ترشحات عديدة للأمانة العامة والسكرتيرية الدائمة المقر قصر ملكي سابق ومتحف الفنون حاليا برشلونة الصباح: القصر الملكي الجميل الذي يتصدر مدينة برشلونة الاسبانية ويعود الى موفى العشرينات من القرن الماضي يستعد لان يتحول الى مقر رسمي للكتابة العامة للاتحاد من اجل المتوسط(UPM) الذي تقرر تاسيسه في القمة الاورومتوسطية الاولى في 13 جويلية 2008 بباريس.. ووقعت المصادقة على ملامحه العامة في اجتماع وزراء خارجية المنطقة الذي عقد بمرسيليا في الأسبوع الأول من نوفمبر الماضي. الاشغال تبدو حثيثة في جانب من القصر الذي قررت سلطات "كاتالونيا" تخصيصه للامين العام للاتحاد من أجل المتوسط وطاقمه وممثلي الدول الأعضاء في المسار.. الذي بدأ "اتحادا متوسطيا" طموحا جدا في مبادرة الرئيس الفرنسي وتطور تدريجيا إلى "من أجل المتوسط".. ثم الى "مسار برشلونة = الاتحاد من أجل المتوسط".. وبعبارة أوضح: القديم = الجديد. وبعيدا عن لعبة السياسة ومناورات السياسيين.. تتحرك بلدية مدينة برشلونة والحكومة الاقليمية في "كاتالونيا" الاسبانية وسلطات مدريد لتجسيم حلم اسبانيا قديم جديد يتمثل في نقل مقرات العلاقات الاوروبية المتوسطية التي أفرزها مؤتمر برشلونة 1 في 1995 وصادقت عليها قمة برشلونة 2 في 2005 من بروكسيل وستراسبورغ الى مدينة برشلونة السياحية الساحلية الجميلة المطلة على البحر الابيض المتوسط.. وقد عاد الحلم بقوة بعد أن نجحت الدبلوماسية الاسبانية في اقناع الأوروبيين بان يكون مقر الاتحاد من اجل المتوسط شمال البحر لا جنوبه.. ثم اقنعت مالطا وفرنسا وبلجيكيا بالانسحاب لصالحها.. مقابل موافقتها على مشروع ساركوزي معدلا.. بعد أن عارضته بقوة مع المانيا وبعض دول اوروبا الشمالية والشرقية.. في سبتمبر القادم ومن المقرر أن تنتهي أشغال تهيئة مقر الاتحاد من أجل المتوسط في جناح بالقصرالملكي السابق "بيدرالبس"(Pedralbes) في سبتمبر القادم حسب كاتبة الدولة للشؤون الأوروبية في حكومة كاتالونيا السيدة أنا تيرون( Mrs. Anna Terron) في تصريح ل«الصباح».. لكن الجزء المخصص من القصر الملكي السابق الى مقر الاتحاد من اجل المتوسط يبدو أصغر من أن يتسع لممثلي 43 دولة والسكريتيرية وطاقمها الاداري والامني واللوجستي؟ وهل يعقل أن يتواصل فتح جزء من القصر القديم للعموم في شكل متحف يتضمن لوحات فنية جميلة؟ وما مصير الحديقة الخضراء الجميلة التي تستهوي يوميا مئات العشاق والأطفال والعرائس والعرسان الجدد الذين يحرصون على التقاط صور تذكارية في ساحة القصر بين أزهاره المتعددة الالوان.. بعد مراسم عقد القران في البلدية او الكنيسة؟ طرحنا هذه التساؤلات على كاتبة الدولة للشؤون الأوروبية فقللت من أهمية مثل هذه "التحفظات" التي تثار حول "المقر".. وأوردت أن المتحف قد يغلق لاحقا.. وان كامل القصر الملكي القديم قد يوضع على ذمة الاتحاد المتوسطي.. كما قد تسخر البلدية وسلطات المقاطعة موقعا إداريا تكميليا بعد أن تصبح برشلونة عاصمة المنطقة الاورومتوسطية.. في صورة تعثر المشروع السياسي؟ وماذا اذا تعثر المشروع المتوسطي مدة أطول.. بعد التعقيدات السياسية التي سجلت في المشرق العربي اثر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المحتل؟ وماذا لو تعمقت الخلافات السياسية الأوروبية العربية أكثر بسبب اصرار اوروبا على تشريك اسرائيل في سكرتيرية الاتحاد (بما في ذلك عبر خطة أمين عام مساعد) مقابل قرار عربي بتطبيق مقررات القمة العربية في الدوحة التي اعلنت ان لا تعامل مع حكومة ناتنياهو ليبرمان قبل احترامها مقررات الاممالمتحدة والتزامات اسرائيل الدولية السابقة من اوسلو الى انابوليس؟ وهل ستتخلى اسبانيا وسلطات برشلونة عن المسار الاورومتوسطي بصيغته الجديدة في صورة تمادي اسرائيل في استهتارها بالقوانين الدولية وحقوق الانسان الفلسطيني؟ أم ستواصل التمسك به وان تعلق الامر بكيان "مجمد" مثل الاتحاد المغاربي الذي توجد له امانة عامة لكن مساره السياسي متعثر منذ 1994؟ الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي كاتبة الدولة للشؤون الأوروبية في برشلونة نفت ل«الصباح» ان تكون حكومتها الاقليمية وسلطات مدريد تنوي "الاستسلام" و"التفريط في الفرصة".. واوردت انها ستقوم مع شركائها بتحركات ديبلوماسية مكثفة لانقاذ الموقف.. وضمان نجاح الرهان على برشلونة عاصمة للمنطقة الاورو متوسطية.. وستتكثف التحركات الاسبانية حسب السيدة طيرون بمناسبة ترؤس اسبانيا للاتحاد الأوروبي في السداسية الاولى من العام القادم 2010.. وستبدأ تحركها بنجاعة خلال رئاسة السويد للاتحاد في جويلية القادم.. خلفا لتشيكيا.. وتوقعت السيدة طيرون أن تنجح الدبلوماسية الأوروبية والامريكية في اقناع القيادة الاسرائيلية الجديدة باحترام مسار سياسي سلمي.. مما سيساعد على تدارك التعثر الذي سجل في تجسيم الحلم المتوسطي.. خاصة بعد ماساة الحرب على غزة.. من جهة أخرى أكدت المسؤولة الأوروبية ل«الصباح» أن عدة دول متوسطية قدمت مرشحين للامانة العامة ولبقية المسؤوليات في الاتحاد المتوسطي.. لكن الحسم فيها يتطلب وقتا.. وسيكون رهين المشاورات الديبلوماسية بين دول الشمال والجنوب.. الى جانب عدة معطيات من بينها فرص تنقية الاجواء السياسية في فلسطينالمحتلة وبروز افاق جديدة لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي مع الادارة الامريكية الحالية بزعامة باراك اوباما..