيات اكبر لتصور وتنفيذ برامج تشغيل تنسجم مع خصوصياتها. وفي هذا الاطار انتظمت العديد من اللقاءات الاعلامية بكل الولايات للتعريف بالبرنامج الذي انطلق العمل الفعلي به منذ أول مارس 2009 ويمولها الصندوق الوطني للتشغيل 21/21 وتعد تجربة المغازة العامة حافزا هاما لبعض المؤسسات المختصة في تجارة التوزيع والتسويق والجملة وتقنيات التواصل والبيع والخدمات للمشاركة في انجاح هذا البرنامج. وقد برز في القطاع السياحي حرص على تدعيم الاختصاصات التي تسجل نقصا في التكوين والكفاءات على غرار التنشيط السياحي والادلاء السياحيين والأمن السياحي وحفظ الصحة والفنادق والمطاعم ومجال الخدمات والتسويق التجاري وقد تعهدت بدورها كل من الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الاسفار بانتداب الف حامل شهادة عليا في السنة الحالية ممن طالت بطالتهم. بالاضافة الى تطوير فرص الادماج والعمل في قطاع تكنولوجيا الاتصال الذي ابرزت كل المؤشرات انه سيساهم في دعم الصادرات التونسية بصورة واضحة.